يسأل كثير من المسلمين عن سجدة الشكر و كيفية سجدة الشكر، ونقول لهم إن سجدة الشكر مثل سجود الصلاة سجدة واحدة، يقول فيها ما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى يحمد الله ويثني عليه على النعمة التي حصلت، يدعوه جل وعلا ويشكره، هذا سجود الشكر كون الإنسان بشر بأن الله جل وعلا رزقه ولدًا أو بشر بأن أمه شفيت من مرضها أو أباه، أو بشر بأن المسلمين فتح الله عليهم ونصروا على عدوهم فإنه يشرع له السجود شكرًا لله، ولو كان على غير طهارة ويقول في السجود مثلما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى ويقول: اللهم اغفر لي اللهم ارزقني الشكر على نعمتك، الحمد لله على هذه النعمة.
سجدة الشكر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
وعن كيفة سجدة الشكر، فإن سجدة الشكر لله تعالى تكون مستحبه، على حدوث النعمة كشفاء مريض، أو قدوم غائب، أو رزقت بمولود، أو اندفاع النقمة، لما رواه أحمد والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود ثم رفع رأسه، فقال: “إن جبريل أتاني فبشرني فسجدت لله شكراً” . ولما رواه البيهقي -وأصله في البخاري- عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليًا إلى اليمن فذكر الحديث قال: فكتب علي بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خرَّ ساجداً شكرًا لله تعالى على ذلك. وقال الترمذي إسناده صحيح. وروى عبد الرزاق في مصنفه أن عمر أتاه فتح من قبل اليمامة فسجد، وسجد أبو بكر حينما جاءه خبر قتل مسيلمة الكذاب، وسجد علي رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية بين قتلى الخوارج.
كيفية سجدة الشكر واحكامها
وعن احكام سجدة الشكر وكيفية سجدة الشكر ذهب مالك في المشهور عنه إلى أنه يكره ذلك لأن الإنسان لا يخلو من نعمة. ولكن قال بمشروعيتها ابن حبيب واللخمي من المالكية، وعزاها ابن القصار إلى مالك. وأحكام سجود الشكر كأحكام سجود التلاوة من حيث إنَّه تشترط له الطهارة، واستقبال القبلة، وستر العورة، وغير ذلك مما يشترط في صلاة النافلة، وذلك لمن اعتبرها صلاة، ومن لم يرها مثل الصلاة، كشيخ الإسلام ابن تيمية لم يشترط لها تلك الشروط. ولعل هذا الأخير هو الصواب، لأن الله تعالى سماه سجوداً ولم يسمه صلاة، ولأنه لا تشترط الطهارة لقارئ القرآن عن ظهر قلب، وفي منعه من السجود في مواضعه تفويت لأجر عظيم بلا دليل، وسجود الشكر من باب أولى، لأنه ثناء على الله مع تذلل بين يديه، ومن تأمل الأدلة السابقة ومناسباتها تبين أن السجود أعم من الصلاة في حقيقتها الشرعية.