إبراهيم ربيع القيادي المنشق عن الإخوان يكشف تاريخ الجماعة المشبوه: "الكتاتني قال وقت عزل مرسي: "ليس بيننا وبينكم إلا السلاح".. "مذبحة الفرافرة" كانت من أجل إقصاء قيادات الجيش (حوار)

إبراهيم ربيع: بيان 3 يوليو «رجع مصر لأهلها»

«إعلام الإخوان» قائم على التدليس والانتهازية

أيمن نور «بني آدم للإيجار».. والإخوان دعموه فى 2005

التنظيمات الإرهابية فى سيناء جزء لا يتجزأ من الإخوان

«الإخوان زى اليهود».. والتنظيم قائم على إقصاء الآخرين

«مرسى» كان يريد حرسا ثوريا مثل إيران

البابا تواضروس حافظ على النسيج الوطنى بعد «فض رابعة»

وصية خيرت الشاطر أسبوعيًا: «حافظوا على التنظيم أيا كان الثمن»

عاصر الإخوان أكثر من 25 عامًا، وبات من أبرز قيادات الجماعة فى محافظة الجيزة، وشارك فى نشاطها منذ السبعينات من القرن الماضى حتى سنوات قليلة ماضية وسط الغموض والأسرار التى تلوح بتنظيم جماعة الإخوان قبل أن يعلن انشقاقه عنهم وتأييده للدولة المصرية، أمور كثيرة يكشفها «إبراهيم ربيع» الباحث فى شئون الحركات الإسلامية والقيادى المنشق عن الإخوان فى حواره لـ«أهل مصر» عن تاريخ الإخوان المشبوه وأساليبهم المختلفة فى تجنيد الشباب، ومصادر تمويلهم، وسياساتهم الخطيرة.. وإلى نص الحوار..

فى البداية وضح لنا تجربتك مع الإخوان؟

تجربتى مع الإخوان طويلة بدأت عندما كان عمرى 16 عاما، وقتما كانوا يقومون بقوافل دعوية فى أوخر السبعينات تحديدًا عام 1979، من قبل طلبة الجامعات المنتسبين للإخوان من خلال التنظيم الذى أسسه عبد المنعم أبو الفتوح، وأهداه للإخوان عقب خروجهم من السجون فى عامى 1975 و1967، وعندما أتوا إلى قريتنا «الكوم الأحمر» فى مركز أوسيم الجيزة، وفى المسجد القريب من المنزل، أقدم علىّ ثلاثة أشخاص، وتحدثوا بعد صلاة المغرب عن مسائل دينية وأخلاقيات عن الصحابة، وينتهى الدرس قبل صلاة العشاء بربع ساعة حيث تفرق الحاضرين، وإذ بهم يحاصرون الشباب فى حلقة تعارف، ويتعمدون وهم يسألون عن اسمك وبياناتك قول حديث أو آية قرآنية.

وفى هذه الآونة كنت اشترى باستمرار المجلات المتاحة فى السوق، ووجدت عند خالى مجلة الدعوة التى كانت تصدرها الإخوان ورئيس تحريرها صالح عشماوى ورئيس مجلس الإدارة عمر التلمسانى المرشد العام، ولفت نظرى فقرة فيها قمت بقصها وأخذتها فى جيبىّ، وهذا يجعلنا نركز فى التفاصيل خاصة أن مجلة «مرمية» فى السوق جعلت واحدا عضوا فى الإخوان، بعدها أصبحت عضوا فى الإخوان وأحد المسئولين فى التنظيم.

حدثنا عن أسباب خروجك من تنظيم الإخوان ؟

عام 2000 لاحظت أشياء لم أكن قادرًا على استيعابها، لاسيما أننى إنسان قارئ، فعندما كنت أتناقش فى أمور يجب تصحيحها يتم إرسالى لمناطق أخرى لتدريب ناس حتى أتبنى الأفكار التى كنت انتقدها، وبعد ذلك تم التهميش والاستبعاد عن التنظيم من الداخل، والتعامل من خلال قسم نشر الدعوة مع المواطنين فى المساجد والحديث مع الناس فى الروحانيات، أو أعمل فى اللجنة السياسية وأتعامل مع.

