يلقي الرئيسي عبد الفتاح السيسي أمام مؤتمر موينخ للأمن وفي الجلسة الرئيسية للمؤتمر يوم السبت بمشاركة المستشارة الألمانية انجيلا ميريكل ، وهى المرة الأولى التي يصعد فيها رئيس عربي لمنصة المؤتمر ليلقي كلمة من خارج مجموعة الدول الأوربية
مشاركة السيسي في مؤتمر موينخ للأمن هى المرة الأولى منذ تأسيس مؤتمر موينخ للأمن في سنة 1963 التي يعتلي فيها رئيس غير أوربي لمنصة المؤتمر، وهو ما يعكس الأهمية التي تمثلها مصر بالنسبة للعالم والمكانة التي يحظى بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن زعماء العالم الذين نجحوا في التصدي للإرهاب، وحيث تتناول جلسات المؤتمر ملفات مكافحة الإرهاب والتصدي للهجرة غير الشرعية.
مؤتمر موينخ للأمن ومحطات في مساره
يعتبر مؤتمر ميونخ للأمن أحد أكبر وأهم المؤتمرات التي تناقش السياسة الأمنية على مستوى العالم، يلتقي خلاله المئات من صناع القرار من مختلف دول العالم وفي مختلف المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية للتباحث حول أوضاع العالم والتحديات التي تواجهه على مختلف الصعد. وينعقد المؤتمر بشكل سنوي ويستمر ثلاثة أيام، وقد تحوّل من التركيز على قضايا الدفاع فقط إلى منتدى للسياسيين والدبلوماسيين والباحثين. التأسيس تأسس مؤتمر ميونيخ للأمن عام 1963 من طرف الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ويرأسه حاليا فولفغانغ إيشينغر، وهو دبلوماسي ألماني سابق، وعمل سفيرا لألمانيا في عدد من العواصم العالمية الكبرى ومن بينها واشنطن، قبل توليه رئاسة مؤتمر ميونيخ عام 2010. التسمية على مدى عقود من الزمن، مرّ المؤتمر بمحطات ومراحل متعددة، وقد حمل أسماء متعددة من بينها "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع"، ثم "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، قبل أن يصبح اسمه مؤتمر ميونيخ للأمن.
مؤتمر موينخ للأمن بعد الحرب الباردة
ينعقد مؤتمر موينخ للأمن سنويا بمدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، وهي أكبر مدنها مساحة وسكانا وأهم مراكزها الصناعية والسياحية، و كان الحضور محدودا والمشاركون أقل، وكانت النقاشات تتركز حول السياسات الغربية ضمن الإطار الشامل لمواجهات الحرب الباردة. وبعد انتهاء الحرب الباردة، سعى مؤسسو المؤتمر إلى توسيعه ليتجاوز الإطار الغربي الضيق، فأصبح أكثر انفتاحا على مشاركين من دول أوروبا الوسطى والشرقية وكذلك على آخرين من دول ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي. وكانت فلسفتهم حينئذ أن على المؤتمر، شأنه في ذلك شأن حلف شمال الأطلسي، أن يتخطى الإطار الضيق الذي رسمته الحرب الباردة، وأن يتوسع نحو أطراف أخرى إذا ما أريد له أن يأخذ مكانة ودورا أكبر على مستوى العالم. واليوم ومع زيادة وتنوع اللاعبين المهيمنين على مستوى العالم واتساع دائرة التحديات، زاد عدد المشاركين خصوصا من القيادات السياسية والأمنية من القوى الصاعدة في الصين والبرازيل والهند، كما جلبت الثورات العربية والنقاشات المتزايدة حول دور ومكانة إيران في الإقليم وطموحاتها النووية.