الأمية والتعليم والتسرب، كلمات تحمل العديد من المعاني والأحاسيس التي لا يعرف معناها ولا يقدر إلا من ذاق ذلك، كما يقولون من "ذاق عرف" والأطفال في بداية طفولتهم يحلمون بالتسرب من التعليم لقضاء كل وقتهم في اللعب واللهو، وبعد ذلك يتحول متسرب التعليم إلى معقد نفسيا، وشعوره بالغيرة من زملائه الذين كانوا معه في بدايه دراستهم، ثم بعد ذلك تزداد مشكلته النفسية أكبر فأكبر حتى يصل إلى شعور بالنقص.
يقول صفوت جمال محمد 19 عاما من قرية الحريزات الشرقية، مركز المنشأة جنوب سوهاج: "أنا نفسي أكمل تعليمي، وأنا تركت التعليم وأنا في الصف الأول الابتدائي، للظروف المادية، وعدم تشجيع أسرتي على التعليم، وأنا عندما أرى زملائي مما كنت معهم في الصف الأول الابتدائي أصبحوا فى جامعات ومعاهد، أقتل فى داخلي وأشعر بالحزن والألم الشديد، ويجعلني أشعر بالغضب من أسرتي لعدم دعمهم ووقوفهم بجانبي فى وقت لم يكن لي أي رأي أو إدراك ماذا أريد، "أنا زعلان من أبويا وأمي علشان خلوني قعدت من المدرسة"
ويضيف جمال، أنني رغم تقدم عمرى، إلا أن حلمي ما زال يراودني في السير للبدء في التعليم من جديد، حتى أحصل على ما أتمنى، وأكون مثل باقي زملائي القدامى، وأطالب من المسئولين حل مشكلتي، التي هي مصدر سعادتي إذا تمت، ومصدر حزنى الدائم إذ لم تحل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
