القهوة هي مشروب عالمي، وكثيرين يبدأون يومهم بفنجان من القهوة الطازجة وهم يعدونه واحد من متع الحياة، وبخاصة مع الرائحة والنكهة المميزة. فالقهوة ليست مجرد مشروب مُنبّه غني بمادة الكافيين، لكن وفقا لعدد من الدراسات فنجان القهوة في الواقع قادر على كشف الكثير عن صفات شخصية شاربها والتي بالتأكيد تختلف أولئك اللذين لا يتناولونها.
وجدت دراسة نشرت في مجلة الأدوية النفسية في عام 2014 أن شاربي القهوة الثقيلة كانوا أكثر عرضة لإظهار سمات الصعوبة في تحديد ووصف عواطفهم والأكثر من ذلك، أن أولئك الذين يتناولون الكثير من القهوة أكثر عرضة للقلق، وأكثر حساسية للنتائج السلبية للوقوع في المشاكل، من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة استخدمت أستبيان التقييم الذاتي حيث يُسأل فيه المشارك عن نفسه مثل ماذا يفضل، بدون تدخل من الباحث، وتضم 106 مشاركًا، وقد لا يحتاج كل من يشرب كوبًا من القهوة يوميًا إلى قضاء المزيد من الوقت في محاولة تحديد مشاعره فربما كنت مشغولا ومتعب.
وأشارت دراسة أخرى نُشرت في مجلة" Neuropharmacology " في عام 2015 إلى أن البن هو أكثر المخدرات تأثيرًا نفسيًا وقادرة على تغيير العقل في العالم، ويمكنها تحسين المهارات الإدراكية، المساعدة في تحديد مشكلة المشاعر، ووفقًا للدراسة تعتبر القهوة أكثر المشروبات استهلاكا في العالم بعد الماء حيث يتم استهلاك 1.6 مليار كوب في اليوم، فإذا كان هناك 7.5 مليار شخص على كوكب الأرض، فهذا يعني أن كل شخص يشرب ربع كوب على الأقل في اليوم.
ونشرت دراسة في مجلة الجمعية الكندية للطب النفسي، تبين أن 17٪ من الأمريكيين يشربون أكثر من 5 أكواب من القهوة يومياً، ويشرب 1.5٪ من الناس في مدينة أونتاريو الكندية، أكثر من 15 كوباً في اليوم، وجاءت سمة السمات السلبية الوحيدة المرتبطة بالإفراط في شرب القهوة بعد 10 أكواب ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يشربون أكثر من 10 أكواب من القهوة يوميا هم أكثر عرضة من عامة الناس للإصابة باضطراب في الشخصية.
وعلى النقيض ذكرت مايو كلينيك أن هناك فوائد صحية لا تعد ولا تحصى لشرب كمية كبيرة من القهوة، بما في ذلك الحماية من مرض باركنسون -المعروف بالشلل الرعاش- ومرض السكري من النوع 2 وأمراض الكبد، بما في ذلك سرطان الكبد. وتحسين الوظائف الإدراكية، وتقليل خطر الاكتئاب، بالإضافة إلي مساعدة القهوة في وقف الصداع النصفي.