"الهروب من الروب الأبيض".. تسرب الأطباء من المستشفيات بسبب ضعف الرواتب.. كيف اختفى 6 آلاف طبيب في 3 سنوات؟

قال الدكتور محمد عبد الحميد، أمين الصندوق وعضو مجلس نقابة الأطباء، أن هناك أكثر من 6 ألاف طبيب استقالوا من العمل خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ووفقًا للإحصائيات التى تشير إلى أعداد الأطباء الذين تقدموا باستقالاتهم فى تضاعف مستمر، إذ توضح الأرقام أن عدد الاستقالات فى 2016 كان 1044 طبيب مستقيل وفى 2017 أصبحوا 2549 وفى 2018 وصلوا إلى2397 استقالة، أي في العام الواحد أكثر من 2000 طبيب، والسبب ضعف الأجور والمرتبات وبدل العدوى المُخزى، والاعتداء المستمر على الأطباء فى المستشفيات باعتبارهم السبب الرئيسى لنقص الإمكانيات والمستهلكات، فضلًا عن مصروفات الدراسات العليا، التى يتحملها الطبيب رغم القانون الذى يحتم على جهة العمل تحملها، ولكن حتى الآن لم ينفذ مما دفع الأطباء للهجرة والسفر للخارج.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء، أنها موجة تهدد مهنة الطب فى مصر لو استمر الحال على ما هو عليه، كما أن تقلص أعداد الأطباء كل فترة يهدد منظومة الصحة في مصر بسبب أثره السلبي الذي يعود على المواطنين الذين يحتاجون الرعاية الصحية، كما أن الأطباء المتواجدين في مصر هم المتضررون من الظروف الاجتماعية ونقص الإمكانيات وضعف المرتبات وغيرها، مشيرًا إلى قلة عدد الأطباء في التخصصات الحرجة، فهناك محافظات لا يوجد فيها سوى تخصص واحد فقط، وعدة مستشفيات تعاني من نقص في تخصص التخدير والطوارئ، فالأطباء أصبحوا يسافرون إلى الدول الأوروبية والخليج، والجديد أن هناك دول إفريقية فتحت أبوابها للأطباء المصريين للعمل بها.

 

وعن اقتراح الحكومة بعدم تجديد إجازات الأطباء العاملين في الخارج كحل للقضاء على أزمة نقص الأطباء في المستشفيات الحكومية، أكد عضو مجلس النقابة أن رئيس الوزراء سمح بفتح الإجازات في كل المجالات ولكن عند الأطباء رفض وذلك لوجود عجز شديد كما أن هذا القرار لن يؤدى إلا لزيادة نسبة العجز وتقديم الأطباء لاستقالتهم، ولا يمكن إجبار الطبيب على البقاء طالماأن هناك التزامات مالية قائلاً: "مستحيل هيكون بياخد برة 4000 دولار ويرجع ياخد 200 دولار" والأطباء لا تهتم بهذا القرار لأنهم يرون بأنفسهم اختلاف بيئة العمل والمعيشة والأجهزة الحديثة .

وأشار الدكتور موريد مكرم ميخائيل، استشاري الجراحة العامة، ورئيس قسم الجراحة بمستشفيات وزارة الصحة بالقاهرة وزميل الكلية الملكية بلندن، أن مصر الآن تعتبر دولة طاردة للأطباء والمرتبات ضعيفة جدًا مقابل الخدمة الطبية التي يقدمونها للمرضى، فهناك معوقات عديدة في منظومة الصحة في مصر، وتضييق خناق على الأطباء، فلا يوجد إقبال من الشباب على التعليم أوالحصول على الزمالة المصرية، كل هذا يتسبب في سفر الأطباء، كما أن وزارة الصحة تعلم جيدًا هذه المعوقات ولا تفكر في حلها، إذ وصل الحال الآن لأن تطلب مستشفيات جامعية ومستشفيات تعليمية التعاقد مع أطباء، وخاصة في التخصصات النادرة كالتخدير والعظام والطوارئ، فضلاً  عن أن نظام التعاقد يكون بشروط الطبيب وبالتالي فهي تخسر.

وأضاف "موريد"، أن الطبيب في الخارج يرى أجهزة حديثة ويعرف كيفية التعامل مع المرضى في حالات مختلفة، لأن الإمكانيات لدينا موجودة فقط في المستشفيات الكبرى حتى مستشفيات الجامعية ليس بها أجهزة كالموجودة بالخارج، كما أن عدد الخريجين كل عام في مصر قادر على تغطية احتياجات دول الخليج بالكامل، قائلًا "لسنا في حاجة لأطباء إذا لم نوفر لهم حقوقهم الكافية، وبالتالي يسافرون للخارج لأننا بلد طارد للأطباء، فالسنة بالخارج بـ10 سنوات في مصر، فالأطباء يفكرون بعقولهم وليس عواطفهم، كما أنهم يعانون في مرتباتهم، لأنها أقل من وظائف أخرى فالعائد المادي غير مُجدي، والأطباء الذين يتمكنون من السفر للدول الأوروبية يستقرون ويحصلون على الجنسية، ولا يعودون مرة أخرى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً