اعلان

"الفصول المتنقلة".. سيناريو جديد لإهدار أموال التعليم.. وخبير تربوي: الفكرة نفذت في المناطق الجبلية والمزارع "أيام مبارك" ومصيرها الفشل

تساؤلات عديدة سيطرت على عقول أولياء أمور الطلاب، عقب إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، خلال اجتماعه بمجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين، عن إنشاء فصول متنقلة لحل أزمة الكثافة الطلابية بالعديد من مدارس الجمهورية.

«شوقي» أعلن على الملأ أنه تم الاتفاق مع الصين لخدمة سنوات النقل بالتعليم فى إطار حرص الوزارة على تطوير كل المراحل التعليمية، وعمل فصول متنقلة لحل مشكلة الكثافات الموجودة منذ أكثر من 10 سنوات.

الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2017 ، تؤيد جميعها قرار الوزير، حيث نصت على أن محافظة القاهرة بها 4916 مدرسة، يدرس بها مليونان و110 آلاف و403 طالبًا، ويعمل بها 90 ألفا و201 معلم، وفي الجيزة يوجد 3426 مدرسة، يدرس بها مليون و966 ألفا و779 طالبًا، ويعمل بها 64 ألفًا و343 معلمًا، وفي الإسكندرية يوجد 2285 مدرسة، يدرس بها مليون و141 ألفًا و611 طالبًا>

طارق شوقي، أوضح أن مصر بها نحو 55 ألف مدرسة، ونحتاج إلى مثلها للقضاء على ظاهرة التكدس الموجودة حاليًا بالمدارس، مشيرًا إلى أن عدد الفصول المطلوب توفيرها لتغطية الاحتياج حتى نهاية عام 2021 يبلغ نحو 259 ألف فصل، من بينها نحو 61 ألف فصل لحل مشكلة الكثافات، ويجري حاليًا تنفيذ 1444 مشروعًا تعليميًا بإجمالي نحو 23 ألف فصل، ما يعني أن كثافة الفصول من المقرر استمرارها لنحو 10 سنوات مقبلة، فحلها يحتاج إنشاء 200 ألف فصل بميزانية 100 مليار جنيه، مع العلم أن ميزانية الوزارة 5 مليارات جنيه في السنة، والكثافات الطلابية تتركز في 4 محافظات رئيسية هي القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والشرقية.

«فكرة موجودة من أيام مبارك، ومش هتنجح ولا هتحل الأزمة خالص»، كلمات بدأ الدكتور محمد عمران، الخبير التربوي، حديثه معانا واصفًا فكرة الدكتور طارق شوقي، لحل كثافة الفصول، مشيرًا إلى أن فكرة الفصول المتنقلة كانت تستخدم لمحو الأمية في المزارع والمناطق الجبلية التى تبعد عن المناطق السكانية، ولا تطبق في المحافظات والمدن الكبرى.

«عمران» أوضح في تصريح خاص لـ «أهل مصر» أن الفكرة تصلح فقط لعلاج أزمة التسرب من التعليم وليس كثافة الفصول، ما يهدد بنزيف جديد في أموال وزارة التربية والتعليم، نظرًا لكبر المصروفات التى ستنفق على هذه الفكرة بدون أى منفعة.

حديث «عمران» لم يختلف كثيرًا عن الدكتور كمال مخيث، الخبير التربوي، بعد أن أكد هو الآخر، أن الفكرة فاشلة ولا تصلح للتنفيذ، فوزير التعليم على حد قوله قد أنفق مبالغ طائلة على بنوك المعرفة وهي فكرة متواجدة أيضًا منذ عام 2015، ثم عاد بفكرة الفصول المتنقلة لحل كثافة الفصول المدرسية، متسائلًا: كيف سيتطيع الوزير السيطرة على طلاب في فصل منفصل عن المدرسة؟، ولماذا أنشأنا المدارس من الأساس طالما نريد تعليم الطلاب في حجر منفصلة خارج نطاقها؟.

وأضاف «مغيث»: تكلفة الفصول المتنقلة تكفي لبناء أضعاف أضعاف الفصول العادية بالمدارس، فلماذا لا نقوم بزيادة أعداد المدارس التعليمية نفسها، وزير التعليم عليه أن يفكر في الحلول المجزية وليست الحلول العشوائية التى لا منفعة منها.

وفي السياق نفسه أكد الدكتور محمد عبد الله، الخبير التربوي، أن وزارة التربية والتعليم، لم تأخذ في اعتبارها عجز المدرسين الذي تعاني منه بالفعل، فأغلب المدارس لا يوجد بها مدرسين من الأساس، فكيف سيتم توفير مدرسين لهذه الفصول الجديدة التى سينفذها الوزير خلال الفترة المقبلة، أم أن هناك نيه لتعيين مدرسين جدد في الوقت الذي أعلن طارق شوقي، أنه لا توجد ميزانية لذلك؟!.

وتابع «عبدالله»: كان على الدكتور طارق شوقي، أن يبدأ بحل أزمة كثافة الفصول، ثم حل أزمة عجز المدرسين في بعض المدارس، ليكون القرار الثالث تطبيق منظومة التعليم الجديدة "التابلت"، لكن الوزير بدأ من الآخر إلى الأول، وهو أمر غير صحيح، متابعًا: لماذا لا توجد خطة واضحة تنص على نقاط محددة، وتكون مرتبطة بجدول زمني؟، بحيث يمكن محاسبة الوزير على كل خطوة إذا لم تنفذ في موعدها المحدد.

من النسخة الورقية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً