واقع مرير ينسج ملامحه على جسد المسنين الذين لم يجدوا ملجأ لهم للعيش فى حياة آدمية سوى الارتحال ما بين ميادين وأرصفة الشوارع العامة ينتظرون نهاية مأساوية كتلك التي أنهت حياة أشهر مسنين توفيًا نتيجة موجة البرد القارس، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأت الحكومة تنفيذ مبادرة تحت عنوان «إحنا معاك» لإنقاذ المشردين من الشارع وتقديم أفضل رعاية لهم ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها مطلع العام الجاري.
على بعد عدة كيلو مترات بشمال المنيا تقطن الحاجة «زكية» صاحبة الـ ٨٣ عامًا، برفقة نجلتها المريضة داخل مخزن للمخلفات تتخلله الرياح والأتربة من كل جانب وباب خشبى قديم يغلق عليهما فى كل مساء وبعض الأغطية القديمة الممزقة بعضها يواري جسدهما النحيل من برد الشتاء القارس.
"زكية عبد الرحمن" تعيش لأكثر من نصف قرن برفقة والديها داخل مخزن للمخلفات، وعقب وفاة والديها وزوجها واصلت العيش داخل المخزن وأنجبت ابنتين رسخت حياتها لتربيتهما وتوفى زوجها بعد زواج دام 30 عاما، عانت خلالهم من توفير العلاج لنجلتها الكبرى وزوجت نجلتها الثانية، وواصلت مشوارها في الحياة والعيش داخل المخزن دون توفير أى حياة آدمية لهما.
تقول الحاجة زكية: «أعيش داخل هذا المخزن وأنام ليلا أتلحف بما لدي من أغطية وعند هطول الأمطار في الشتاء أستلقى داخل عشة مشيّدة من الطوب اللبن أجاور فيها بعض الطيور وبرفقتى ابنتي الكبرى».
وأضافت: «لم نجد مكان آخر نعيش فيه معا أنا ونجلتى المريضة التى أرعاها منذ 40 عاما ورغم قسوة البرد القارس إلا أننى مازلت أعيش لكوني لا أملك مالا يمكنني من شراء منزلا أو قطعة أرض تأويني وابنتي من برد الشتاء، أنا عايشة وخلاص والحمد لله، أنا مليش مكان تانى فقط أنتظر لمن يأتي لمساعدتي».
وطالبت السيدة المسنة الرئيس عبد الفتاح السيسى واللواء قاسم حسين محافظ المنيا بتوفير مكان آمن يأويها ونجلتها المريضة.