قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الوزارة تتبنى في خطتها التعاون الإفريقي في ضوء اهتمام القيادة السياسية بدور مصر المحوري للقارة الإفريقية مشيراً إلى أن الوزارة ترى أن تسلم مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي خلال الفترة المقبلة فرصة لبدء استراتيجية التعاون المستدام والمستمر مع مختلف الدول الإفريقية الشقيقة.
وتسلمت مصر اليوم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي من الرئيس الرواندى بول كاجامى، لمدة عام خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الثانية والثلاثين العادية للاتحاد الإفريقي التي تعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الأحد.
وكشف الوزير في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن مصر تحرص على التعاون مع الدول الإفريقية من خلال دعم العديد من المبادرات لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عملية التنمية، والمشاركة بفاعلية في الجهود المبذولة في المجالات المتعلقة بالأمن السيبراني، وتطوير قطاع البريد، والتشريعات الخاصة بتنظيم سوق الاتصالات، والتعلم الإلكتروني، وإدارة المخلفات الإلكترونية.
وأضاف الوزير أنه تم اختيار مصر لإقامة أول معمل للأمم المتحدة في إفريقيا لرعاية الإبداع التكنولوجي ولقد تم الانتهاء من تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة لبناء حلول تكنولوجية وابتكارية للتحديات التي تواجهها دول القارة الأفريقية.
ولفت الوزير إلى أن مصر تنفذ المبادرة الرئاسية "إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية" التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية في نوفمبر 2018 لتنمية قدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصري وإفريقي على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات وتحفيز تأسيس 100شركة ناشئة مصرية وإفريقية في هذا المجال.
وأكد على التعاون من خلال المركز الإقليمي للتدريب البريد، وهو أحد المراكز التدريبية المعتمدة من قبل الاتحاد البريدي العالمي والاتحاد البريدي الإفريقي لأفريقيا بهدف إعداد الكوادر البشرية من موظفي البريد، وتطبيق التحول الرقمي للشبكات البريدية، وتحسين الكفاءة التشغيلية وتطوير التجارة الإلكترونية، وتحقيق الشمول المالي عبر الشبكة البريدية.
كما أوضح الوزير التعاون من خلال المركز اللوجيستي للبريد الذي تأسس في مطار القاهرة الدولي على أحدث التقنيات المتاحة للبلدان الإفريقية لتقديم خدمات التجارة الإلكترونية لعملائها دون فرض أي أعباء مالية عليهم، ويقوم البريد المصري ببناء واستضافة وصيانة المواقع لأي دولة مشاركة على منصتها، وفي هذا الصدد وقعت مصر على اتفاقيات مع نيجيريا وكوت ديفوار وليبيا والسودان وغينيا الاستوائية وغينيا كوناكري.
وألمح الوزير إلى سعي مصر للتعاون مع دول القارة الأفريقية لسد الفجوة الرقمية وإتاحة النفاذ الى المعلومات من خلال إتاحة البنى التحتية الرقمية، والربط بكابلات بحرية. مضيفاً أن مصر تستهدف توفير وإتاحة خدمات توصيل وصناعة البيانات عبر الكابلات البحرية التي تمر في مصر للدول الأفريقية لتستفيد منها في ضوء تمتع مصر بموقع جغرافي متميز وامتلاكها لنحو 17 كابلاً بحرياً علاوة على خبراتها الواسعة في مجال صناعة مراكز البيانات.
وأشار الوزير إلى أن مصر أطلقت مبادرة التعاون الإفريقي التي تستهدف تقديم شراكة استراتيجية مع الدول الأفريقية الشقيقة لتعزيز التحول الرقمي الذي يتيح للمواطنين الاستفادة بالخدمات الإلكترونية المختلفة في أي وقت وفي أي مكان بما يساهم في تيسير حياة المواطنين ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتأتي هذه المبادرة في إطار الاهتمام الذي توليه مصر لبعدها القاري وخاصة في ظل تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي في 2019.
وذكر الوزير أن المبادرة تعرض التجربة المصريّة للتحول الرقمي والتي تم من خلالها ميكنة العديد من الخدمات الحكومية وكذلك تقديم المحتوى الإخباري والمعلوماتي والإرشادي لذوي الإعاقة وخدمات التعداد الإلكتروني وميكنة خدمات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وتطوير وحدات الرصد البيئي وميكنة منظومة الحيازة الزراعية وإصدار الكارت الذكي للفلاح واستخراج تراخيص المباني وتراخيص التشغيل ونظام الشباك الواحد.
وكشف أن هذا التحول الرقمي ساهم ليس فقط في تقديم الخدمة للمواطنين ولكن ساعد في التعرف على احتياجات المواطنين بشكل أفضل بما يتيح لها تقديم الخدمات المناسبة لهم وكذلك التواصل مع المواطنين لمعرفة رأيهم في الخدمات المقدمة، مشدداً على أهمية تبادل الخبرات المتراكمة في هذا المجال مع الأشقاء الأفارقة بما يعود بالنفع على الجميع في شراكة أفريقية حقيقية، خاصة أن مصر قامت بالعديد من المشروعات المتعلقة بعملية التحول الرقمي في مجموعة من قطاعات الدولة المختلفة.