استقبل رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، اليوم الأحد، الكاردينال أنجيلو جيوفاني بيتشيو عميد مجمع دعاوي القديسين البابا فرانسوا، الذي يزور الجزائر للإشراف على مراسم تطويب الرهبان الكاثوليكيين.
وجرت أمس السبت بكنيسة سانتا كروز بمدينة وهران غربي الجزائر مراسم تطويب الأسقف السابق لوهران بيار كلافري، الذي اغتيل على يد متشددين عام 1996، و18 من رجال ونساء الدين المسيحي، الذين توفوا بالجزائر إبان العشرية السوداء.
واعتبر البابا فرنسوا في رسالة له إلى حفل تطويب 19 رجل دين كاثوليكي، أن هذا الحفل "دلالة قوية لأخوة الجزائر في اتجاه العالم أجمع، وهو حدث غير مسبوق في دول أخرى والذي سيرسم دلالة قوية للأخوة في سماء الجزائر، وفي اتجاه العالم أجمع".
وعبر البابا عن امتنانه للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي سهل تنظيم هذه المراسيم بأرض الجزائر، وعن تعاطفه مع الشعب الجزائري، الذي عرف آلاما كبيرة خلال الأزمة التي كان ضحيتها خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي.
وأضاف البابا في رسالته "هذه المراسيم تساعد في تضميد جراح الماضي وخلق ديناميكية جديدة للقاء والعيش معا".
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري بنفس المناسبة، إن الجزائر تضمن ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، وأكد أن "احتضان الجزائر لهذه العملية الدينية التي لا تخص المسلمين تثبت بأبعادها الحضارية والعالمية بأن الجزائر متفتحة على الآخرين، وحضوري لهذا الاحتفال ممثلا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أعطى معناه السياسي لا سيما بالنظر إلى الدستور الجزائري الذي يكرس في مادته 47 حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين ويضمنها".
وأضاف أنه "لم يعد لأحد الحق في أن يشكك في مقتل رهبان تيبحرين مثلهم مثل رجال الدين الآخرين الذين سقطوا ضحايا همجية الإرهاب الأعمى، وبينهم 114 إماما من الضحايا".
ويذكر أن رهبان تيبحرين هم سبعة رهبان اختطفتهم مجموعة إرهابية في مايو 1996 ، في منطقة المدية، 120 كيلو متر جنوبي العاصمة الجزائرية، واغتالتهم بوحشية وألقت بجثثهم على طريق عام، لكن بعض الأطراف اتهمت السلطات الجزائرية باغتيالهم.