عندما وصل باسل الزعبي صاحب الأصول السورية مع عائلته إلى أوتاوا الكندية قبل 3 أعوام، كان مصممًا على بدء العام الجديد في بلد جديدة وكان مستعد لتجربة الحياة الكندية، وشارك قبل عامين الزعبي في مشروع رائد للأسرة لمدة ثلاثة أشهر من خلال منظمة خدمات المهاجرين المجتمعية في أوتاوا "OCISO"، حيث كانت عائلته واحدة من 30 عائلة لاجئة مدعومة من الحكومة ورحبوا بالعائلات الكندية في منازلهم لمشاركة وجبة والتحدث.
كان الزوعبي ويبلغ 41 عامًا يدير متجرًا للشوكولا والحلويات في مسقط رأسه في سوريا، وجاءته الفرصة لممارسة اللغة الإنجليزية أثناء تقديم المأكولات العربية والسورية التي أعدها هو وزوجته هنا إلى ضيوفه الكنديين في منزلهم المكون من 3 حجرات، وكان أكثر مخاوفه عدم وجود منزله في حي "ساوث كيز" حيث تتحدث 35 عائلة على الأقل العربية، والتي بها بنك قريب يقدم خدماته لها بنفس اللغة.
ويقول الزعبي الذي تعلم اللغة الإنجليزية في مجموعات الدردشة عبر الإنترنت: "عليك التكيف عندما تكون في كندا وتتحدث الإنجليزية"، وتخرج الزعبي في يونيو الماضي من كلية ألجونكوين مع شهادة في اللغة الإنجليزية لمساعدته على ممارسة مهنته في كندا، وبدأ برنامج جديد للحصول على شهادة أخرى في العلاقات العامة الشهر المقبل في نفس الجامعة، كما أنه يفكر في العثور على وظيفة في مجال البناء، لكنه يحتاج إلى شهادة في الرياضيات، إلا أنه يعمل وفقًا لعقد مع OCISO لمساعدة اللاجئين السوريين الآخرين على إيجاد وظائف، وسيبدأ في يناير الجاري عقد جديد كمنسق لرياضة المصارعة الشبابية.
الزعبى يحكي حكايته من سوريا إلي الأردن
كما أنه ساعد اللاجئين عندما كان في الأردن ويعمل في مستودع لبرنامج الأغذية العالمي ويساعد في شحن المؤن الغذائية إلى سوريا، حيث عاش الزعبي خلال ذلك الوقت مع زوجته وأطفاله الثلاثة في إربد الأردنية في منزل من ثلاث غرف نوم مكتظة بأفراد من العائلة وأورد أن: "كان هناك 30 منا يعيشون هناك، بما في ذلك والدي و3 أشقاء وزوجاتهم وأطفالهم"، وبحلول عام 2012، فروا جميعاً من سوريا بعد أن أصبحت مدينتهم درعا، نقطة انتفاضة التظاهرات في ربيع عام 2011 وما جاء بعدها من قمع وحشي.
ويذكر الزعبي أنه لم يُسمح لهم بمغادرة المنزل لمدة 20 يومًا، وتم القبض على مئات الأشخاص، وتم إغلاق خطوط المياه والكهرباء والهاتف، بالإضافة إلي مأساة شقيقته ، يسرا ، التي عانت من سرطان الرحم، لم تستطع الحصول على العلاج الطبي وماتت، وزاد قلقه من أن ابنه الأول، أمير، والذي كان عمره ثلاثة أشهر لن ينجو من الحصار.
ويستطرد "كانت حياة حزينة، لم تكن آمنة"، وعلى مدى الأشهر الستة التالية، تحسن الوضع إلى حد ما بالنسبة للنساء والأطفال ولكن ليس للرجال، الذين أجبروا على الخدمة في الجيش السوري أو مع الشرطة، وعندما تأكد أن أسرته آمنة بدونه، ذهب الزعبي إلى الأردن، وانضمت إليه زوجته وابنه بعد 6 أشهر.
وكغيره من العديد من اللاجئين السوريين كان الزعبي ينظر إلى ألمانيا ويعتقد أنه وعائلته سيستقرون هناك ولكنه غير رأيه عندما سمع تقارير تفيد بغرق المهاجرين واللاجئين عند عبور البحر الأبيض المتوسط من تركيا وكان هو نفس الطريق الذي كان سيختاره.
ولكن الحظ ابتسم له عندما تلقى اتصالاً في نوفمبر 2015 من وكالة الأمم المتحدة للاجئين وقيل له إن كندا ستقبله هو وأسرته كلاجئين، ويقول أنه كان أفضل خبر تلقاه في حياته وقال "كانت كندا دائمًا حلمًا كبيرًا علي"، يتابع أنه يفكر في سوريا "في كل دقيقة من اليوم" ويأمل في أن يتمكن في نهاية من العودة إلى هناك وزيارتها، إلا أن مستقبله هو وأطفاله، يكمن في كندا.
ويتحدث عن أحلام أطفاله قائلًا لدي ابنة عمرها 4 سنوات، ماريا وتريد أن تكون إطفائية ومعلمة، ويبلغ عمر أمير الآن 6 سنوات ويريد أن يكون رائد فضاء وأصغر أبناؤه ابن اسمه موسى 3 سنوات ويريد أن يكون ضابط شرطة.