شديد الحرارة صيفًًا قارس البرودة شتاءً.. طقس مصر "مش زي كتاب الجغرافيا"

الطقس
كتب : نهى نجم

"معتدل ممطر شتاءًا حار جاف صيفًا". هذه الجملة التي كثيرًا ما رددناها في طفولتنا في حصة الدراسات، فهو وصف كتاب الجغرافيا لطقس مصر والذي يراه الكتاب جنة مقارنة بباقي دول العالم، معلومة غير مقنعة خاصة عندما تراها على أرض الواقع مع موجة البرد والصقيع التي نعيشها والتي حولت مصر إلى أجواء أوروبية وثلوج ومناطق تحت الصفر، وفي فصل الصيف حولت مصر إلى حر الخليج وأغلبنا كان يشعر بـ"الفرهدة" من الحر وكان يفضل في أوقات كثيرة الجلوس في البيت عن النزول منه حتى لا نتعرض لموجة الحر الشديدة والتي وصلت درجات الحرارة فيها لـ45 درجة و50 درجة.

"ما درسناه هو الصح".. بهذه الكلمات عبر الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، عن رأيه فيما يخص أن الواقع يتنافي مع ما تعلمنا، مؤكدًا أن المناخ المصري يتميز بأنه حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءًا، لأن ذلك هو مناخ مصر بشكل عام، ومن الطبيعي أن يحدث اضطراب في بعض الأحيان في جميع فصول السنة شتاء وصيف.

وأضاف عبد العال، لـ"اهل مصر" أنه من الطبيعي أن يحدث تغيرات مناخية بسبب الأدخنة الصاعدة من العربات ومشتقات البترول وغيرها من أعمال التلوث التي تسببت في التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وثفب في طبقة الأوزون، مما يجعلنا نشعر باختلاف المناخ في هذه الأعوام.

فكلمة جاف ودافئ تشمل في مضمونها معني يوضحه رئيس هيئة الأرصاد قائلًا: كلمة جاف لا علاقة لها بالرطوبة والحر الشديد الذي نشعر به في الصيف، ولكنها تشير أن فصل الصيف بوجه عام حار جاف صيفًا باستثناء بعض الأيام، ونفس المعني في كلمة دافئ شتاءًا.

واتفقت منى حمدي، مدرسة جغرافيا، معه أن هذه المقولة صحيحة قائلة: مناخ مصر ينقسم إلى أقاليم مناخية ثلاثة تختلف في درجات الحرارة، فالإقليم الأول هو "إقليم البحر المتوسط" ويتمتع بمناخ حار جاف صيفاً دفيء ممطر شتاءًا وهو أكثر أقاليم مصر مطرًا.

وتابعت مدرسة الجغرافيا، أن الأقليم شبه الصحراوي وهو الثاني لايختلف كثيرًا عن الأقليم السابق ولكنه أشد جفافًا في الشتاء، وأكثر حرارة في الصيف، أما الثالث فهو الإقليم الصحراوي، وهو جاف تمامًا طوال العام وأشد حرارة من الأقليمين السابقين ويندر سقوط الأمطار.

بعد أن حاول خبراء هيئة الأرصاد أن يؤكدوا على أن طقس مصر كما قال الكتاب، اعترض رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ذلك مرددين "أحنا بنتكتك في الشتاء وبنفرهد في الصيف"، فقالت حسناء محمد، طالبة، أن موجة البرد التي شهدتها مصر خلال الأيام الحالية هي من أقوي الأيام التي مرت علينا في البرد ساخرة: بنلبس الدولاب وبنمشي ونفضل سقعانين.

قالت الطالبة فريدة عمر: الطقس مش زي ما الكتاب بيقول ولا حاجة المدرسين بيكدبوا علينا، احنا في الشتاء اهو بتكتك من الساقعة ومش عارفة اذاكر وباكل وانام، وفي ثلج نزل في بعض الأماكن وشوفته بعيني في حدائق الأهرام وأكتوبر.

وعبر مدرس الجغرافيا بالمطرية، محمد عماد، أن هناك بعض المواضيع التي بحاجة فعلًا للتطوير والتعديل، وأبرزهم معلومات عن الطقس والذي تغير على مدار الـ10 سنوات الأخيرة وأصبح الطقس شديد الحرارة صيفًا قارص البرودة شتاءً، والسبب هو التغيرات المناخية التي مر بها العالم أجمع من احتباس حراري وثفب في طبقة الأوزون بسبب التلوث وتدخل الإنسان الخاطئ في الطبيعة وتسبب في إيذائها.

"الطقس مش زي ما الكتاب بيقول"

تشهد محافظة الإسكندرية، تغير كامل في حالة الطقس، مع هطول أمطار غزيرة على كافة مناطقهامما تسبب في غرق شوارعها، مع بدء نوة الفيضة الصغرى، وشهدت سماء المحافظة، وجود للسحب الكثيفة المغيمة، مع وجود للضربات الرعدية على كافة أنحائها.

إغلاق بوغاز

تسببت الأحوال الجوية السيئة في غلق بوغاز مينائي الإسكندرية والدخيلة خلال الأيام الجارية، والتي وصلت سرعة الرياح وارتفاع الأمواج إلى المعدلات التي لا تسمح بحركة اللنشات والقاطرات والسفن بشكل آمن، مع انتظام أعمال الشحن والتفريغ، ودخول وخروج الشاحنات والقطارات والبضائع، بالإضافة إلى عدة تحذيرات متكررة للمواطنين بارتداء ملابس شتوية ثقيلة للحماية من نزلات الإنفلونزا والبرد، وتحذيرات للصائدين بعدم ممارسة أي أنشطة بحرية خاصة على البحر المتوسط لارتفاع الموج به وقد يعرضهم للخطر.

مناطق تحت الصفر

ثلوج وأمطار تشهدهما البلاد.. هذا ما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية، بأن البلاد تشهد موجة من الطقس السيئ وحدوث ثلوج وأمطار، حيث يسود انخفاض مستمر في درجات الحرارة حتى الجمعة المقبلة، محدثة موجة من الطقس السيئ، مع سقوط ثلوج وأمطار، بالإضافة إلى وجود نشاط للرياح؛ مما يزيد من برودة الطقس، مؤكدًا أن هناك عددًا من المدن والمحافظات يشهد تساقطا لـ ثلوج وأمطار، وهي: سانت كاترين، كفر الشيخ، الإسكندرية.

لم يقتصر الأمر فقط على فصل الشتاء، ولكن تشهد مصر في فصل موجة شديدة الحرارة، وتصل درجات حرارة أعلى من المعدلات المناخية كانت القاهرة تصل لـ45 درجة، وبعض مناطق الصعيد وصلت درجات الحرارة حينها لـ50 درجة، بالإضافة إلى ارتفاع فى الرطوبة.

وتكررت تحذيرات الأرصاد وقتها بعد التعرض مباشرة للشمس لفترات طويلة خاصة ما بين وقتى الظهر والعصر ومداومة شرب المياه على فترات قصيرة، وتجنب الجلوس فى الأماكن سيئة التهوية خاصة لأصحاب الأمراض التنفسية والأطفال وكبار السن وذلك لارتفاع نسب الرطوبة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً