تشهد بعض قرى محافظة المنوفية تفشى ظاهرة زواج القاصرات أيضا، ورصدت "أهل مصر" الضحية الأولى «م. ر. س»، 17 عاما، من قرية «بوهة» التابعة لمركز أشمون، لم تكمل تعليمها الفنى فاصدمت بالواقع حيث إن والدها يعمل سائقا ووالدتها ربة منزل، تقول «ش. ص»، والدة الضحية: أحضر أحد أقاربنا شابا فى الـ 17 من عمره ووالده يعمل فى مجال المقاولات، وأكدوا لنا أنه ذو خلق طيب وسيرة حسنة فضغطنا على ابنتنا وقمنا بتزويجها، وليتنا ما قمنا بذلك، بعد زواج ابنتى بعدة أشهر اكتشفت أن ابنتى حُبلى فكان يجب أن يتم توثيق العقد، حاولنا توثيق العقد ومع الضغط على المأذون وافق على ذلك، ولما علم والد الزوج رفض ذلك حتى بعد معرفتة أن ابنتى حامل فأصر على طلاقهما.
فى البداية رفض الزوج، ولكن بعد الضغط قاما بالذهاب للمأذون وأخذا الورقة التى تضمن حق ابنتى والتى تضمن حقها بـ 105 آلاف جنيه وطلقها بالفعل، وبعد إنجاب ابنتى حاول إنكار نسبه بالطفل، ولكن قام عليه الآهالى ففعل دون رغبة منه ومازالت ابنتى مطلقة، وهى مازالت 19 عاما ولم نصل إلى حق ابنها حتى الآن.
هذا وقد رصدنا الضحية الثانية والتي رفضت كتابة اسمها بوثيقة الزواج، «ح. س. أ»، 37 سنة، مقيم بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، حيث تم خطبتهما لمدة 4 أشهر ومن ثم الزواج، وذلك لأن والدة العريس تصر على زواج ابنها لتقدم عمرة، حيث تم كتابة قائمة بقيمة 150 ألف جنيه.
وتقول «ث. م»، والدة العروس، تتزوجت ابنتى ولم يمر سوى أيام حتى حملت ابنتى ولكنها كانت تعيش المرارة حيث كان يتم ضربها كثيرا ومن كثرة الضرب نزفت بشكلٍ حاد وقامت بالمجىء إلينا فتوجهنا مسرعين إلى المستشفى، وعندما علم الطبيب عمرها أصر إبلاغ الشرطة، ولكننا أكدنا أن ابنتنا ليست مخطئة بل متزوجة عرفيا لعدم بلوغها السن القانونى، وأصر الطبيب على عمل محضر إجهاض لأن حالتها خطيرة، وروت ابنتى كيف تم إجهاضها بالكرة، وأكد الطبيب أنه إهمال لأنه قد حدث إجهاض لتبنتى مما جعلها تتمزق وتصل لحالة عدم الإنجاب مرة أخرى.
وأضافت، «الوثيقة التى لدينا ليس بها اسم ابنتى للمرة، لذلك ذهبنا للزوج لأخذ حقوق تبنتى وإشهار زواجها، ولكن أنكر العريس الزواج، ولكن المحامية أثبتت الزواج بصور الفرح والمعازيم وبعد إثبات الزواج تم تطليق ابنتى ولم تتزوج حتى الآن وذلك لأنها لا تنجب».
وفي ذات السياق، قال الشيخ أحمد عبد المؤمن، وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية، إن "زواج القاصرات" فية ضياع لحقوق الزوجة والأولاد وتحمل فتاه صغيرة مسؤلية أسرة يترتب علية مشاكل عدة منها عدم مقدرة إثبات حقوق الزوجة الشرعية في نسب الأولاد أو الميراث، أو أحقيتها في المعاش.
وأضاف "عبد المؤمن"، للحد من هذة الظاهرة أجبرنا بعدم إشهار أي من هذا الزواج في الجوامع إلا في وجود قسيمة زواج رسمية.
كما أكد الدكتور عبد الحسيب مرزوق، طبيب نساء وتوليد، أن الفتاة تصاب بعدة إصابات نتيجة الزواج المبكر لها وأهمها الآثار الجسدية وهي تمزق المهبل والأعضاء المجاورة، وقد يحدث لبعض الفتيات هشاشة في العظام نتيجة نقص الكالسيوم لإمتصاص الجنين له، موضحًا أنه يحدث العديد من التشوهات الخاصة بالعظام وحاصة في العمود الفقري والحوض ولعدم نضج عظام الأم ليس هذا وحسب، بل يمكن أن يحدث تصاب الفتاة بفقر الدم والإجهاض؛ لزيادة معدلات الإجهاض والولادة "المبكرة"، وذلك لعدم الإعتياد على عملية حدوث الحمل مما قد يؤدي إلي حدوث نزيف مهبلي والولادة المبسترة.
كما أوضح أنه يسبب أيضا إرتفاع في ضغط الدم للقاصرة يجعل نسبة كبيرة جداً تصاب بالفشل الكلوي، وإحتمال ظهور النزيف كبير للغاية وذلك بسبب مضاعفات الحمل.