نظرا لخطورته وانتشاره بشكل مفزع؛ يعرض "أهل مصر" أسباب السرطان في مصر والمخاطر الناتجة عنه، حيث تعاني مصر حاليا من مخاطر صحية، لا نشعر بها إلا بعد أن تتراكم وتهدد حياة الكثيرين، وتتمثل في انتشار أسباب السرطان في مصر والمخاطر الناتجة بشكل كبير في واقع حياتنا اليومية من عوامل بيئية وثقافة صحية خاطئة يجب تصحيحها، حيث جاءت أهمية رصد العوامل المسببة للسرطان مع وضع روشتات علاجية للتخلص منها.
روشتات علاجية
وعن أسباب السرطان في مصر والمخاطر الناتجة عنه وروشتات علاجية للقضاء عليه يقول الدكتور محمد علي عز العرب، استشاري الجهاز الهضمي والكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إن أسباب السرطان في مصر كثيرة ومتواجدة حولنا في واقع حياتنا اليومية، وتتسبب في حدوث عدد كبير من المخاطر الصحية، والتي قد تؤدي إلى وفاة الإنسان، لأن هناك عوامل عديدة للسرطانات تتمثل في العوامل البيئية الحاضنة لحدوث مختلف أنواع السرطان؛ لأنها منتشرة في مصر بشكل كبير، وأيضا استخدام الهرمونات بكثرة في مجالات كثيرة منها الزراعة والتسمين، بالإضافة إلى انتشار فطر "الأفلاتوكسين" في الأطعمة والحبوب المخزنة؛ لذا يجب مراقبة المجمعات الاستهلاكية في تخزينها للحبوب الغذائية وعدم اللجوء للتخزين في المنزل من عام لآخر، وتغيير العادات السيئة لإعداد وتداول الأطعمة، مثل استخدام الأكياس البلاستيك في حمل الأطعمة الساخنة، وكذلك التوابل المطحونة.
وأضاف استشاري الجهاز الهضمي والكبد أن الثقافةالصحية مهمة، فهناك مشكلات أخرى تتمثل في الإيديتا لسرعة طهي الفول المدمس وصرف المصانع في الترع وما قد تحتويه من مواد مشعة ومعادن ثقيلة، مثل الكادميوم والنيكل، وانتشار التلوث وأبخرة عوادم السيارات والمصانع وكذلك ضرورة المراقبة الفاعلة للتخلص الآمن وبالمواصفات الدولية لمخلفات المصانع ذات الخطورة، والالتزام التام بإبعاد الصناعات الملوثة للبيئة وقمائن الطوب عن الأماكن الحضرية ببعد مكاني كبير آمن، وعشوائية استخدام المبيدات الحشرية حتي في المنازل بدون ضوابط رادعة وعناصر أمان واضحة، وخطورة الاستخدام العشوائي للأدوية والهرمونات، مع عدم وجود آلية واضحة لاكتشاف الملوثات، وانتشار التدخين ومبتكرات الإدمان وبكثرة مريبة في مصر.
وأشار "عز العرب" إلى أن هناك أسبابا أخرى كثيرة، منها السمنة المفرطة وعزف الجهات ذات العلاقة منفردة دون تعاون وثيق؛ للقضاء على ملوثات البيئة، وهي للأسف كثيرة وخطيرة، وكذلك ضرورة تفعيل مكافحة العدوى في جميع المنشآت الطبية العامة والخاصة بشكل فعلي والتخلص الآمن من النفايات الطبية؛ وذلك لوجود علاقة وثيقة بين بعض أنواع البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وأنواع معينة من السرطان.
وتابع أن الإحصائيات أوضحت أن معدل السرطان في مصر زاد خلال الـ30 سنة الماضية بشكل كبير، ففي الثمانينيات كان معدل سرطان الكبد 2 لكل 100 ألف من عدد السكان، والآن تخطى 43 لكل 100 ألف، أي زيادة أكثر من 20 ضعفا، فالدولة عالية الحدوث لسرطان الكبد تعني أن نسبة الإصابة أكثر من 20 لكل 100 ألف، أي أن سرطان الكبد لدينا في مصر بنسبة 23% من معدلات السرطان، وكما أن أعلى نسبة للوفيات في مصر بسبب سرطان الكبد، والسبب الرئيسي تليف الكبد نتيجة فيروس سي، مؤكدًا أهمية المبادرات المجتمعية باشتراك كل الأجهزة والوزارات المعنية؛ بهدف القضاء على ملوثات البيئة وإطلاق برامج التوعية المطلوبة، موضحًا أن لدينا معاهد متخصصة كالمعهد القومي للسرطان وبعض الجمعيات لرعاية مرضى السرطان.