حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من تصاعد الهجمات الإرهابية التى تشنها حركة الشباب المتشددة، التى تتخذ من الصومال مقرا لها ، خلال الفترة القادمة فى بعض الدول الإفريقية، وشنت حركة الشباب هجوما إرهابيا، مساء الثلاثاء، استهدف فندقا بالعاصمة الكينية نيروبى ، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابى إلى 24 قتيلا حتى الآن.
وأعلنت حركة الشباب المتشددة، التى تتخذ من الصومال مقرا لها، مسؤوليتها عن الهجوم ضد الفندق.
وأكد مرصد الإفتاء فى بيانه الذى أصدره اليوم الأربعاء : إن عمليات القتل والتدمير التى تقوم بها الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى مختلف الدول تعكس تعطش هذه الجماعات لإراقة دماء الأبرياء الآمنين فى كل مكان.
وشدد مرصد الإفتاء على رفض الشريعة الإسلامية لأى لون من ألوان الاعتداء على الإنسان باعتباره بنيان الله تعالى فى أرضه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (الإنسان بنيان الله فى أرضه .. ملعون من هدمه) ، لافتًا إلى أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تسعى دائمًا لنشر الخراب والدمار فى كل مكان وزعزعة أمن واستقرار البلدان.
وأوضح المرصد إن تنظيم "داعش" يحرز تقدمًا في الصومال ، حيث باتت أعداد مقاتلي داعش في المناطق الصومالية كبيرة، وقام عناصره بتنفيذ سلسلة من عمليات القتل التي استهدفت رجال الأعمال في مقديشيو العاصمة وما حولها.
وأشار مرصد الفتاوى التكفيرية إلى أن تنظيم داعش في الصومال يحاكي تكتيك حركة الشباب لترهيب الشركات والتجار الأثرياء للحصول منهم على "إتاوات" لتمويل أنشطته الإرهابية في المنطقة.
وأوضح مرصد الإفتاء أن المنافسة باتت على أشدها بين التنظيمين الإرهابيين، ففي حين خسر داعش معظم مناطق سيطرته، وضعفت موارده المالية والبشرية، وقُتل كثير من قياداته، فضلًا عن وحشية أساليبه ونفور المجتمعات المحلية منه ، أصبح تنظيم القاعدة أكثر ترتيبًا ومرونة، مروجًا لنفسه بأنه التنظيم الوحيد المعتدل وغير المتوحش، فاستعاد كثيرًا من قوته التنظيمية وتوسعت حواضنه الاجتماعية وترسخت قواعده الأيديولوجية.
وتابع المرصد أن تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة القصوى من هذه الاوضاع ، من خلال تثبيت أقدامه في شمال أفريقيا والقرن الأفريقي، وأقدم تنظيم القاعدة على دمج كل من: "جماعة أنصار الدين" و "جبهة تحرير ماسينا" و "إمارة منطقة الصحراء الكبرى" و "تنظيم المرابطين" في تنظيم جديد تحت اسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" على يد "إياد حاج غالي" الذي قدم البيعة للظواهري.
كما تسعى حركة (الشباب) للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية وإقامة حكمها الخاص، وبعد طردها من مواقعها فى مقديشيو فى عملية مشتركة بين القوات الصومالية والإفريقية، عام 2011، فقدت "حركة الشباب" سيطرتها على معظم مدن وبلدات البلاد، إلا أنها لا تزال تحتفظ بتواجد عسكرى قوى فى الريف الصومالى، خاصة فى جنوب، ووسط البلاد، وتتركز معظم هجمات الحركة فى مناطق بولايتى هيرشبيلى وجوبالاند فى جنوب الصومال، كما تنفذ هجمات فى كينيا، معظمها فى منطقة تقع على الحدود مع الصومال للضغط على الحكومة الكينية، لسحب قوات حفظ السلام التابعة لها من الصومال.