ومن سياسات الإخوان عندما تكون مُصرا على قراراتك ونقدك تظهر طريقة أخرى وهى «التطفيش» وهو البدء فى عمل اجتماعات دون علمك أو تغيير المواعيد المتفق عليها إلى أن تأخذ جانبا بعيدا عن تصرفاتهم، وقبل أن يحدث معىّ ذلك كنت أخذت قرارا بتجميد نشاطى، وأبلغتهم بعدم شغلى لظروف شخصية، وفى رحلتى معهم كان يتم استدعائى من «أمن الدولة» للتحقيق على مدار 24 ساعة أو 48 ساعة وهكذا.

وفى عام 2006 سجنت مع محمد مرسي، لأننى كنت معهم ولكني «مجمد»، وفى أواخر 2006 تفرغت لذاتى وبدأت أقرأ وأراجع نفسى إلى أن خرجت بقناعة أذلية أننى لن أكون فى هذا التجمع أبدًا ويجب أن نتخذ الإجراءات لمقاومة هذا التنظيم.

وكانوا يعلمون أننى فى جانب آخر بعيدا عنهم فكل الموبقات من كبائر ورذيلة تمارس ويتم التستر عليها سواء كانت سرقة أموال أو علاقات جنسية غير مشروعة، وحالات شذوذ، وعند المعارضة لهم يقولون «استر على أخوك الملفات دى لو راحت آمن الدولة هنتفضح»، ووصية خيرت الشاطر أسبوعيًا كانت «حافظوا على التنظيم أيا كان الثمن».

وبعد 2011 قلت لا وجود للحجج التى كانوا يحكون عنها وقدمت ورقة لإعادة هيكلة الجماعة على الأسس الصحيحة ونشر الميزانية على الرأى العام.

كيف تستقطب جماعة الإخوان الشباب للانضمام لها.. وما هى أكثر الفئات العمرية؟

مدخل الإخوان للشباب الدين والروحانيات والإنسانيات، ويركزون على فئة المراهقين والشباب الذين لم يتشكل عندهم وعى بالواقع وليس معلومات، كما أنهم يلعبون على المحور الإنسانى والشخصيات الأكثر انطوائية حتى يتمكنون السيطرة عليهم بسهولة.

ما هى أهم مصادر تمويل جماعة الإخوان؟

تمويل المخابرات الإنجليزى كان البداية عندما كانت الجماعة لا تملك شيئا، فالمخابرات الإنجليزية كانت ترغب فى إنشاء كيان موازِ للدولة المصرية يفكك الهوية الوطنية وينزع الانتماء والترابط بين المواطن والوطن لسهولة السيطرة والاحتلال، واختاروا «حسن البنا»، عام 1928، ولأن الإخوان يجيدون صناعة الاسطورة، فأصبح «البنا» أسطورة ولا أحد يجرأ مناقشته، وأقام «البنا» وأتباعه فى الإسماعيلية مسجدا ليكون مقرا للجماعة، وحسب ما ورد فى مذكراته أن الأموال لم تكن كافية، وقد مر عليه «البارون دى بنوا» مدير شركة قناة السويس، وبعد علمه بالمشروع عرض الدعم فشكره وعقب شهرين دعاه البارون لمكتبه وقدم دعما ماليا 500 جنيه، فإذا بـ«البنا» يشكره ويخبره بأن المبلغ قليل جدًا، فى الوقت الذى كانت تبنى كنيسة نموذجية بنصف مليون جنيه، والوثائق البريطانية تشير إلى ذلك، فلا أحد يقول أن مصادر تمويل الإخوان اشتراكات لأنها ضعيفة جدا، واستحالة فظل وجود مخصصات مكتب الإرشاد تفوق ربع مليون جنيه شهريًا.

المصدر الثانى من التمويل، خروج يوسف ندا وغالب همت إلى أوروبا فى الخمسينات هروبًا من عبد الناصر، وأسسوا إمبراطورية مالية للتجارة فى السلاح والمخدرات والأسمنت والحديد والأزمات والحروب، إبان الغزو السوفيتى لأفغانستان وحشد المسلمين من كل أنحاء العالم، والإخوان ذهبوا لهناك وأسسوا تنظيم القاعدة من خلال عبد الله عزام القيادى الإخوانى فى غزة.

كيف رأيت عام الإخوان؟

عام الإخوان كان عامًا أسود على الإسلام والوطن والإنسانية جميعًا، بداية أن مصر مصدر الإشعاع والتحضر وهوليود الشرق، وبلد الوسطية بوجود الأزهر والاعتدال، فكل ذلك كان يتم محوه من التاريخ، ولو كنا تركنا الإخوان 6 أشهر أخرى خلال 2013 كان وجه البشرية وليس مصر فقط يختلف تمامًا، ولكن الجيش لم يكن يسمح بانهيار البلد، وإذا كان لم يأخذ خطوة قبل 5 يوليو كان الأخوة فى رابعة سيذهبون إلى التحرير والاتحادية ويذبحون المواطنين، وعند المقاومة تصبح حربا أهلية وتمتد للقرى والنجوع، ولكن الجيش أعطى لهم أكثر من فرصة، وسعد الكتاتنى قال وقتها «ليس بيننا وبينكم إلا السلاح».

كيف قرأت بيانى 30 يونيو و3 يوليو؟

قرأت بيان 3 يوليو الذى قاله آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسى وسط القوة الوطنية من خلال الأزهر والكنيسة والشباب وتمرد وغيرهم نقل مصر إلى غرفة الإنعاش وإعداد الإجراءات والمحاليل اللازمة لها قبل فوات الأوان، وإن لم يحدث ذلك كانت تبقى الحياة صعبة، فمصر مرت بمعصرة عالمية بداية من 3 يوليو ليلاً من خلال أجهزة المخابرات القطرية والتركية والأمريكية والإنجليزية ومحاولات كثيرة لتراجع مصر عن قرارها، ولكن بيان 3 يوليو إنقاذ لمصر وبداية رجعوها لأهلها.

ما تعليقك على إعلام الجماعة والأساليب المعتمد عليها؟

إعلام الجماعة منذ الأذل حتى القنوات الرائجة اليوم قائم على التدليس والمزايدة والكذب والتدليس والانتهازية وترويج الشائعات، هذا التنظيم هو أول من أسس مدرسة الانتهازية البغيضة والميكافيلية المتوحشة، ومارسوا المزايدة والتدليس على الجميع وتاجروا بكل شئ الدين والدم فى تحقيق مغانم مالية ومكاسب سياسية، والكذب آمن به حسن البنا مؤسس التنظيم واعتبره أصلاً من أصول العمل الحركى للجماعة، وذلك واضح فى منشوراته على مر العصور، فإعلام الإخوان منذ الأربعينات من القرن الماضى حتى الوقت الحالى شعاره «الإصرار على تزيف وعى المواطن».

تعليقك على أيمن نور؟

«بنى آدم للإيجار فقط، على أى مبدأ مقابل المال والحماية وهو ما وجده فيه الإخوان»، وتم التواطُؤ بينهم مقابل أن يصبح وجها سياسيا بعيدًا عن الإخوان فى الانتخابات الرئاسية 2005، وكان مهدى عاكف يدعم مبارك فى العلانية، وفى القوافل الإخوانية يقول انتخبوا أيمن نور.

