مازالت الاحتجاجات في السودان تشتعل خاصة بعد حملة الاعتقالات التي نفذتها فجر اليوم قوات "الدعم السريع" التابعة لحكومة "الكيزان"- الاخوان المسلمين- بحق قيادات الإجماع الوطني بما فيهم "فاروق ابوعيسي"، وكأي دولة عربية تندلع بها مظاهرات تجد قطر أول الداعمين للسلطة اقتصادياً، خاصة وإن كانت السلطة داعمة لسياستها الإرهابية، ورغم أن المظاهرات التي خرجت كانت تنادي في بدايتها لخفض الأسعار ثم تطورت لاسقاط نظام البشير واخوانه، إلا أن قطر لم تتدخل إلا عقب تأجج المظاهرات.
وكشفت صحيفة "السوداني"، أن دولة قطر قدمت للسودان، منحة عاجلة لحل الأزمة الاقتصادية، التي تعانيها خلال العام الحالي، والتي تسببت في اندلاع مظاهرات واحتجاجات تتواصل منذ يوم الأربعاء الماضي، في غالبية أنحاء البلاد.
وقالت أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، قدم منحة عاجلة عبارة عن مليار دولار، وكان البشير، تلقى في وقت سابق السبت، اتصالاً هاتفياً، من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر للاطمئنان على الأوضاع في البلاد، مع اتساع رقعة الاحتجاجات.
وأعلن الشيخ تميم خلال الاتصال وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان علي تجاوز هذه المحنة مؤكدا حرصه على استقرار السودان وأمنه.
ومنذ الأربعاء الماضي، تشهد مدن سودانية مظاهرات توسعت الخميس، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بحسب السلطات، فيما قالت المعارضة إن عدد القتلى بلغ 22 شخصا.
واتسعت السبت الماضي دائرة الاحتجاجات مع إعلان الرئاسة السودانية، مقتل عسكريين كانا يشاركان في المسيرات.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيها مقابل الدولار الواحد.
وكان رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي، دعا الرئيس عمر البشير إلى قبول التغيير والاستماع إلى مطالب الاحتجاجات التي تجتاح عدة مدن سودانية منذ عدة أيام.
وقال الصادق المهدي: "التحركات السلمية مشروعة قانونيا، ومبررة بواقع تردي الأوضاع المعيشية"، مشيرا إلى "سقوط 22 شهيدا واعتقال عشرات المعارضين"، وتابع المهدي "نؤيد التعبير السلمي وندين القمع المسلح ونناشد القوى الأمنية عدم البطش بالمواطنين"، داعيا إلى "تسيير موكب جامع تشترك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلي ممثليها لتقديم مذكرة للرئاسة تقدم البديل لتنقل الأمر من العشوائية إلى التخطيط".
وامتدت التظاهرات، أمس السبت، إلى مدينة الرهد غرب السودان وقام المحتجون بإضرام النار بمقر الحزب الحاكم، فيما حذرت السلطات السودانية من اللجوء إلى العنف والتخريب أثناء الاحتجاجات.
يأتي ذلك، فيما أقر مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية، صلاح قوش، بوجود ضائقة معيشية يعاني منها المواطن، مؤكدا أحقية المواطنين في رفضها، والتعبير عن ذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لن يتم التهاون مع مستخدمي العنف والتخريب.
واتهم، الموساد الإسرائيلي بتجنيد عناصر من حركه "عبد الواحد نور"، كانوا في إسرائيل لإثارة الفوضى في السودان، وقال قوش للصحفيين: "رصدنا 280 عنصرا من الحركة.. وجند الموساد قسما منهم".