مذبحة الكنوز.. تراث بناه "الغرب" ودمره الجاهلون.. المسؤولون بالإسكندرية يتفننون في محو تاريخ المدينة.. وآثار الإنجليز تتحول لـ"غُرزة" بالغربية (صور)

اهل مصر
كتب :

كتب: عمرو علي ـ مروة زنون ـ شيماء السمسار ـ أحمد مرجان - هبة فتحي

تتميز العديد من محافظات مصر بعراقة تاريخية، وتذخر بالمنشآت والمناطق التاريخية والأثرية والمشروعات الهامة التى أنشأها اليونانيون والإنجليز، والإيطاليون، والفرنسيون وغيرهم، حيث شاركوا فى عمران العديد من المحافظات وتحديثها، سواء فى التخطيط أو النشاط الاقتصادى والاجتماعي، وإقامة الحدائق والنافورات والتماثيل والمسارح والمعارض الأوروبية.

وتعرضت العديد من تلك الأنشطة التى كانوا يعملون بها والتى أبرزها البناء والتشييد والكهرباء والنقل والمواصلات لحالة من الإهمال الشديد في ظل غياب المسؤولين الذين أصبحوا يتفننون في محو التاريخ من الوجود.

ويرصد «أهل مصر» في هذا الملف تلك الأنشطة التي خلّفها الغرب في عدد من المحافظات، وساهم من خلالها في تطويرها، وأهملها المصريون.

بيت المهمل.. المسؤولون فى الإسكندرية يتفننون فى محو تاريخ المدينة

تميزت مدينة الإسكندرية بعراقة تاريخها، حيث إنها العاصمة الثانية التي بناها الإسكندر الأكبر وسميت باسمه، وتذخر بالمنشآت والمناطق التاريخية والأثرية التي بناها اليونانيون والإنجليز والإيطاليون وغيرهم، وساهم الأجانب بدور كبير فى تطور مدينة الإسكندرية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

واستقبلت الإسكندرية عصرا مزدهرا مليئا بالقصور والمبانى الفاخرة التى تميزت بالطراز الزخرفى، إلا أنها لم تسلم من الإهمال الذى سرعان ما طالها خلال الآونة الأخيرة بفعل فاعل من جانب المسؤولين بالمحافظة.

-القطار الملكى بالمنتزه

يوجد بحديقة المنتزه مجموعة من الحدائق مساحتها 370 فدانا، وتطل على خليج المنتزه، وكانت ملكا للأسرة العلوية، ويوجد بها خمسة شواطئ للسباحة، وقصرالمنتزه الملكى مبنى على الطراز الفلورنسى الإيطالى وأيضا قصر «السلاملك» الذى تحول إلى فندق فاخر به أشجار عتيقة.

أما عن القطار الملكى بالمنتزه فأقامه الملك فاروق خصيصا لإيواء القطار الملكى الخاص به، حيث كلف «فاروق» عام 1951 إحدى الشركات بإيطاليا لتصنيع القطار، وكان من أفخم قطارات الملوك والرؤساء التي كانت تستخدم في رحلاته بين القاهرة والإسكندرية، وقام ببناء جراج خاص به أمام بوابات حدائق المنتزه، حيث إن القطار من الداخل كان عبارة عن عربتين: الأولى مخصصة لغرفة نوم الملك وبها قاعة صالون ومكتب، ومزينة بلوحات وتماثيل فنية، والأخرى كانت مخصصة لاجتماعات الملك وبها أيضا المطبخ الملكى وقاعة للطعام.

ويسود القطار حاليا الإهمال الذى يهيمن عليه، حيث تعرض للتلف بنزع قضبان السكة وسرقة نوافذه النحاسية، فى ظل غياب المسؤولين الذين أصبحوا يتفننون فى محو التاريخ من الوجود.

-ترام الإسكندرية

تعانى خطوط ترام الإسكندرية، أو «الترومَّاي»، من الإهمال الشديد، خاصة فيما يتعلق بالترام الأصفر والذى يخترق عددا من المناطق الشعبية والفقيرة، كما تهالكت أغلب عرباته مع عدم القيام بأى أعمال صيانة، فضلا عن انتشار القمامة على خطوط سير الترام والأحجار والطوب والزجاج، الأمر الذى يتسبب فى خروج عربات الترام عن مساره، وأصبح يشهد حادثا مؤلما بين الحين والآخر بشكل غير مسبوق، ويعد ترام الإسكندرية أحد أبرز تراث المدينة التاريخى، وأحد أهم وأقدم وسائل النقل والمواصلات فى مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، وأكثرها شعبية.

مقابر الشاطبي

أسست الجالية اليونانية فى الإسكندرية مقابر الشاطبي، حيث نُحتت داخل هضبة صخرية بمنطقة الشاطبي، وتزين المقابر الأولى والثانية والثالثة بتماثيل وأعمال نحت مميزة، ودفن فى المقبرة الأولى الشاعر اليونانى المعروف كونستانتينوس بيترو كفافيس، فضلًا عن مقابر لكبار محسنى الجمعية اليونانية بالإسكندرية، مثل "د. أنستاسي، سالفاجون، زيرفوذاكي، كازولي، رالي" وآخرين، وفى المقبرة الثانية شُيد نصب تذكارى لحوالى 100 من رفات الجنود اليونانيين التابعين لسلاح الجو الذين سقطوا فى الشرق الأوسط أثناء الحرب العالمية الثانية.

ونالت مقابر الشاطبى نصيبا من الإهمال نتيجة عدم الترميم وتعرضها للغرق بالمياه الجوفية منذ سنوات عديدة؛ نظرا لقربها الشديد من البحر؛ ما أدى إلى تشبع جدرانها بالأملاح والطحالب الخضراء التى كست جميع جوانبها، بما يهددها بالانهيار والتآكل وفقدان أثريتها وتاريخها، فضلا عن انتشار الحشرات والزواحف.

حدائق الشلالات

تعتبر حدائق الشلالات من أرقى أحياء الإسكندرية، صممها فى الحى اللاتينى الأمريكى «فريدريك لو أولمستد» من أكثر من مائة عام على مساحة 40 فدانًا، وتضم الحدائق ثلاث بحيرات، منها البحيرة الرئيسية التى تضم البجع، وهى حدائق تزدهر بالأشجار والنباتات النادرة، وبها كذلك بحيرات وشلالات صناعية.

وشهدت حدائق الشلالات حالة من الإهمال لعدة سنوات حتى عادت إلى عهدها من جديد، بعد أن طورتها الأجهزة التنفيذية برئاسة محمد سلطان محافظ الإسكندرية السابق؛ لتعود الحدائق لرونقها وجمالها.

فى الغربية: آثار الإنجليز تتحول لـ«غُرزة»

مثلما خلّف الاحتلال الإنجليزى والفرنسى بمصر سلبيات عديدة، ترك لنا أيضاً بعض الإيجابيات، فكانت له أوجه حضارية إلى حد كبير، ولكن على أراضٍ مصرية، ففى الحقيقة كانت تلك الأراضى مغتصبة، إلا أن الصروح التى بُنيت عليها لم يستطيعوا أخذها وهم يجرون أذيال الخبية فارين من مصر.

وداخل القلعة الصناعية مدينة المحلة الكبرى تقع قطعة أثرية نادرة، وهى حى «المستعمرة»، وتمتد على مساحة شاسعة تصل طبقاً لصكوك الملكية لـ 68 فدانا و17 قيراطا و11 سهما، محاطة بأسوار عالية بيضاء، فعندما تدخل من بوابة مدينة نهضة طلعت باشا حرب، تجد تلك المدينة الصغيرة القابعة فى قلب المحلة، والمكونة من 28 بلوكا عرضيا، يضم كل منها 20 فيلا صغيرة بحديقة داخلية خاصة، و7 عمائر ضخمة، و4 فيلات على مساحات كبيرة، وبين كل بلوك ملعب وحديقة عامة كبيرة، وللمستعمرة 3 بوابات للدخول والخروج ومدرستان ابتدائية وإعدادية، و4 مخابز وجمعية تعاونية، كما تضم نقطة للشرطة والجوازات ونقطة ارتكاز لأمن الجيش؛ لتمثل مدينة داخل مدينة، لطالما تميزت بالرقى والهدوء والنظافة على مدار القرن الماضى، إلا أن الحال قد تغير تماما فى الوقت الحالي.

أشرف حجاب، أحد سكان المستعمرة، يقول إنه عندما كان فى المرحلة الابتدائية، كان والده يصطحبه كل أسبوع للجلوس بالحديقة العامة أمام بوابات المستعمرة، ويحكى لهم تاريخها الطويل، حيث بنيت عام 1906 أثناء الاحتلال الإنجليزى لمصر، وذلك لتوفير أماكن للثكنات العسكرية وتمركز قوات الاحتلال بالأقاليم، كما استخدمت لإيواء المهاجرين من السويس وبور سعيد وكفر الدوار أثناء العدوان الثلاثى، وبعد اتفاقية الجلاء عام 1954 وخروج آخر جندى من مصر عادت ملكيتها للدولة مرة أخرى.

وقال السيد رمضان، رئيس اتحاد عمال شركة مصر للغزل والنسيج، إنه بعد عودة المستعمرة للدولة، تفاوضت إدارة الشركة القابضة آنذاك، وحصلت عليها كحق انتفاع مقابل 211 ألف جنيه كقيمة تقديرية للمبانى، وكان هذا المبلغ ضخما فى ذلك الوقت، وبدأت الشركة فى تسكين عمالها المغتربين بتلك الفيلات الصغيرة على مدار أكثر من 50 عاما، وفى المقابل تخصم 15% من أرباحهم السنوية كقيمة إيجارية للمستعمرة.

وأضاف رمضان، أنه بعد فترة بدأت البنية التحتية فى الانهيار، ولا يجوز الإصلاح أو التغيير فيها دون علم مسبق من الشركة، وانتشرت القمامة ومياه الصرف الصحى فى كل مكان، وتحولت من الرقى والهدوء والشوارع المرصوفة والحدائق الغناء المزروعة بأندر أنواع الأشجار لغابات من الحشائش النامية على مياه الصرف، وفى الجزء الآخر منها أقيمت بعض المقاهى والغرز؛ ليتحسر عليها من عهدوا بها الرقى والهدوء.

وفى السياق ذاته، قال محمود شحاتة، عضو مجلس النواب عن دائرة المحلة، إن المستعمرة مساحة شاسعة بقلب المحلة، وغير مستغلة الاستغلال الأمثل، فعدد الأسر الموجودين بها لا يتعدى الـ 500 أسرة، متسائلا لماذا لا يتم الاستفادة منها بهدمها بالكامل وإقامة أبراج سكنية ضخمة على تلك المساحة لحل أزمة الإسكان بالمحافظة والتيسير على الشباب، ومن ناحية أخرى تأجير العمارات بالواجهة لشركات الاستثمار ومكاتب المحامين والمحاسبين وعمارات الأطباء؛ كون تلك المنطقة ذات استراتيجية كبيرة؟!

وأضاف شحاتة، أنه تقدم بمقترح لمجلس النواب والحكومة لإنشاء أكثر من 5900 وحدة سكنية بمساحات منايبة للسكن والاستثمار العقارى، لكن تم مواجهة عقبة كبيرة، وهى أن شركة مصر للغزل والنسيج تدعى ملكيتها للمستعمرة؛ بحكم شراء المبانى الموجودة عليها والتى دفعت تكلفتها، والدولة من الناحية الأخرى تطلب أحقيتها لها؛ كون الأرض مملوكة للدولة، وما بين هذا وذاك تقف المستعمرة حائرة بين الهدم والإهمال وعدم الترميم.

سكك حديد المنوفية.. أنشأها الإنجليز.. وأكلها الصدأ والإهمال

تشهد خطوط السكك الحديدية بمحافظة المنوفية حالة من الإهمال الشديد، حيث غلفها الصدأ وتلف الأخشاب أسفل القضبان، والتى تساعد على ثبات توازن القطار، فضلا عن القيام بدهان القطارات القديمة؛ لتبدو جديدة أمام المواطنين، ولكن فى الحقيقة لا تزال جميع القطارات قديمة، ولا تلقى أى اهتمام من جانب المسؤولين بالدولة؛ لتتحول قطارات محافظة المنوفية إلى أسوأ خطوط للقطارات على مستوى المحافظات.

وكان الاحتلال الإنجليزى استطاع أن يبنى أكبر وسيلة اتصال بين أجزاء جمهورية مصر العربية مع بعضها بعضا وقتذاك، حيث قام بإنشاء خطوط القطارات لتسهيل نقل الركاب والبضائع من مكان إلى آخر، حيث يمر القطار بالمراكز الـ 10 بمحافظة المنوفية وعدد من القرى بها؛ ليحمل الآلاف من المواطنين، منهم العمال وطلاب الجامعات. والطامة الكبرى أنه لم تشهد محطات القطار بالمحافظة تحديثا منذ مغادرة الإنجليز مصر، ولم يطرأ أى تطوير على القضبان، الأمر الذى يتسبب فى وقوع العديد من الحوادث.

ففى قرية محلة سُبك التابعة لمركز أشمون يعانى أهالى القرية من كثرة التهدم بأرصفة المحطة؛ مما جعل الأمر يزداد سوءا من كثرة حوادث سقوط مواطنين بين الرصيف والقضبان، الأمر الذى أرغم الأهالى على إرسال مذكرة لمحافظى المنوفية السابق والحالي، يطالبون بسرعة رصف رصيف المحطة حفاظا على الأرواح.

وعند هبوطك لقرية جروان التابعة لمركز الباجور للوهلة الأولى تصعق فور رؤيتك لأراضى المحطة والأرصفة المهشمة، بالإضافة إلى ظهور الأسياخ الحديدية التى قد تؤدى لسقوط أحد المارة، وبالتالى مصرعه، هذا فضلاً عن الصدأ المتواجد بمحطة القطار.

وأكد «ع. م»، عامل بمحطة قطار جروان، أنهم تقدموا بعدة شكاوى إلى رئيس هيئة السكك الحديدية بطنطا، ولكنه لم يستجب، وعندما أخبروه عن تلف الأخشاب المتواجدة أسفل القضبان، وتقدموا بشكوى صورية أمامهم، هددهم بأنه إذا تم الإخطار مرة أخرى، سيتم خصم 3 أيام!

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث تعانى محطة قطار طنبدى التابعة لمركز شبين الكوم أيضا، والتي كانت من أفضل المحطات وأجملها على الإطلاق أثناء وجود الاحتلال البريطانى بمصر، ولكن حاليا يوجد صدأ بالقضبان وتهشم بالبلوك الخاص بالمحطة، فضلا عن تواجد قضبان ملقاة على الجوانب غير مستغلة إطلاقا.

وقال سمير شعبان، أحد الأهالي: «لقد أكد لى جدى أن المحطة قديما كانت مستغلة وجميلة، حيث كان يمر بها العديد من القطارات، سواء بالبضائع أو الركاب، ولكن حاليا تم تخصيصها للركاب فقط، وهى منهارة تماما».

أما محطة مركز منوف فكانت إحدى المحطات الخاصة بغسل القطارات من الداخل والخارج، إلا أن الأمر تغير تماما فى الوقت الحالي، حيث تم هجر المغسلة، ومن ثم صدأ القضبان المتواجدة بها، ووجود العديد من القضبان غير المستغلة على الإطلاق، والتى كانت تستخدم قديما.

وقال مصدر مسؤول بمحطة قطار مركز منوف إنه تم إرسال العديد من الشكاوى إلى رئيس هيئة السكك الحديدية؛ وذلك لإعادة فتح المغسلة وتحسين القطارات من القاذورات وكسر النوافذ، ولكن لا يوجد استجابة حتى الآن.

أماكن تراثية بناها الغرب فى الدقهلية وأفسدها المواطنون

اهتم الغرب بتطوير عدد من مدن وقرى محافظة الدقهلية، التى أصبحت تراثا والأماكن الأفضل فى المحافظة خلال فترة الاحتلالين الفرنسى والإنجليز، اللذين قاما ببناء عدد من الكبارى والمنشآت، إلى أن أصبحت مهملة من قِبل المصريين.

كانت البداية فى قيام الفرنسيين ببناء المدرسة الفرنسية للغات بمدينة المنصورة فى عام 1908، ونشأت المدرسة بالمنصورة مع ثلاث راهبات أتين من فرنسا، واستقبلهن قنصل فرنسا آنذاك، وبدأن تأدية رسالتهن التربوية والتعليمية فى بيت صغير وبإمكانات بسيطة وتلميذات لم يتجاوز عددهن 20 سنة، حيث كانت المدرسة لغات، وفى عام 1923 تم افتتاح المبنى الحالي، وكان مكونا من طابقين، وزاد عدد الطالبات حتى بلغ عددهن 360 طالبة، وفى 1941 تقدمت أول طالبة للثانوية العامة الفرنسية، وبعد ثلاث سنوات افتتحت مرحلة رياض الأطفال، ومع تزايد الإقبال على المدرسة تم بناء الطابق الثالث بعد ثورة يوليو.

وتحولت المدرسة حاليا إلى حكومية، وأصبحت تعانى من الإهمال وتكدس الطلاب وعدم الالتزام بالمعايير التى تم بناء المدرسة على أساسها، فلم يهتم بها المصريون؛ كونها تراثا، بل تم إهمالها.

كما تم إنشاء كوبرى القطار الرئيسى فى مدينة المنصورة على يد الإنجليز، والذى يربط بين مدينتى المنصورة وطلخا، وتم إنشاء هذا الكوبرى منذ 106 أعوام، إلا أنه تم تشويهه على أيدى المصريين، وعدم عمل صيانة له منذ عشرات السنوات.

ولم يتوقف الأمر عند كوبرى القطار الرئيسى فحسب، بل يعانى كوبرى طلخا أيضا من الإهمال والذى يعد من أكبر الكبارى فى الدقهلية، حيث لم يتم عمل صيانة له منذ إنشائه على يد الإنجليز منذ أكثر من 100 عام.

كما ضرب الإهمال القصر الأحمر، والذى يعد أحد أهم القصور التاريخية بالمنطقة، حيث تحول إلى وكر ومرتع للأعمال المنافية ومقلب للقمامة، بعد أن هجره أصحابه، وتعاقبت عليه الأيام؛ ليُعرض للبيع من قِبل بعض الأشخاص.

وقال الدكتور مهند فودة، مدرس مساعد بقسم الهندسة المعمارية بهندسة المنصورة والمنسق العام لمبادرة "أنقذوا تراث المنصورة" وعضو اللجنة الاستشارية لمحافظ الدقهلية، إن القصر أنشأه الخواجة ألفريد دبور عام 1920م، وجرى طلاؤه باللون الأحمر، وأطلق عليه أهل المدينة فى ذلك الوقت القصر الأحمر، مضيفا أن القصر بُنى على مساحة 514 م تقريبًا، وكانت تحيط به حديقة من جميع الجهات، ومكون من ثلاثة طوابق وروف، غير أنه حاليا أصبح هيكلا محاصرا بالقمامة بعد سرقة كافة محتوياته من أبواب وشبابيك، وقرر الورثة طرحه للبيع كأرض.

ولم يكن القصر الأحمر هو الأخير، فقد تحولت منطقة توريل أيضا التى تعد من أرقى المناطق فى مدينة المنصورة إلى منطقة عشوائية.

ويعد «توريل» من أشهر الأحياء فى المنصورة، وأسسه الخواجة الفرنسى إيلى توريل، الذى كان يعمل كاتبا فى المحكمة المختلطة، وخصصه لبناء الفيلات والعمارات الفارهة، بشرط ترك ممرات وحدائق صغيرة بجوار كل مبنى، وبالفعل لا توجد عمارتان متلاصقتان بدون فراغات بينهما.

وأنشأ الخواجة حديقة حيوان المنصورة عام 1949 على مساحة 3 أفدنة، وتبرع بأرض الحديقة للدولة، وأبرم عقد انتفاع، اشترط فيه أن تظل حديقة حيوان فقط، وإذا تم تغيير نشاطها في أي وقت تعود إلى ورثته، وبالرغم من ذلك أصبح الحى حاليا مكان عشوائيا تم إهماله من المسؤولين.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً