يخضع زعيم واحدة من كبرى عصابات تهريب المخدرات في العالم خواكين (إل تشابو) غوسمان للمحاكمة في الولايات المتحدة والتي كشفت خلال جلساتها عن طرقه المبتكرة في تهريب الكوكايين المخدر، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بعضا من طرق إل تشابو الخاصة التي نقل بها المخدرات إلى خارج المكسيك.
وهرب غوسمان الكوكايين في أوائل التسعينيات، عبر حدود مدينة تيخوانا المكسيكية إلى لوس أنجلوس الأميركية داخل معلبات فلفل حار، وذلك حسبما شهد ميغيل أنجيل مارتينيز، وهو عضو قديم في عصابة غوسمان، الذي أكد أن إمبراطور المخدرات أشرف على إحكام إغلاق المعلبات بمستودعات في المكسيك، ووضع عليها ملصقات مشابهة تماما لتلك التي تنتجها شركة "الفلفل الحار".
ولكي يجعل المعلبات تبدو وكأنها تحوي فلفلا حارا فعلا عندما يقوم المفتشون برجها، كان عمال إل تشابو يضعون بداخلها حصى لتحاكي صوت الماء ووزنه، وقال مارتينيز إن العمال غالبا ما يستنشقون نسبة عالية من الكوكايين أثناء التعليب لأن ضغط المخدر في العلبة يجعل رذاذه ينتشر في الهواء، وشهد مارتينيز بأن العصابة توقفت عن استخدام هذه الطريقة عام 1993، بعد توقيف الشرطة المكسيكية شاحنة محملة بسبعة أطنان من الكوكايين معبأة داخل علب الفلفل الحار.
كما تمكن غوسمان من نقل المخدرات عبر الحدود الأميركية المكسيكية في غضون أيام فقط، في الوقت الذي كان المهربون الآخرون يستغرقون أسابيع، حسبما ذكرت النيابة العامة الفيدرالية، حيث استخدمت عصابته في الثمانينيات من القرن العشرين، نفقًا حفروه تحت الأرض من مدينة أغوا بريتا بالمكسيك إلى مدينة دوغلاس بأريزونا، وفقًا لشهادة أحد موظفي الجمارك الأميركيين السابقين، وعبر هذا النفق قام أعضاء العصابة بنقل طوب يحوي كوكايين في عربة صغيرة من الجانب المكسيكي إلى الولايات المتحدة، وجرى تغطية مدخل النفق من المكسيك بطاولة بلياردو، بينما كان مدخله من الجانب الأميركي يقع على بعد صفين من المباني من مكتب الجمارك بالولايات المتحدة.
اكتشف الأميركيون النفق في عام 1990، والجدير بالذكر أن إل تشابو قاد عصابة سينالوا ليشرف على عمليات لتهريب الكوكايين والهيروين والميثامفيتامين ربما تكون الأكبر من نوعها في العالم، كما كان عنصرا رئيسا في حرب المكسيك المستمرة منذ نحو عشر سنوات على المخدرات، وأودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص.