أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية أن الدولة المصرية مستمرة فى تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادى من أجل توفير الموارد الحقيقية واللازمة لتحسين معيشة المواطنين وتحسين الخدمات المقدمة لهم والاهتمام بملفى التعليم والصحة بالاضافة الى تهيئة مناخ الاستثمار لجذب المزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل حقيقية.
واضاف الوزير أن الدولة نجحت فى تخطى الكثير من الصعاب والتحديات بدعم من الشعب والمواطن المصرى لانه متحمل الاثار الصعبة لهذا الاصلاح من اجل بلده ومن اجل تطويرها واستقرارها حيث بدأنا في الانتقال من المرحلة العصيبة إلى مرحلة التعامل مع المشكلات الاقتصادية التي تواجهنا وهي الصرف على الصحة والتعليم والمرتبات والمعاشات وتكافل وكرامة على النحو الصحيح.
وأوضح وزير المالية ان القيادة السياسية والحكومة تولي منظومة التأمين الصحي الجديدة أهمية بالغة مع توفير الدعم المالي والفني لاكتمال المنظومة وبدء تطبيقها وضمان استمرارها لرعاية صحة المواطنين بأفضل صورة ممكنه، بالإضافة إلي مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي ومشروع المستشفيات النموذجية لتقديم خدمة طبية لائقة للمواطن المصرى.
وأشار وزير المالية إلى مساندة وزارة المالية بكل قوة للمنظومة الجديدة للتأمين الصحي وتوفير التمويل اللازم لبدء المنظومة بمدينة بورسعيد، حيث ستلتزم الخزانة العامة بدعم الأعباء المالية للمنظومة الجديدة خاصة خلال الفترة الانتقالية لتطبيقها ولحين اكتمال التأهيل والتشغيل وتطبيق معايير الجودة واكتمال قدرة المنظومة على تمويل نفسها ذاتيًا وتتحمل الدولة ايضا اشتراكات غير القادرين.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير المالية مع ستيفان روماتيه السفير الفرنسي بالقاهرة واعضاء من السفارة الفرنسية ووفد يضم مجموعة من الشركات الفرنسية العاملة فى مجال الصحة بمصر.
وقال معيط ان قانون التأمين الصحى الشامل الجديد يستهدف اصلاح نظم الرعاية الصحية بالكامل وليس قطاع التامين الصحى فقط لتقديم خدمات الرعاية الصحية لجميع فئات المجتمع المصرى بما يحقق التكافل الاجتماعى بين افراده.
وأوضح وزير المالية ان نظام التامين الصحي الشامل يقدم خدمة صحية جيدة تغطي جميع الامراض مؤكدا على فصل التمويل عن تقديم الخدمة للمواطنين الي جانب اتاحته لحرية اختيار مقدم الخدمة سواء كانت فى مستشفى او عيادة او مركز طبي، الي جانب انه يعد خطوة عملية لتعديل هيكل انفاق الاسر الذي يوجه 60% من دخلها للانفاق مباشرة علي الصحة في صورة كشف طبيب وادوية وبالتالي ستوفر تلك المبالغ لاعادة توجيهها لمجالات اخري.
وأشار الوزير إلى ضرورة اكتمال عمل خطة للميكنة الكاملة للمنظومة والتي تعد أحد ركائز نجاحها والتي تضمن دقة وكفاءة وفعالية التنفيذ الحقيقي للمنظومة، وخطة تأهيل القوى البشرية التي ستشارك في تفعيل هذه المنظومة بما يضمن كفاءتهم وحسن تأهيلهم وتحفيزهم على أداء خدمة صحية ذات مستوى عالٍ من الجودة للمواطنين.
وحول تمويل منظومة التأمين الصحي الجديدة قال الوزير انه يتم تمويلها من الاشتراكات ومساهمة الخزانة والإيرادات الآخري المخصصة مثل الضرائب علي السجائر ومنتجات التبغ بنسب مختلفة وان النظام الجديد قام علي أساس الدراسة الاكتوارية لضمان الاستدامة المالية للنظام مشيرا إلى إن هناك بعض الدول التي طبقت نظاما شاملا للتأمين الصحي، ولم تستطع الحفاظ على الاستدامة المالية و اضطرت إلى وقفه.
وأكد الوزير على ضرورة اشراك القطاع الخاص فى منظومة التأمين الصحى الشامل لضمان نجاحه، مشيرا الى اهمية الدور المهم الذى يقوم به القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة باعتباره شريكًا أساسيًا في إقامة العديد من المشروعات التنموية والخدمية التي يتم تنفيذها في كافة المجالات والحرص على استمرار تقديم أوجه الدعم والتيسيرات اللازمة للقيام بدوره في هذا الإطار.
واشار الوزير إلى أن هذا الاجتماع يعد فرصة جيدة للغاية للتواصل وتبادل الآراء البناءة لإحداث تغيير فعال وإيجابي يخدم أهداف التنمية الصحية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، مشيدا بأوجه التعاون المستمر بين مصر وفرنسا، مؤكدا أن الجانب الفرنسى أبدى استعداده في تقديم الاستشارات ونقل خبرة فرنسا في هذا المجال من أجل تطور الخدمة الصحية فى مصر والانتقال بها لمرحلة نوعية جديدة.