حذرت وزارة الخارجية الروسية من تزايد عدد الدلائل على أن الانقلاب العسكري في فنزويلا أصبح "أولوية الغرب".
تأتي تصريحات الوزارة بعد تقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة كانت على اتصال مباشر مع أعضاء جيش فنزويلا، وحثهم على التعهد بالولاء لزعيم المعارضة خوان جوايدو.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة "ماريا زاخاروفا" اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة اختارت سيناريو تصادميا للغاية في فنزويلا وتشجع علنا القوات المسلحة الفنزويلية على التمرد.
وقالت زاخاروفا: "بشكل عام، يقول الجميع إن البيت الأبيض اختار سيناريو المواجهة الحادة باستخدام القوة في فنزويلا، وأعتقد أن واشنطن حتى لا تحاول إخفاء ذلك، ويتم استخدام جميع وسائل الإعلام والضغط النفسي، من التلاعب والتهديدات الإعلامية الاستفزازية إلى الابتزاز المباشر والتحريض على الكراهية، والهدف الرئيسي هو القوات المسلحة للجمهورية البوليفارية".
وأضافت زاخاروفا: الجنود الفنزويليون يُحرضون علناً على التمرد، حيث إن كبار المسؤولين في واشنطن يدعون القوات المسلحة لدولة ذات سيادة للوقوف إلى جانب القيادة السياسية الجديدة، فبأي حق يتعين على الولايات المتحدة التحدث عن الديمقراطية والإطار القانوني سواء كدولة منفصلة أوعلى المسرح العالمي بعد ذلك؟.
لافروف يحذر بومبيو ضد أي تدخل عسكري في فنزويلا:
وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، واشنطن من أي تدخل عسكري في فنزويلا، وقالت زاخاروفا: أود أن أذكركم أنه قبل يوم أمس، وبمبادرة من الجانب الأمريكي، كانت هناك محادثة هاتفية بين وزير الخارجية سيرجي لافروف، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حذر خلالها الوزير الروسي من أي تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا.
وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة أن روسيا تتمسك بمعايير القانون الدولي والسيادة الدولية وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وأنها مستعدة لإجراء حوار على أساس تلك المبادئ، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.
استفزازات من كولومبيا تحت ستار قافلة إنسانية:
ووفقا لزاخاروفا، كان يجري الإعداد لاستفزاز من "كوكوتا" في كولومبيا تحت ستار قافلة إنسانية لفنزويلا، وأكدت أنها لا تستبعد وقوع إصابات، وقالت: دعونا لا ننخدع، أو نخدع الآخرين – لأنه يتم الآن الإعداد لعملية استفزازية، بما في ذلك إمكانية وقوع ضحايا، تحت ستار قافلة إنسانية، وهناك حاجة إليها كذريعة للقيام بعمل قوي من الخارج، فيجب أن يفهم الجميع هذا بوضوح، وعلينا أيضاً أن نرى أنه من الضروري بشكل عاجل الامتناع عن الخطوات والتصريحات التي يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوتر في فنزويلا، وعلى وجه الخصوص، أي مناشدات للقوات المسلحة الفنزويلية ستكون مشحونة بمشاركتها في مواجهة مدنية داخلية.
وأضافت "زاخاروفا" أن موسكو تعارض بشدة تسييس قضية المساعدات الإنسانية إلى الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية وتؤكد على ضرورة تسليم الإمدادات وفقا للمعايير الدولية عبر مكتب الأمم المتحدة في "كراكاس".
جاء هذا التعليق بعد أن وافق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره الكولومبي "إيفان دوكي" على تقديم "مساعدات إنسانية" لفنزويلا، تلك المساعدات التي يعارضها بشدة "نيكولاس مادورو".
اتصالات الولايات المتحدة مع الجيش الفنزويلي:
وفي الأسبوع الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن إدارة ترامب تتوقع من عسكريين أكثر أن يتعهدوا بالولاء لخوان جوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، حيث قال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته: "نعتقد أن هذه هي الحَصَيات الأولى قبل أن نبدأ في رؤية صخور أكبر تتدحرج إلى أسفل التل، فما زلنا نجري محادثات مع أعضاء من نظام مادورو السابق، ومع أعضاء عسكريين، على الرغم من أن تلك المحادثات محدودة للغاية".
جاء هذا التقرير بعد وقت قصير من قيام "جون بولتون" مستشار الأمن القومي الأمريكي بالتغريد على تويتر بأن واشنطن قد تفكر في رفع العقوبة عن كبار ضباط الجيش الفنزويلي إذا تخلوا عن الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.
يذكر أن فنزويلا دخلت في أزمة سياسية مستمرة منذ أن أعلن "جوايدو" أنه رئيس البلاد المؤقت، وبالتالي يتحدى "مادورو" المنتخب شرعياً، وتم الاعتراف بهذه الخطوة بسرعة من قبل الولايات المتحدة، التي كانت أيضًا تشجع المجتمع الدولي على أن يحذو حذوها.
واتهم "مادورو" واشنطن بمحاولة تنظيم انقلاب ضده فقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، كما ادعى أن مجموعة من المنشقين عن الجيش الفنزويلي كانوا يتآمرون في كولومبيا "لتقسيم القوات المسلحة الوطنية في قيادتي".
وفي محاولة لإجبار "مادورو" على ترك منصبه، فرضت إدارة ترامب عقوبات شاملة على شركة النفط العملاقة "PDVSA" التي تديرها الدولة، وحجبت أصول حكومته، بعد أن نقلت بعض الأصول المجمدة إلى "جوايدو" بدلاً من ذلك. كما قالت واشنطن إن التدخل العسكري في فنزويلا ينظر إليه على أنه "خيار".
وفي الوقت الذي انتقد فيه "مادورو" تلك القيود على أنها غير قانونية، ردت المحكمة العليا الفنزويلية بعرقلة الحسابات المصرفية والعمليات المالية ل"جوايدو" في نطاق السلطة القضائية للبلاد، وفرضت حظراً على سفره إلى أن يكتمل التحقيق في أنشطته.
واعترفت الولايات المتحدة، وكندا، وإسرائيل، وعدد قليل من الدول الأوروبية وعدد من دول أمريكا الجنوبية، ب"جوايدو" كالرئيس الفنزويلي المؤقت، في حين دعمت روسيا وكوبا والصين وإيران وتركيا والعديد من الدول الأخرى "مادورو" كرئيس منتخب شرعياً.
The U.S. will consider sanctions off-ramps for any Venezuelan senior military officer that stands for democracy and recognizes the constitutional government of President Juan Guaido. If not, the international financial circle will be closed off completely. Make the right choice!— John Bolton (@AmbJohnBolton) February 6, 2019