زار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالقرية الذكية بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، وأعرب تواضروس، عن سعادته لزيارة المركز، مؤكدًا أن مكتبة الإسكندرية تعد صرحًا ثقافيًا كبيرًا على أرض مصر، لما تقدمه من خدمات ثقافية وعلمية من خلال كافة قطاعاتها وفروعها، مضيفا: "أُحيي الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية والصديق العزيز على جهوده الحثيثة في إثراء الحياة الثقافية في مصر من خلال مشروعات ومبادرات المكتبة، وأيضًا العاملين بالمكتبة الذين يقدمون أعمالاً يتشرف بها كل إنسان مصري".
وأشار إلى تاريخ المصريين العظيم بداية من العصر الفرعوني ثم العصور المسيحية والعصور الإسلامية، مؤكدًا أن هذا التاريخ المتكامل والمترابط والمتوحد هو سبب قدرتنا على التعايش المشترك الذي يعد صمام أمان هذا المجتمع.
وتحدث أيضًا عن أهمية وجود المصريين حول نهر النيل كأحد أسباب التعايش المشترك، فنهر النيل هو بمثابة الأب والأرض بمثابة الأم، وصرنا نلتف حولهم حتى أصبحوا رموز الوحدة والتماسك الإنساني، مؤكدا أن شواهد العيش المشترك في أرض مصر تتجلى في عدة جوانب كالفلكلور الشعبي والأعياد والتراث الغنائي، واختتم حديثه قائلا: "إن العيش المشترك في مصر له طابع مميز ووضع خاص، فقد تعاهدنا منذ القدم على العيش معًا، والسبب هو نهر النيل في الأساس".
من جانبه أكد الدكتور مصطفي الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، اعتزاز المكتبة بقداسة البابا تواضروس، ودوره الوطني، مضيفا أن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، الذي أسهم في إنشائه الدكتور فتحي صالح، جزء لا يتجزأ من مكتبة الإسكندرية، ويضم خبراء في دراسة التراث والإبداع، وهو أحد أيقونات المكتبة التي تفخر بها.