اعلان

نادية مراد صاحبة نوبل.. من أسيرة ومُستغلة جنسيًا في تنظيم داعش.. إلى حمامة سلام متوجة أمام العالم

صورة ارشيفية

نادية مراد طه، الإيزيدية العراقية، التي تحولت حياتها من أسيرة في سوق النخاسة إلى أيقونة وحمامة سلام، بعد كشفها الكثير عن تنظيم داعش وسياساته، وكيفية تعامله من النساء الأسيرات في أيديهم، راوية قصتها وسط تنظيم داعش الذين كانوا يطالبونها بتغيير ديانتها إلى الإسلامية، ولكنها رفضت، كما لاقت أشكال كثيرة من العنف، خاصة بعد زواجها بأحد رجال التنظيم، الذي كان كثيرًا ما يضربها ويهينها، ويطلب منها ارتداء ملابس فاضحة تبرز مفاتنها، لكنها لم تتحمل الوضع بعد ثلاثة أشهر من الاغتصابات المتكررة من رجال كُثر، وحاولت الهرب كثيرًا إلى أن نجحت في تغيير هويتها إلى اسم فتاة مسلمة، والهرب إلى مدينة كردستان العراقية، بمساعدة أسرة مسلمة في الموصل كانت مقيمة عندها.

تسلمت جائزة "نوبل للسلام"، بالعاصمة النرويجية "اوسلو"، في احتفالية كبيرة بحضور لفيف من كبار مسؤلي العالم، متلقية إشادة منهم لما قامت به من مجهودات في نشر السلام ومحاربة الإرهاب، لم تتبنى الرسالة الانسانية في السلام من خلال الكلام فقط، ولكنها استماتت في المطالبة بتحرير المختطفات الازيديات لدى تنظيم الدولة الإسلامية، وحماية حقوق المرأة والطفل في جميع أنحاء العالم، لذلك زارت نادية مراد كل من هولندا والسويد وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا، لنشر رسالتها وسط العالم، وفضح التنظيم الإرهابي وما يقوم به من جرائم ضد الإنسانية باسم الدين الإسلامي.

شاركت في منتدى شباب العالم 2017، حيث استقبلها وكرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي بشخصه، وأشاد بدورها في عملية السلام من أجل انقاذ شعبها من عدوان التنظيم الارهابي الذي فضحت خباياه وعفنه، معربًا عن تشجيعه لها لتواصل رسالتها في نشر السلام والتسامح بين الشعوب.

وأكدت مراد، خلال كلمتها في العاصمة النرويجية "أوسلو"، أثناء تسليمها جائزة "نوبل للسلام"، اليوم الاثنين، أن العدالة وضمان الحماية للايزيديين، وأصحاب الديانات المختلفة والأقليات في العالم، الذين يستغلهم التنظيمات الإرهابية، والذين يقعون ضحايا الحروب، هي السبيل الوحيد نحو السلام ومحاربة التنظيمات الارهابية وعلى رأسهم داعش، الذين يرتكبون أبشع الجرائم باسم الدين الاسلامي، قائلة "أرادوا المساس بشرفنا ولكنهم فقدوا شرفهم".

كانت كلمات الناشطة نادية مراد، أثناء القاءها كلمتها في "اوسلو"، طلقات نيران ضد الارهابيين، ورسالة سلام ومحبة وانسانية للعالم، حيث أثرت في جميع الحضور بنظرتها الرقيقة وملامحها البريئة ووجهها الشاحب الواضح عليه بشاعة ما تعرضت له، وقفت بقوة وتحد كبير ونبرة يملؤها الأمان والسلام للمستضعفين، بأنها ورائهم مساندة لهم ضد أي اعتداء جنسي أو جسدي أو نفسي يتعرض له طفل أو امرأة او أي كائن حي.

ويعتبر اليوم، الاثنين، الذكرى الأولى لانتصار العراق على تنظيم الدولة، الذي ارتكب الكثير من المجازر والجرائم المهولة ضد العراقيين، خاصة الأقلية الإيزيدية التي عانت كثيرًا من بطش داعش من قتل وعنف جنسي وتعذيب واعتقال وخطف، مما جعل العالم يقف مساندًا لهم بعد ما تعرضوا له من إباداة وتخريب ودمار لم يتم اعماره حتى اليوم.

وأصدرت كتاب "لكي أكون الأخيرة"، باللغة الفرنسية، في فبراير الماضي، موضحة داخله ما تعرضت له من عنف واضطهاد واغتصاب من التنظيم الارهابي، حيث أكدت داخل طيات الكتاب على استمرار تصديها لهذا التنظيم الارهابي، طالما أعطاها الله عمرًا حتى لا تتعرض فتاة غيرها لما لاقته هي من جرائم مروعة لم تكن تتوقع تعرضها لها، وبعد رحلتها من العلاج الجسدي والنفسي بعد هروبها إلى ألمانيا التي رجعت منها مليئة بالقوة والتحدي لنشر رسالة السلام.

شغلت منصب، سفيرة للنوايا الحسنة لكرامة الناجين من الاتجار بالبشر عام 2016، الذي أهداه لها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إشادة منه لمواصلة رسالتها في نشر السلام، وتكريمًا لنضالها ونشاطها ضد التنظيم الإرهابي، لتصبح حينها أول ضحية للاتجار بالبشر، تشغل منصب سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة، بفضل فضحها لجرائم داعش دون خوف.

وبسبب خطابها الشهير عام 2015 الذي روت فيه ما تعرضت له من تنظيم داعش، تأثر العالم بقصتها بما فيهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، "بان كي مون"، الذي بكى عند سماعه لما تعرضت له الفتاة التي أبهرته بقوتها وكرامتها وشخصيتها المسالمة، التي تريد أن يعيش العالم كله في سلام.

ولدت نادية مراد عام 1993 لأسرة بسيطة من الفلاحين الإيزيديين المقيمين في قرية "كوجو" العراقية، على الحدود مع سوريا، عاشت حياة هادئة مع أسرتها، حتى جاء تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، باجتياح قريتها وقتل الكثير من الايزيديين من بينهم 6 من أشقاءها، وتعرضت للاغتصاب، والرق الجنسي والعنف والتنكيل والبيع، للكثير من رجال التنظيم مع أخريات من نساء بلدتها، رأت كل هذه المآسي وهي بنت الـ 19 عامًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً