التحول في السياسة الأمريكية تجاه نظام الإيراني بهدف قطع الطريق على أجندته النووية، وكبح جماح مده التوسعي التخريبي بالمنطقة، حيث قال الكاتب الأمريكي "تود وود" في مقال تحليلي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" اعتبر أن 2018 شكل أهمية محورية بالنسبة لإيران.
وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، قال وود إن وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم ببلاده، كان حدثا مفصليا بالنسبة للسياسة المحلية تجاه الملف الإيراني.
ووصف توود، نهج تعامل الإدارة الجديدة حيال أجندة طهران النووية ومحاولات هيمنتها في الشرق الأوسط، بمثابة هدية من السماء بالنسبة لجهود الإطاحة بالنظام القاتل.
وتتضاعف قيمة هذا التبدل في السياسة الأمريكية تجاه طهران بالنظر إلى النتائج الكارثية لاستراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، والتي ساهمت في تمدد النفوذ الإيراني بالمنطقة.
ومن أبرز تلك السياسات، الاتفاق النووي الإيراني، والذي يعتبره أوباما جزءاً رئيسياً من الإرث الذي تركه خلفه في البيت الأبيض بعد 8 سنوات من الحكم، وتعتبره الإدارة اللاحقة والرأي العام الدولي خطأ فادحا ينبغي تداركه، وهو ما تجسد من خلال انسحاب واشنطن منه.
بعد الخيانة الكارثية التي ارتكبتها إدارة أوباما خلال انتفاضات 2009 ، ومتابعة تمكين آلة الإرهاب من قبل فاليري جاريت والعصابة، وصول سياسة إدارة ترامب لعكس مسار محاولة إيران للهيمنة في الشرق الأوسط.
ستفادت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية استفادة كاملة من الانعكاس وأثارت انتفاضة واسعة عبر الريف الإيراني ، حيث شاركت أكثر من 1000 وحدة مقاومة في جميع المدن. لقد تصدى النظام للقمع الفظيع، لكن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية / مجاهدي خلق استمرت في جهودها الرامية إلى جلب الديمقراطية والإسلام المتسامح إلى إيران .
كانت رسالة عام 2018 أنه على الرغم من القمع الشديد ، بما في ذلك ترهيب واعتقال الآلاف من الاحتجاجات ، فشل النظام في وقف الاحتجاجات والإضرابات على مستوى البلاد ، الأمر الذي أظهر عزم الشعب الإيراني الثابت على الإطاحة بالحكومة الدينية وإرساء الديمقراطية.
النظام الديني يواجه طريق مسدود وليس له مخرج من العديد من الأزمات التي يواجهها، سيزداد الوضع سوءًا في عام 2019 تنمو "وحدات المقاومة" من حيث الكمية والنوعية بسرعة ملحوظة.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت منظمة العفو الدولية أخيرا تقريرا طال انتظاره حول القتل الجماعي الذي ارتكبه النظام ضد الحركة حيث تم إعدام آلاف السجناء السياسيين في فترة قصيرة من الزمن، متجاوزين قتلة هتلر بكفاءته، في حين تقول منظمة العفو الدولية إن أكثر من 5000 شخص قد قُتلوا، فإن العدد الفعلي ، حسب مصادر موثوقة أخرى، يقترب من 30 ألف ضحية، ومع ذلك لم يكن هذا سوى جزء صغير من أكثر من 120 ألف جريمة قتل ارتكبها النظام ضد الحركة منذ نشأتها.
وضح تود وود أنه فيما يتعلق بعمليات إعدام السجناء السياسيين التي جرت خلال فترة قصيرة، فإن العدد الفعلي لتلك الحالات يقارب الـ30 ألف ضحية، طبقًا لمصادر موثوقة، وهذا جزء صغير من أكثر من 120 ألف حالة قتل ارتكبها النظام.
ونقل المقال نفسه عن علي صفوي، عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قوله إن هناك حاجة لحملة ضغط شعبية كبيرة، تتضمن دفعة قوية بالأمم المتحدة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية؛ لحمل الأمين العام للمنظمة الأممية على إجراء تحقيق مستقل بشأن مذبحة عام 1988.
وبدءا من 19 يوليو 1988 وإلى خمسة أشهر لاحقة، تم إعدام الآلاف من السجناء السياسيين في جميع أنحاء إيران، وكان أغلب السجناء من مؤيدي وأنصار حركة مجاهدي خلق.
وختم وود بالإشارة إلى أن هناك مظاهرات الآن تجتاح إيران، وسيواصل النظام محاولة وقف الثورة القادمة بأسلوبه الوحيد ألا وهو الموت، لكن رغم ذلك، يبدو 2019 عامًا هامًا لآمال السلام في هذه المنطقة المضطربة من العالم.