يشهد العالم الآن ثورة في مجال التكنولوجيا الرقمية خاصة المتعلقة بالرعاية الصحية واختراع أجهزة جديدة تتابع حالة الإنسان لحظة بلحظة وإمكانية الاستغناء تمامًا عن الأطباء ولكن كل هذا يأتي في مواجهة تحديات كبيرة لاتساع نطاق الخدمات الصحية.
أكد الدكتور خليل إبراهيم، متخصص باطني وقلب، أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الرعاية الصحية يقتصر على عدة أجهزة يتم استخدامها في تسجيل بيانات وعمل الأشعة والتحاليل واكتشاف عدة أمراض وهي لا تتوفر سوى في المستشفيات والعيادات الخاصة وبعض المستشفيات الجامعي أي يقتصر تقديمها على عدد محدود من المرضى، والدليل القرى والمدن النائية الفقيرة وعدم امتلاك الوحدات الصحية بها على أجهزة حديثة، ولكنها أجهزة تم إصلاحها عشرات المرات، فالخدمة الصحية هناك ثمينة وقبل التحدث عن ادخال التكنولوجيا الرقمية وأهميتها يجب تحديث الأجهزة المتوفرة في القطاع الصحي وغيرها من خدمات.
حيث أشار أخصائي القلب إلى أن الإبقاء على الرعاية الصحية على حالها سوف يفقد الناس إمكانية التواصل مع العاملين في القطاع الطبي الذين لن يكون بمقدورهم تلبية احتياجات المرضى، وسيكون التحدث للطبيب من قبيل الرفاهية، كما أن هناك مشكلات في الرعاية الصحية على مستوى العالم منها الأمراض المزمنة، مثل السكري ومرض القلب والاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بأسلوب الحياة والتي تتفاقم مع تقدم العمر، فهي لا تزال تشكل أكبر التحديات في أفق الرعاية الصحية، والتي يعمل على اساسها العلماء لعلاج هذه الأمراض المزمنة.
وأضاف أن هناك مشكلات أخرى كالأوبئة المنتشرة والتي يصعب السيطرة عليها تمثل تحديًا آخر في أنحاء مختلفة من العالم فيما تستمر الأمراض المعدية والسارية في اختبار مدى قدرة مسؤولي الرعاية الصحية على التصدي لها.
ومن جانبه، أوضح الدكتور حسن السيد صلاح، دكتور جراحة عامة، أنه يمكن استخدام الواقع الافتراضي في المستشفيات الطبية لتعزيز تدريب الأطباء بما يسمح لهم بمراقبة عمليات جراحية معقدة عن قرب خاصة أن هناك حالات صحية تستدعي توفير أجهزة حديثة، كما أن التكنولوجيا الرقمية متوفرة بالخارج بشكل كبير ويتم استيرادها من جانب بعض الأطباء في عياداتهم الخاصة ومنهم في مجال النسا والولادة وعمليات فصل التوأم.
ولكنه نوه عن أن إمكانية مساعدة التكنولوجيا في توفير الرعاية الصحية بشكل أكثر فعالية، هناك أيضًا محاذير حيال الانبهار بتطورات الخيال العلمي التي تبدو جيدة على أغلفة المجلات ولكن ما يزال مطلوباً منها أن تقدم نتائج مؤكدة.
أكدت وفاء سالم، طبيبة صيدلانية، أن التكنولوجيا الرقمية مهمة في المجالات الطبية سواء تقديم الرعاية الصحية للمواطنين أو من جانب الأدوية، حيث أن الأدوية قبل وصولها بشكلها النهائي ووضعها في الصيدليات لتقديمها للمرضى تمر بمراحل متعددة واختبارات تحت ظروف مماثلة للظروف الطبيعية مثل الحرارة والرطوبة، وقد تكون أقسى من الطبيعية لزيادة ضمان فاعلية الدواء وكل هذا يعتمد على التكنولوجيا الحديثة التي يبحث فيها العلماء لتطويرها من فترة لأخرى.
وأشارت "سالم" في حديثها إلى جهاز الثيرموميتر واستخدامه كجهاز طبي متخصص لقياس درجة الحرارة حتى تم أصبح يُباع ويوجد في كل بيت للاطمئنان على صحة الفرد من وقت لأخر.
وجديرًا بالذكر أنه رغم هذه التحديات، بدأت مؤسسات مثل ميديك موبيل، وهي مؤسسة غير ربحية، تعمل في عشرين دولة في آسيا وأفريقيا لمساعدة العاملين في قطاع الخدمة الصحية، على جمع السجلات الإلكترونية، استخدام تطبيق هاتف ذكي بسيط يقدم لهم وسيلة لتتبع حالات المرضى، وتوفير معلومات عن الحمل أو تلقي الأمصال والتطعيمات أو مواجهة خطر الإصابة بمرض ما حيث يوفر هذا التطبيق توصيات، بناء على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، للعاملين في قطاع الرعاية الصحية تمكنهم من الاستفادة بخبرات طبية على نطاق أوسع اعتمادا على الهواتف الذكية، كونها الوسيلة التكنولوجية الأكثر انتشارا، كما تستبدل هذه الوسيلة بأخرى أقدم منها، وهي الرسائل النصية حال عدم توفر الإنترنت.