خبر سار ألقى على مسامع ذوي ما يقرب من 40% من أطفال مصر، عندما أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة مبادرة جديدة، تستهدف الكشف على مرض «التقزم» بين الأطفال، من عمر 6 إلى 12 عامًا في المرحلة الابتدائية، مبادرة تأخرت كثيرًا لكنها مثلت شمعة أوقدتها الحكومة في الظلام الحالك.
تبدو الأرقام والإحصائيات مرعبة، وتسلط الضوء على أزمة لا يشعر بها إلا من يعانيها، فيكفي القول، إن طفل من كل 3 يعاني من مرض التقزم، والذي يعني أن طول البالغ في المتوسط حوالي 122 سم، وبات الجميع ينتظر مبادرة تخلصهم من المعاناة، ومن هنا قررت «أهل مصر»، تسليط الضوء على الأزمة التي تصل إلى حد الكارثة، وتهدد صحة الأطفال.
العديد من الإحصائيات الدولية والمحلية، سلطت الضوء على مشكلة التقزم في مصر، وكشف تقرير أممي بعنوان «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2018»، عن ارتفاع عدد الجياع في العالم، إلى 821 مليون شخص في عام 2017، واحد من بين كل 9 أشخاص، مع وجود أكثر من 150 مليون طفل يعانوا من التقزم، بما يعرض هدف القضاء على الجوع للخطر.
كما أصدر المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، تقريرًا لعام 2018، يؤكد فيه أن 20% من أطفال مصر يعانون التقزم الناتج عن سوء التغذية، وأن 27% من الأطفال تحت خمس سنوات مصابون بالأنيميا، وأن 11% من وفيات الأطفال ترجع لسوء التغذية، كما أن وزارة الصحة اعترفت بالأزمة كاشفة أن النسبة تبلغ 40%، وأن 17% منهم يعانون التقزم الشديد.
كما أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، في تقرير أصدرته عام 2014، بأن واحد من بين كل ٣ أطفال في مصر يعاني من التقزم، معربة عن مخاوفها من ارتفاع معدلات المرض، والذى يتلخص في عدم الوصول إلى الطول المناسب خلال المرحلة العمرية للطفل، وربطت خلاله بين سوء التغذية وزيادة معدلات المرض.
ووفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن عام 2014، فإن نسبة تقزم الأطفال في مصر أقل من 5 سنوات يصل إلى 21%.
كما صدر تقرير، يؤكد أن مصر في المرتبة الـ59 عالمياً، والثالثة عربياً، في مؤشر الجوع العالمي خلال العام قبل الماضي، والذى يرصد أحوال الغذاء في 118 دولة، ويصدر مؤشر الجوع عن المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء، والذى يقيس مدى التقدم أو التأخر في كل عام في مكافحة الجوع، ويهدف لتحفيز الدول على تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة من التنمية المستدامة بالقضاء على الجوع في 2030.