"أنا أنور السادات.. فلاح نشئ وتربى على ضفاف النيل، حيث شهد الإنسان مولد الزمان، إنها قصة حياتي التي هي في نفس الوقت قصة حياة مصر منذ 1918.. هكذا شاء القدر.. فقد واكبت أحداث حياتي الأحداث التي عاشتها مصر في تلك الفترة من تاريخها، ولذلك فأنا أوري القصة كاملة لا كرئيس جمهورية، بل كمصري ارتبطت حياته بحياة مصر ارتباطًا عضويًا منذ بدايتي إلى الآن، وحياتي مثل قصة حياة أي منا.. ليست في الواقع إلا رحلة البحث عن الذات.
هكذا قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مقدمة كتابه "البحث عن الذات"، والذي كشف فيه الكثير من الأسرار التي كانت قد شابتها الضبابية قبل هذا الكتاب، وذكر الرئيس الراحل أيضًا اللحظة التي اتخذ فيها قرار الحرب، فقد كانت قصة بطلها السلطنة والاستجمام، فقد ذكر الآتي:
لم أذهب إلى الإسكندرية كما كانت عادتي في كل صيف منذ هزيمة يونيو 67 إلى سنة 72، ولكني بعد أن اتخذت قرار إخراج الخبراء السوفييت أحسست بشئ من الراحة فقلت أذهب إلى الإسكندرية للاستجمام وأصدرت أمرًا إلى مكتبي لأنه إذا حاول السوفييت الاتصال بي أن يقولوا لهم إنني في المصيف بالإسكندرية كما اعتاد السوفييت أن يقولوا إن قادتهم في القرم لذلك فلا وسيلة اتصال.
اقرأ أيضًا... إقبال ماضي.. قصة بنت الأكابر التي تزوجها السادات وانفصل عنها بسبب جيهان (صور)
وبمجرد وصولي إلى الإسكندرية بدأت الإعداد للمعركة رغم أن العالم كله بما فيه مصر فسروا طردي للخبراء السوفييت بأنه قرار بعدم الحرب فاستدعيت حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي وقلت له إن أمريكا بعد هذه القرارات التي اتخذتها لابد أن تتصل بنا وعليه أن يعد نفسه للبدائل المختلفة لمناقشتهم، كما استدعيت وزير الحربية وأبلغته أن يجمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في اليوم التالي ويخطره بأني قد قررت أن تكون القوات المسلحة جاهزة للقتال ابتداء من يوم 15 نوفمبر 1972، واستدعيت بعدها السيد مرعي وكان وقتها أمين الاتحاد الاشتراكي وطلبت منه أن يجتمع بأمناء الإتحاد ويبلغهم معنى هذه القرارات، وهو أننا سوف ندخل الحرب لا العكس، وطلبت ممدوح سالم وكان وقتها نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للداخلية ومسئولًا عن الدفاع المدني أن يعد الجبهة الداخلية ويسد جميع الثغرات فيها.