كيف كان يتعامل الإخوان مع التنظيمات الإرهابية فى سيناء؟

التنظيمات الإرهابية فى سيناء جزء لا يتجزأ من تنظيمات الإخوان، عقيدتهم قتل كل ما يمت للجيش والشرطة بصلة، وأيضًا داعش فلم يختلف البغدادى عن صفوت حجازى فى الخطابة على سبيل المثال.

هل هناك جناح عسكرى للإخوان يقوم بالعمليات الإرهابية؟

«الإخوان زى اليهود» الجميع تحت الاحتياطى، الجميع جنود عسكرية ولكن يوجد مجموعة منتدبة للتنفيذ والباقى احتياطى إذا لزم الأمر تتم التعبئة العامة، فهم تنظيم عقائدى قائم على الأحادية فى التفكير وإقصاء الآخرين، وكل الإخوان يخضعون لتدريبات شاقة عسكرية وبدنية.

تعليقك على مذبحة الفرافرة فى عهد المعزول محمد مرسى؟

«مذبحة الفرافرة» ما هى إلا تبرير لمرسى حتى يستطيع آنذاك فعل ما يريده فى الجيش المصري، وتبدأ بعد ذلك عمليات التخوين بين قادة الجيش، فعصام الحداد مستشار مرسى للشئون الخارجية، أبلغ أمريكا بأنهم يرغبون عمل تغييرات فى الجيش المصرى ولكن القيادة العامة تمنعنا، فكانوا يفكرون فى إقصاء الصف الأول من الجيش وتصعيد بعض الناس والبحث عن من يشبه «عشماوى» وتصعيده، فكانوا يودون أن تضغط أمريكا على مصر من خلال وقف المعاونة والضغط الاقتصادى والسياسي، ومرسى كان يريد حرسا ثوريا مقابل للحرس الثورى الإيرانى.

ما تعليقك على موقف القيادى عبود الزمر من جماعة الإخوان.. ورأيك فى الجماعة الإسلامية؟

الجماعات والأحزاب الإسلامية منبثقة من الإخوان، ومن حيث المبدأ أى حزب سياسى مرجعيته التأسيسية والفكرية منبثقة من كيان غير قانونى ويقوم بهدم فكرة الدولة ونزع الانتماء الوطنى ويعمل على صناعة كيان موازِ فإنه يعتبر مخالفا لكل قيم المواطنة ويعمل على تفكيك العلاقة بين الوطن والمواطن ويجب أن يجرم قانونًا وعرفًا وهذا الكلام ينطبق على كل الأحزاب التى انبثقت من تنظيم الإخوان الإرهابى.

ما تفسيرك لاستهداف الإهاربيين لبيوت الله من كنائس ومساجد؟

منذ فترة فض اعتصام رابعة زاد عدد الحوادث الإرهابية التى يقوم بها الإخوان، وأكثر من 180 كنيسة تم حرقها على يدهم، رغبة منهم بتوجيه رسالة للمسيحيين «لن تكون لكم حياة آمنة» وتصنيف مصر بإنها بلد يحدث فيه اضطهاد للأقباط فى مجلس الأمن والناتو يدخل، ذلك كان مخطط الإخوان عقب فض رابعة، كما أن هناك هدفا آخر وهو تخويف المسيحيين من الالتحام مع المسلمين والحفاظ على الوطن، ولكن بقيادة البابا تواضروس المصرى المعدن الأصيل حافظ على النسيج الوطنى قائلاً «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».

أما فيما يخص استهداف المسلمين فى مسجد الروضة وغيره، هدفه إحداث هزة للنظام بأنه غير مسيطر وقادر على الحماية، وضبط الأمن، وتحويل مصر إلى دولة فاشلة فى مختلف المجالات وافتعال أزمات حتى تصبح مصر دولة فاشلة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الريان وبرسبوليس (0-0) بدوري أبطال آسيا للنخبة (لحظة بلحظة) | بداية المباراة