تحاول أيادي قطر الخفية لعب دوراً معادياً لتفكيك مجلس التعاون الخليجي، ويبدو أن هناك طرقًا متعددة يمكن من خلالها لكل من الكويت وعُمان تشكيل تحالفات استراتيجية داخل وخارج دول مجلس التعاون الخليجي، ولقد تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي بقصد ضمان سيادة دوله الأعضاء، لكن إجماع العام الماضي الذي تم التوصل إليه مؤخراً في ديسمبر، لمواجهة الحصار المتواصل ضد قطر، يدعو إلى إعادة تقييم أولويات الولايات المتحدة في المنطقة.
ابتداء من عام 2019، ستبدأ الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد ، بتنسيق وتبادل الخبرات العسكرية مع تركيا، ولا يمثل هذا التحرك فقط الدفع الأخير الذي قام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مجال نفوذ السعوديين ، بل إنه يظهر أيضا قلقا نيابة عن الأصوات المعتدلة في الخليج.
لقد تم إنشاء دول مجلس التعاون الخليجي لتوفير الأمن للدول الجزئية غير القادرة على توفير أمن خاص بها، وسيكون من الصعب على الدول الخليجية الأصغر أن تتخلى عن الحاجة إلى الحصول على متبرع شقيق كبير،وستسعى الدول الضعيفة ولكن الغنية إلى تحقيق فوز في الإسلام السياسي الذي يتمتع في الواقع بمستقبل سياسي.
والكويت ليست وحدها في سعيها وراء جدول أعمال يتعارض مع المثلث السعودي البحريني الإماراتي، لكن قطر تحاول ايضاً عمان ، المركز الهادئ لدول مجلس التعاون الخليجي ، الذي لم يستقبل السلطان قابوس بن سعيد فقط معرضاً حديثاً "صنع في قطر" ، لكنه ذكر أيضاً زيادة بنسبة 100٪ في التجارة مع الدولة المحاصرة، ونظراً لافتقارها لواجبات الكويت كوسيطة للمشاحنات الإقليمية ، فمن السهل أن تفوت إيماءات سلطنة عمان نحو الحكم الذاتي، مثل اتفاق الدفاع المشترك الأخير الموقع مع المملكة المتحدة أو حفل الاستقبال.
طالب وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، البلدان العربية فى مجلس التعاون الخليجى بفتح حوار "إيجابى" مع إيران وبناء علاقات طيبة مع تركيا، فى إشارة واضحة عدها مراقبون خيانة قطرية للقضايا العربية ورغبة الإمارة للعمل وفقا لأجندة النظام الإيرانى والتركى الداعمين للإرهاب فى المنطقة.
وفى مقابلة مع شبكة "بلومبيرج" الأمريكية، طالب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى العرب بفتح حوار "إيجابى" مع إيران، بذريعة أنها جزء من جغرافية الخليج، من أجل حل "القضية المحورية للأمن الإقليمى".
وفى تأكيد واضح على التعنت القطرى فى إطالة أمد الأزمة مع العرب، قال آل ثانى إنه لا يوجد حل فى الأفق للأزمة الخليجية.