هل تخمد الثورات بالمال؟.. الأردن يجمد رفع أسعار الوقود بعد الاحتجاجات.. والرئيس اليمني يرفع أجور الموظفين.. وماكرون تعلم من "درس العرب"

كتب : أهل مصر

دائما ما تندلع الثورات بهدف البحث عن العيش وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، في أكثر من بلد اندعت فيها المظاهرات منذ عام 2011 وتحديدا مع ثورات الربيع العربي التي بدأت في تونس ومن بعدها مصر مرورا بليبا واليمن وسوريا، كان الهدف المعلن هو البحث عن رغيف العيش وتحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين، بعيدا عن الأسباب غير المعلنة من أن وراء هذه الثورات دول تريد الهدم وليس البنيان، ثورات ومظاهرات اندلعت في أماكن عدة حول العالم ربما كان الربيع العربي بداية إلهام لهذه الدول أن ترفع شعار العصيان في وجه الحكومات، ولعل آخر هذه الاحتجاجات التي تشهدها الآن فرنسا مما جعل أنظار العالم كلهها تتجه إلى هناك وما يحدث في هذا البلد الذي كان دائما ينادي بالحقوق والحريات.

في هذا التقرير يهمنا فقط عرض رد فعل الحكومات على هذه المظاهرات التي اندلعت للمطالبة بعيش وكرامة وتحسين أوضاع اقتصادية، منها ما استجاب لمطالب المتظاهرين ومنها ما تعنت حتى كتبت نهايته، ما يعطيك انطباعا عاما أن المال هو الذي يخمد الثورات وعدم وجود المال يزيد من اشتعالها.

بدأت احتجاجات فرنسا تحت راية أناس أطلقوا على أنفسهم "السترات الصفاء" مُنذ أسابيع، وبدأت الاحتجاجات في الشوارع الفرنسية، إذ تحوّلت خلال أيام إلى حركة أوسع ضد القرارات الاقتصادية، وارتفاع تكاليف المعيشة، التي ساقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كتكملة للاحتجاجات التي صعدت، اعتراضًا على قرارات الحكومة في أواخر 2017، لتقديم زيادات سنوية لضرائب الديزل والكربون.

على مدار العشرة أيام الماضية، قام متظاهرون عرفوا باسم «السترة الصفراء»، بعد ارتداء ملابس مميزة، إذ قاموا بإغلاق الطرق على مستوى البلاد، مطالبين بعدة أشياء، لتحسين الأحوال الاقتصادية، بما في ذلك، إلغاء ضريبة الديزل، واستقالة ماكرون.

لقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابا تلفزيونيا تعهد فيه برفع الحد الأدنى للأجور وإجراءات إعفاءات ضريبية ردا على أربعة أسابيع من احتجاجات اتسمت بالعنف شهدتها البلاد.

وقال ماكرون خلال كلمته إن غضب المحتجين "عميق ومبرر".

وأعلن عن رفع الحد الأدنى للأجور بواقع مائة يورو شهريا اعتبارا من عام 2019، كما ألغى زيادة ضريبة مقررة على فئة أصحاب المعاشات المنخفضة، في حين طالب أرباب العمل بدفع علاوات معفاة من الضرائب للعاملين.

وأضاف ماكرون أن الكثير من المواطنين لا يشعرون بسعادة بسبب ظروف المعيشة وأنهم يعتقدون أن "أحدا لا ينصت إليهم".

وكان ماكرون قد التقى، قبل الخطاب، مع ممثلين عن النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل، صباح الاثنين في محاولة لنزع فتيل أسابيع من الاضطرابات في باريس ومدن أخرى.

هذا وقد كشف وزير فرنسي أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس ستكلف الخزينة ما بين 8 و10 مليارات يورو. أما المفوضية الأوروبية فقد أعلنت أنها ستدرس الإجراءات المعلن عنها في فرنسا وآثارها على الميزانية.

ملك الأردن ينقذ الموقف قبل زيادة الاحتجاجات

أوعز العاهل الاردني عبدالله الثاني إلى الحكومة الأردنية بتجميد زيادة الأسعار على المحروقات والكهرباء التي أقرتهانظراً للظروف الاقتصادية خلال شهر رمضان الماضي، وذلك بعد احتجاجات شعبية شهدتها عمان ومدن عدة خلال الساعات الماضية.

وكانت الحكومة قرّرت زيادة أسعار المحروقات الاساسية (البنزين والسولار والكاز) بنسب تراوحت بين 4.7 في المئة و5.5 في المئة والكهرباء بنسبة 19 في المئة، ما أثار غضب الأردنيين الذين خرج المئات منهم إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الحكومة.

وكانت اتخذت الحكومة إجراءات في السنوات الثلاث الماضية استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي الذي طالب المملكة بإصلاحات اقتصادية تمكنها من الحصول على قروض جديدة في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة وتجاوز الدين العام 35 بليون دولار.

وزادت الحكومة مطلع العام الحالي أسعار الخبز وفرضت ضرائب جديدة على العديد من السلع والمواد بهدف خفض الدين العام.

وتخضع معظم السلع والبضائع عموماً في الأردن إلى ضريبة مبيعات قيمتها 16 في المئة إضافة الى رسوم جمركية وضرائب أخرى تفوق أحيانا ثلاثة أضعاف قيمة الأسعار الاصلية للسلع.

اليمن الجريح ما زال يأن من الاحتجاجات

وحتى في اليمن الذي راح ضحية صراعات طائفية بسبب ما حدث فيه من مظاهرات فى 2011 ولكن الآن الأمور تحسنت إلى حد ما وصار له رئيس، ولكن لم يسلم ايضا من الاحتجات ضد تدنى مستوى المعيشة، أقرت الحكومة اليمنية منذ 3 أشهر تقريبا زيادة مرتبات الآلاف من موظفي القطاع العام بما في ذلك المتقاعدين، بعد نزول مئات الأشخاص في عدن إلى الشارع، للاحتجاج على ارتفاع تكلفة المعيشة بسبب انهيار الريال اليمني.

ومنذ أكثر من عام، تعجز الحكومة عن دفع الرواتب وقد خسر الريال أكثر من ثلثي قيمته مقابل الدولار منذ 2015، العام الذي تدخلت فيه السعودية وحلفاؤها عسكرياً ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران

وجاء القرار بعد ساعات على نزول مئات الأشخاص إلى شوارع عدن، التي تتخذها الحكومة عاصمة موقتة لها، وكان قد أشعل المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرق الرئيسية داعين إلى العصيان المدني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً