اعلان

بناه جوستاف إيفيل عقب تشييده برج فرنسا الشهير.. بعد 30 سنة من تفكيكه.. هل تعيد الدولة إحياء تراث كوبري أبو العلاء؟

تمر يوميا على كورنيش النيل، أمام محطة المياة والكهرباء، لتشاهد أطنان من هياكل الحديد أسفل الكوبري أشبة ما تكون بالهيكل الحديدي لكوبري "إمبابة"، والتي تظنها في بداية الأمر أجزاء من الكوبري نفسه، ولكن عندما تقترب أكثر من المشهد، لتتفاجأ أن هذه الهياكل الحديديه تعود لواحد من أشهر وأقدم الكباري في تاريخ مصر والتي تعود شهرته إلى أن منشئ هذا الكوبري المهندس جوستاف إيفيل صاحب أشهر بناء في أوروبا والعالم "برج إيفيل".

عدسة "أهل مصر" أخذت جولة ميدانية لمعاينة هيكل الكوبري، الذي أكله الصدأ بفعل عوامل الجو والمطر في الشتاء والحرارة العالية في الصيف .

في البداية تشاهد الهيكل العلوي للكبري ملقى على شاطئ النيل وعلى بعد أمتار تجد بقايا الهيكل السفلي مرصة فوق بعضها، بجانبها قواعد العواميد التي لم يتبقى منها سوى بعض النقوش التي تدل على روعة البناء والفن العريق، يعلوها بقايا مركب خشبي تعرض للغرق واجزاء من صنادل نيليلة .

وبجانب الهياكل نخلة محترقة وأكوام من القمامة وحيوانات ضالة ، وسط الحشائش الخضراء التي غطت المكان والطحالب التي غطت الهياكل وأثرت على الحديد، ليجلس اثنين من الحراس يوقدون شعلة من النيران للتدفئة .

ويعود تاريخ كوبري أبو العلا الذي كان يربط بين حي الزمالك وحي بولاق أبو العلاء، إلى أوائل القرن العشرين، حيث أنشأه المهندس الفرنسي جوستاف إيفيل من الفترة من 1908وحتى 1913، ليكون أحد معالم القاهرة في هذه الفترة.

وكان الكوبري الذي قامت بإنشائه شركة فيف _ليل الفرنسية، مصم على طراز يمكن من خلاله أن يتم إغلاقه لمرور السفن الكبيرة وفتحه مرة أخرى هذا الجزء الذي قامت بتنفيذه شيرز الأمريكية بعد أن أوكلت إليها شركة فيف ليل بإستكمال هذا الجزء، وذلك بعد فشل المهندس جوستاف إيفيل في تنفيذه وهو الأمر الذي انتحر عقب فشله في فتح الجزء المتحرك من كوبري بولاق أبو العلاء.

والأمر الذي يفسر لغز تشابه كوبري أبو العلا الذي تم فكه مع كوبري إمبابة، هو بعد البحث والتحري عن مقر الشركة التي صفت أعمالها، وجد أن الأرشيف يحتوي على مجموعة من الصور لكوبري أبو العلاء وكوبري إمبابة وكوبري الجلاء وكوبري المنصورة.

إلا أن الكوبري تعرض للتفكيك ووضع الهيكل الخاص به في هذا المكان منذ تسعينات القرن، وحتى اليوم لم يفكر أى مسئول في إعادة ترميم هذا الهيكل التاريخي وتركيبة، في الوقت الذي تنفق فيه الدولة ملايين ومليارات الجنيهات لإنشاء العديد من الكباري والتي تتم بجودة أقل بكثير من هذا الكوبري .

 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً