داعش يتغلب على «الجيش السوري الجديد».. وأمريكا غاضبة

قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن جهود الجيش الأمريكي لمواجهة داعش في سوريا تواجه انتكاسة جديدة، بعدما تغلب مسلحو التنظيم الإرهابي على المجموعة الوحيدة الباقية من برنامج وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الفاشل لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة العام الماضي.

ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - عن "الجيش السوري الجديد" الذي تدعمه الولايات المتحدة، قوله إنه أُجبر على سحب قواته إلى قواعده في التنف قرب الحدود الأردنية، بعد إطلاقه هجوما سئ التخطيط، يهدف إلى استعادة مدينة البوكمال السورية الواقعة على الحدود العراقية.

وزعم تنظيم داعش الإرهابي، عبر وكالة أنباء (أعماق) التابعة له، أنه قتل 40 من عناصر "الجيش السوري الجديد"، وأسر 15 آخرين، بيد أن صحيفة (واشنطن بوست) قالت إنه لم يتسن التأكد بشكل مستقل من هذه الأرقام، ويبدو أنها مبالغ فيها.

ونشر التنظيم عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر جثثا قُتِلت بوحشية، وذبح أحد المقاتلين، ومجموعة قليلة من الأسرى، وأسلحة أمريكية موردة.

من جهة أخرى، أصدر "الجيش السوري الجديد" بيانا يفيد بأنه لم يفقد سوى "بضعة من رجاله" قبل أن يتمكنوا من "الانسحاب بنجاح" إلى التنف على بعد 150 ميلا في أراض صحراوية نائية بالقرب من الحدود الأردنية والعراقية.

وقال متحدث باسم الجيش السوري الجديد المنتمي إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية، إن المقاتلين تراجعوا ومعهم معظم أسلحتهم ومركباتهم سليمة، معتبرا أن العملية العسكرية ناجحة، مضيفا أن "العملية بأكملها كانت اختبارا لقوة الجيش السوري الجديد، وأثبتت قواتنا أنها تستطيع محاربة داعش".

بيد أن سوريين آخرين ينتمون للجيش قالوا إن الهجوم لم يسر حسب الخطة، وفشلت الخلايا النائمة في المدينة في الانضمام إلى الهجوم، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن محافظة دير الزور السورية الشرقية - حيث تقع مدينة البوكمال - هي الآن الأراضي الرئيسية الوحيدة التي يسيطر عليها داعش ولا يواجه فيها أي تحد، لافتة إلى أن الهجوم الأخير كان من الممكن أن يغير هذا الوضع، وفي الوقت نفسه يقطع أيضا أحد آخر طرق الإمدادات المتبقية لداعش بين سوريا والعراق.

واختتمت (واشنطن بوست) تقريرها بالقول: إن هزيمة الجيش السوري الجديد في هذه المعركة أثارت أيضا المزيد من الأسئلة حول استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا، في الوقت الذي تنهار فيه دفاعات التنظيم الإرهابي على جبهات متعددة في أماكن أخرى من المناطق التى تسيطر عليها داعش.