زاد في الفترة الأخيرة إقبال الشباب مؤخرًا على عدد من المواد المخدرة كالترامادول والذي انتشر بين المدمنين طوال السنوات الماضية بلا منافس، ولكن مع ظهور مواد جديدة يتم تصنيعها ومنها الاستروكس والفودو بدأ البعض يبحث عن الأدوية الداخل في تركيبها مادة مخدرة، حتى ظهر جدل حول مادة "بريجابالين" التي تستخدم كمسكن للخلايا العصبية ونوبات الصرع وتحذير الصيادلة من استخدامها الخاطئ وزيادة الجرعات.
في البداية، أكد الدكتور حاتم البدوي، عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالقليوبية وسكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف، أنهم كصيادلة يفاجؤون بأن هناك مواد تُباع بكثرة وعليها ضغط في الشراء، ثم يتم اكتشاف أن هذه الأدوية بها نوع من المواد المخدرة، فكان هناك إقبال على تعاطي أحد أدوية القولون، ولكن في الأساس ليس به أية مواد مخدرة تدخل في تركيبه، وظهرت حقن الطلق التي تستخدمها السيدات الحوامل أثناء الولادة، فالكثير من الشباب يدمنونها، قائلاً "بياخدوا حاجات غريبة.. ما بيهمدوش".
ونفى صحة وجود أية أدوية تُباع في الصيدليات تحتوي على مواد مخدرة أو بها مادة تعادل مادة الاستروكس؛ ولكن هناك مسكنات لأعدة أمراض، كما أن وزارة الصحة أصدرت قرارًا بإدراج 5 مركبات ضمن الأدوية المحظورة، لعمل قضية مخدرات للتجار عند القبض عليهم مثل صدور قرار مشابه لمادة القنب الهندي، وهي المادة الخام للأفيون والحشيش، وهناك قرار بالاسم العلمي للهيروين، فلا يوجد أية مواد مخدرة يحصل المواطنون عليها من الصيدليات، كما أن مادة البريجابالين مسكن وتستخدم مهدأ للاشارات الكهربائية في الجهاز العصبي.
أوضح مدحت صليب، طبيب صيدلي أن مادة "بريجابالين Pregabalin" أو المعروفة باسم "ليريكا Lyrica " موجودة بالفعل في الصيدليات ويطلبها المرضى وهي تستخدم كمسكن للناقلات العصبية الطرفية فهي تهدئ نوبات الصرع ولكن بدأ عدد من الشباب يٌقبل على تناول هذه المادة بجرعات عالية لما بها من مادة مخدرة مُقنعين أنفسهم أنها تجعلهم يصلون للإدمان حيث يتراوح سعر الشريط من 25 إلى 100 جنيهًا حسب الجرعة المطلوبة، موضحًا أنه غير منطقي أن يتم إدراج هذه المادة بجدول الأدوية المحظورة وإلا سيتم وضع باقي الأدوية المسكنة بالتوالي.
وأشار إلى أن أي علاج أو عقار طبي لا يقوم الطبيب بصرفه إلا على حسب هيئة وشكل العميل، مع شرح حالته الصحية ولا يتم الاستناد إلى الروشتة فقط لأن هناك روشتات مفبركة، حيث يساعد بريجابالين في حالات وجود نوبات صرع من نوع النوبات الجزئية، خصوصًا، إذا لم يكن العلاج بالأدوية الأخرى المضادة للصرع كافيًا، كما أن دواء بريجابالين يشبه جابابنتين Gabapentin، إلا أن بريجابالين أكثر فعالية.
ونوه أن هذه المادة دخلت في جدول الأدوية المحظورة بالسعودية، وبدأت وزارة الصحة المصرية تحاصر بيع عدد من الأدوية في الفترة الأخيرة لزيادة إقبال المدمنين عليها، مؤكدًا أن هناك عرب يطلبون مادة بريجابالين بسبب فعالية الدواء.
وأوضح سليم علي، طبيب صيدلي أن مادة أو دواء بريجابالين يعمل على علاج الأوجاع التي تسببها الأعصاب وتظهر هذه الأوجاع على وجه الخصوص لدى مرضى السكري، في أطراف الساقين، حيث تتضرر الخلايا العصبية لدى المرضى الذين يعانون من هذا المرض، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات لا يمكن السيطرة عليها للإشارات الكهربية بين الخلايا العصبية، وتسبب هذه الحالة الأوجاع، ويعمل دواء البريجابالين على منع الحركة الزائدة للخلايا العصبية، وتشبه وظيفة هذا الدواء وظيفة الناقل العصبي والذي يقوم بموازنة الإشارات الكهربية في الجهاز العصبي وفي هذه الحالة يقوم بتقليل التدفق لتلك الإشارات.
وأضاف أن المادة كيميائية يؤدي استمرار استخدامها بجرعات عالية للإدمان، حيث نجد كل فترة الشباب تدمن مواد كالترامادول والمواد المصنعة كالاستروكس وغيرها من المواد المخدرة، مؤكدًا أنه لا يعرف المادة الفعالة سوى الصيدلي والكيميائي ولكن يبدأ الفرد الإدمان على مادة مخدرة معينة بناء على ما يتم ترويجه في سوق تجارة المخدرات.
حيث أصدرت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، أمس، قرار بإدراج 5 مستحضرات ومركبات تدخل في تصنيع الاستروكس، حفاظًا على صحة المواطنين.