مدينة بني سويف، كانت تتميز فى السابق بالهدوء والجمال، والآن صارت إحدى أكثر المدن إزدحاما بالسكان, الأمر الذي أدي إلي وقوع العديد من الأزمات والمشكلات التي باتت تمثل معاناة يومية لقاطنيها ومن أهم هذه المشكلات أزمة المرور، تفاقمت في الفترة الماضية بشكل أصبح لا يتحمله المواطن, خاصة في مواسم الدراسة وقبيل الأعياد والمواسم حيث تمتد ساعات تعطل حركة المرور في تلك المدينة متوسطة الحجم إلي ساعتين في بعض المناطق، خاصة مناطق المدارس والمزلقانات ومواقف السيارات .
يقول محمود عطية، موظف بالتربية والتعليم، إن حالة الزحام والتكدس والإختناقات المرورية لا تنتهى بشوارع مدينة بنى سويف، وباتت معها المدينة الجميلة الهادئة خانقة ولا تستوعب قاطنيها فالشلل المرورى عرض مستمر بخلاف "مزلقانات" السكة الحديد, فيما ساهمت المدارس والكليات والمواقف العشوائية فى إحداث فوضى عارمة, وعن السيارات الملاكى التى توجد أمام الأبراج بالعشرات فحدث ولا حرج فلا جراجات ولا متسع بشوارع المدينة الضيقة التى لم تعد مسبقا لتستوعب التمدد العمرانى فى ظل عدم إنشاء طرق بديلة أو محاور تقلل من الزحام الرهيب الذى أصبح يتنافس مع القاهرة الكبرى.
وقال علاء أبوالعلا، تاجر، إن مدينة بني سويف تخترقها 4 مزلقانات داخل مدينة بنى سويف "مطورة" وهى تعنى غلق تلك المزلقانات أكثر من 16 ساعة فى اليوم بمعدل ربع ساعة أو أكثر عند مرور كل قطار فى ظل وجود قطار كل 5 دقائق يمر بالمحافظة وهو ما يتسبب فى غلق شارع بورسعيد بأكمله وحى الغمراوى ومحيى الدين والكورنيش لتصاب الحياة بالشلل التام الأمر الذى يستوجب من المسئولين إنشاء "كبارى" أعلى تلك المزلقانات أو إقامة أنفاق للحد من الزحام الذى نعيشه داخل المحافظة بشكل مستمر.
وأشار سيد محروس، سائق تاكسي، إلي أن هناك ظاهرة غريبة يقوم بها الشباب في منطقة الجامعة وتحديدا أمام البوابة الرئيسية حيث يقوم الشباب بإجراء سباقات سيارات في تلك المنطقة فجرا, الأمر الذي يؤدي إلي وقوع الكثير من الحوادث, وأثناء عمله بـ التاكسي ليلا فوجيء بحادث تصادم بين خمس سيارات من بينهما سيارتان لا علاقة لهما بالسباق كانتا تقفان أسفل العمارات رغم أن تلك المنطقة تتميز بالهدوء والرقي إلا أن تلك السباقات تتسبب في فوضي مرورية حتي في ساعات الفجر التي من المفترض فيها قلة الحركة.
ومن جانبه أكد العميد حسام الشايب، مدير إدارة مرور بنى سويف، أن أهم أسباب الزحام والتكدس المرورى ببعض شوارع وأحياء مدينة بنى سويف يرجع إلى عدة عوامل منها عدم وجود مهندسى تخطيط طرق طيلة السنوات السابقة، ما أدى إلى إنتشار المواقف العشوائية وعدم خلق محاور مرورية جديدة لتنظيم الحركة المرورية وتناسبها مع الزيادة فى عدد السيارات والمواطنين.
وأضاف مدير إدارة المرور، أن ظاهرة انتشار الأبراج السكنية فى مختلف مدن المحافظة وعدم التزام المحليات بتطبيق القانون الذى يلزم هذه الأبراج بوجود جراجات أسفل تلك الأبراج لاستيعاب سيارات قاطنيها وهو سبب آخر رئيسى فى تكدس السيارات فى الشوارع الرئيسية خاصة فى ظل عدم وجود بديل أو مساحات أراضى فضاء لركن السيارات.
وطالب الشايب، الوحدات المحلية بضرورة التطبيق الحرفى للقانون وعدم التحايل وإلغاء أى استثناءات، متسائلًا كيف يسمح ببناء مستشفى دون توفير جراج به للسيارات، مشيرًا إلى أن الفوضى وعدم احترام القانون يجب ألا يصلا لذلك المستوى من التدنى، الذى يدفع المدينة خلال سنوات إلى الشلل المرورى التام. ولفت إلى أنه يتم إنشاء الأبراج وتتحول الجراجات إلى محلات وهو ما يزيد عدد السيارات المتوقفة أمام هذه الأبراج ورجال المرور يعانون من كل تلك التجاوزات ومخالفة القانون خاصةً فى ظل وجود عيادات وبعض المستشفيات الخاصة تستقبل المرضى وكبار السن. وطالب مدير المرور بالتدخل العاجل والسريع لتقنين هذه المخالفات، قائلًا "اخشى أن تزداد المشكلة حتى نصل لمرحلة عدم وجود حل.
ومن ناحيته أكد المستشار هاني عبد الجابر، محافظ بني سويف، أنه منذ توليه المسئولية، منذ 3 أشهر تقريبًا يقوم بجولات ميدانية بالشوارع الرئيسية والأحياء والميادين العامة، للوقوف على الحالة العامة للنظافة، ومتابعة أعمال التطوير التي تقوم بها اللجنة التي أمر بتشكيلها لرفع كفاءة الميادين والشوارع، ضمن خطة المحافظة العاجلة لإستعادة الشكل الحضاري والجمالى للمحافظة، وتسهيل الحركة المرورية، ومنع التكدس والزحام .