اعلان

رسالة إلى الإمام الأكبر: طلاب الأزهر مشردون في شوارع القاهرة.. المدينة الجامعية ترفض استقبالهم.. وسماسرة العقارات يستنزفونهم

يعاني طلاب جامعة الأزهر، القادمون من مختلف محافظات مصر، من صعوبة العيش في القاهرة، ويشكون من ارتفاع أسعار السكن الخارجي نظرًا لعدم تمكنهم من السكن في المدينة الجامعية، وبالرغم من تقديمهم العديد من الالتماسات لقيادات الجامعة، إلا أن الوضع المأساوي الذين يعيشون فيه ظل كما هو دون تغيير، والغريب في هذا الأمر أنه في الوقت الذي يشكو فيه الطلاب من ارتفاع أسعار إيجار السكن الخارجي، إضافة إلى نفقات الطعام والشراب وغيرها، هناك العديد من مباني المدينة الجامعية بالأزهر خاوية على عروشها ولا يسكنها أحد، وهو الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة أبرزها: لماذا يترك الأزهر طلابه يتكبدون معاناة العيش في الخارج في حين أنه قادر على استيعابهم وتسكينهم في مباني المدينة الخالية؟

التقت "أهل مصر"، بمجموعة من طلاب جامعة الأزهر، واستمعت إلى شكواهم، حيث أكد جميع الطلبة خاصة الذين يستأجرون شققًا في الحي السادس بمدينة نصر، غلاء أسعار تأجير العقارات التي وصفوها بأنها "مفتقدة لأي مؤهلات للحياة الآدمية"، مشيرين إلى أن سماسرة الشقق يقومون باستغلالهم أسوأ استغلال.

نفقات باهظة

في البداية تأكدت "أهل مصر"، أن المدينة الجامعية بفرع جامعة الأزهر في القاهرة يوجد بها 3 مباني خالية تمامًا ومغلقة، ويمكن أن تستوعب طلابًا يتراوح عددهم من 3800 إلى 4300 طالب ولم يسكن بها أحد منذ 7 سنوات تقريبًا، وهذا ما يثير غضب طلاب الجامعة.

يقول أشرف محمد، الطالب بكلية الزراعة فرع القاهرة، إنه يسكن بالحي السادس في شقة يوجد بها 12 طالب غيره، وأنهم يدفعون إيجارًا شهريًا قيمته 4 آلاف جنيه تقسم بينهم، بالإضافة إلى دفع فواتير الكهرباء والماء والغاز، والفرد يقوم بدفع 350 جنيهًا شهريًا تقريبًا، إضافة إلى المصاريف الشخصية التي تصل إلى 150 جنيهًا أسبوعيًا، مشيرًا إلى أنه قام بتقديم الأوراق الخاصة به للقبول في المدينة الجامعية، ورغم استيفائه الشروط إلا أنه لم يقبل، في الوقت الذي تم قبول زملاء له وسكنوا بالفعل في المدينة الجامعية ومجموع درجاتهم أقل من مجموع درجاته.

وأكد محمد شتا، الطالب بكلية التجارة بالقاهرة، أن مصاريفه الشخصية تتجاوز 800 جنيه شهريًا، بالإضافة إلى إيجار الشقة التي يسكن فيها، والذي يصل إلى 400 جنيه للفرد، مما يمثل عبئًا كبيرًا على ولي أمره، قائلًا: "الشقة التي أسكن فيها مستواها سيء جدا، ولا تصلح للحياة الآدمية، ويشاركني في السكن بداخلها أكثر من 10 طلاب، مما يعود بالسلب على مذاكرتي، ولا يوجد هدوء بها، وكل ما أريده هو أن ينظر الأزهر إلى أبنائه بعطف وأن يراعي ظروفهم المادية".

وأشار أحمد خالد، الطالب بكلية الإعلام فرع القاهرة، إلى أن مصاريفه الشخصية تتعدى 1300 جنيه شهريًا، وأن لديه شقيقًا يدرس في جامعة دمياط، وشقيقة طالبة في جامعة المنصورة، وينفقان مصاريف شهرية باهظة، مما يمثل ضغطًا على والدهم، قائلًا: "كل ما أريده أن ينظر إلينا الأزهر بعين العطف، وأن يرحمنا من معاناة السكن الخارجي".

معاناة أخرى

وفي ظل عدم قبول الكثير من طلاب الأزهر للسكن في المدينة الجامعية بالرغم من استيفائهم الشروط، ووجود أماكن خالية في المدينة، اضطر بعض منهم إلى السكن في أماكن بعيدة جدًا عن فرع جامعة الأزهر بالقاهرة، حتى يتغلبوا على ارتفاع أسعار الإيجار، ويجدوا الهدوء والأماكن التي تصلح للحياة الآدمية.

ويقول أحمد علي، الطالب بكلية الزراعة فرع القاهرة، أن والده متوفي وأنه يضطر إلى أن يعمل في أوقات الدراسة ليلبي احتياجاته ومتطلباته الشخصية والدراسية، وأنه قام بتأجير شقة مع زملائه في منطقة التبة هروبًا من غلاء أسعار السكن في الحي السادس، مؤكدًا أنه يدفع إيجارًا شهريًا قيمته 300 جنيه.

أما محمد خميس، الطالب بكلية التجارة فرع القاهرة، فيؤكد أنه قام بتأجير شقة مع زملائه في منطقة التبة بمدينة نصر، بعيدًا عن غلاء أسعار السكن في الحي السادس، وأن الإيجار للفرد فيها 300 جنيه، إضافة إلى فواتير الماء والكهرباء والغاز، مؤكدًا أن مصاريفه الشخصية تتعدى 1500 جنيه شهريًا، نظرًا لأنه يحتاج إلى كورسات ضرورية في مجال دراسته، كما أن إقامته بعيدًا عن الجامعة تكبده دفع نفقات مواصلات يوميًا، وأن له شقيق في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع دمنهور، ويحتاج إلى نفس النفقات، قائلًا: "نتمنى من الأزهر أن يفتح لنا المباني الخالية في المدينة الجامعية؛ لأن الطلبة تعاني فعليًا من ارتفاع المصاريف وغلاء أسعار السكن الخارجي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً