«شعلة نشاط».. هذا هو شعار جامعة عين شمس، التي اعتادت دائمًا أن تنال إبهار الوسط التعليمي والمجتمعي، نظرًا لحرصها الدائم على مواكبة التطورات وإيمانًا منها بتحقيق حلمها بأن تصبح أفضل جامعة حكومية في مصر، والفترة الأخيرة شهدت تطورات كثيرة وافتتاحات جديدة تشهدها الجامعة لأول مرة.
«أهل مصر» حاورت الدكتور عبد الفتاح سعود، نائب رئيس جامعة عين شمس، والذي كشف لنا عن آخر التطورات والتجديدات في الجامعة والخطة التنفيذية لها خلال الفترة المقبلة. وإلى نص الحوار..
ما التجديدات التي تشهدها مستشفيات جامعة عين شمس حاليًا؟
لدينا منظومة تطوير في مستشفيات جامعة عين شمس، فنحن لدينا 13 مستشفى، والتطوير حاليًا يشمل مستشفى عين شمس التخصصي، ومستشفى الدمرداش، ومستشفى الجراحة والباطني والنساء والولادة.
أيضًا جامعة عين شمس تنفرد بمستشفى المسنين، والتي لا يوجد في أي جامعة مصرية سوى جامعة عين شمس، لدينا أيضًا مستشفى جديد للأطفال ومستشفى العبور.
التجديدات حاليًا بمستشفى عين شمس التخصصي في بالغ الأهمية، فهذا المستشفى بناه الفرنسيون عام 1986، وكانت في ذلك الوقت تمثل طفرة في العلاج الطبي في مصر، وعلى مدار تلك السنوات احتفظ المستشفى بمستواها الطبي، ولكن كان هناك مباني عديدة تحتاج إلى إعادة تجديد وهيكلة، فحاليًا يتم تجديد كامل لنصف قدرة العمليات بكبسولات وذلك لأنها أحدث حاجة في العالم، وسيتم افتتاحها قريبًا.
هذا بالإضافة إلى تطوير مبنى كامل من مباني المستشفى، تم تجديده بالكامل، وأصبح في صورة أفضل مما سلمه الفرنسيين لمصر، بالإضافة إلى تجديدات في أقسام الآشعة وقسطرة القلب.
على أي مصدر مالي اعتمدت الجامعة في تجديداتها؟
التجديدات والتطورات لم تعتمد فقط على ميزانية الجامعة أو الدولة، وإنما كان للمتبرعين دورًا كبيرًا في تلك التطورات، فالتبرع هو شيء مهمة جدًا في نشاط أي منظومة في العالم، وبالتالي الموضوع كان عبارة عن ملحمة كبيرة من تكاتف الدولة والجامعة ومنظمات المجتمع المدني حتى ترتقي وتحتفظ المستشفيات بخدمتها الطبية المتميزة.
ما مدى اهتمام جامعة عين شمس بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة؟
وجود الطالب ذوي القدرات الخاصة في وسط الطلاب أمر مهم، ولكن هناك بعض المهارات اليدوية التي يجب أن يكتسبها، وتحتاج معاملة خاصة، فرعاية ذوي القدرات الخاصة من أهم السمات التي تتميز بها جامعة عين شمس، لأنه أولًا مهم جدًا من الناحية الإنسانية، وأيضًا من ناحية تصنيف الجامعات والكليات في العالم، لأنه يركز على الخدمات التي تقدمها الجامعات لذوي الاحتياجات الخاصة.
الطلبة ذوي القدرات الخاصة موجودون في جميع كليات عين شمس، ولكن عددهم أكبر في الكليات النظرية، ولذلك افتتحنا أول قاعة لذوي القدرات الخاصة بكلية الآداب، وهي قاعة كمبيوتر، مجهزة بشكل يمكن الطالب من الدخول إليها بسهولة، وإنجاز مقرراته الدراسية بسهولة.
كيف استغلت جامعة عين شمس إجازة نصف العام؟
انفردنا بمبادرة «بإيدينا نجملها»، وهي غير مسبوقة بالجامعات المصرية، حيث استطعنا في خلال أسبوعين إجازة نصف العام، أن نجدد كل المدن الجامعية التابعة للجامعة، بحملة تجديد وتنظيف شاملة، وهناك مبنى كامل يحتوي على 500 غرفة، استطعنا دهانه بالكامل، في أسبوعين، وذلك لأننا استعنا بالقدرات الذاتية المتمثلة في الطلبة، وعمال الجامعة، وبإمكانيات ذاتية تمامًا، أيضًا قمنا بعمل جداريات فنية رائعة، بالاستعانة بطلاب كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، وبورق مثبت صيانة الـ500 غرفة كانت ستكلف الجامعة 11 مليون جنيه، نحن استطعنا تنفيذه بأقل من مليون جنيه فقط، ووفرنا 10 ملايين جنيه.
افتتحنا أيضًا أول قاعة كبرى للألعاب غير موجودة في أي جامعة أخرى في مصر، تحتوي على صالة تليفزيون وفيديو ومعمل كمبيوتر للطلبة ومزودة بالإنترنت، وبينج بونج وبلياردو.
أيضًا تم إعادة تجديد كل ملاعب المدينة الجامعية، ومطعم الطلاب والطالبات وتم افتتاحه، صيانة شاملة في كل المدن الجامعية، وهذا كان متماشي مع مبادرة وزير التعليم العالي «يوم الصيانة للمدن».
كيف شاركت جامعة عين شمس في مبادرة الرئيس «صنايعية مصر»؟
جامعة عين شمس نفذت خطة لتمرين الطلاب على مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «صنايعية مصر»، فالطلبة اختلطوا مع عمال الجامعة في صيانة وتجديد مباني الجامعة والمدن الجامعية، وتعلموا من العمال مهارات كثيرة، وكان هناك 15 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة من ضمن المشاركين في تلك المبادرة، اشتركوا في الدهان والنظافة والتجميل.
ما الدور الذي تقوم به جامعة عين شمس في محو أمية الكبار؟
بالفعل تم توقيع بروتكول مع هيئة تعليم الكبار يتيح بمنح كل طالب 200 جنيه عند محو أمية 8 أفراد، وليس هذا فقط، أيضًا الطلاب الذين يمحون أمية أي مواطنين، يتم إعفائهم من المصروفات، أو الإعفاء من مصاريف الإقامة في المدن الجامعية، ورحلات مجانية، فهناك خدمات كثيرة تقدمها الجامعة في مقابل محو أمية الكبار.
بعض الكليات النظرية، هناك بعض الامتحانات العملية، تتحول إلى أن يكون على الطالب محو أمية الكبار، فيكون كإنه امتحن الامتحان العملي، ويأخذ درجته، فالمسألة لا تقتصر على الأموال فقط، وإنما خدمات كثيرة.
كيف استطاعت الجامعة ضبط الغش في امتحانات الفصل الدراسي الأول؟
الامتحانات مرت بانتظام جدًا، وهذا العام شهد تجربة جديدة بالجامعة وهي إحصائيات لضبط الغش في الامتحانات، فنحن غيرنا فكرة نسبة الغش، لنستبدلها بنسبة ضبط الغش، فهناك فرق كبير بينهما، فمن الممكن أن لا تسجل كلية أي نسبة غش في الامتحانات، فهذا ليس معناه أنه كان لا يوجد حالات غش، وإنما من الممكن أن تكون غير مراقبة بشكل جيد.
هذا العام قمنا بتطبيق معايير كانت موجودة السنوات الماضية ولكن لا تطبق، مثل أي طالب يتم ضبطه بالموبايل حتى لو كان مغلق يتم اعتباره حالة غش، وهذا قرار مجلس الجامعات، لأنه يمكنه نقل المادة حتى لو كان الموبايل مغلق، وبالتالي نحن طبقنا أنظمة صارمة جدًا لضبط الغش.
نطمع بأنه مع تطور الامتحانات، ومع تأكد الطلاب الذين يقومون بالغش أنه سيتم ضبطهم، أن يقل ضبط الغش وبالتالي تقل حالات الغش، وليس العكس.
ما رأيك في الامتحانات الإلكترونية والتصحيح الإلكتروني؟
نحن نقوم بتطبيق الامتحانات الالكترونية والموضوعية، وهناك فرق بينهما، حيث أن الموضوع هي أشمل من الالكترونية، ففي الكليات العملية مثل كلية الطب والهندسة، يكون من الصعب تطبيق الامتحانات الالكترونية، فهناك قدرات معينة للطبيب يجب أن يكتسبها، بالتالي يكون من الأفضل أن يكون الاختبار موضوعي، وفي المقابل بدأنا بتطبيق الامتحانات الالكترونية في عدد كبير من الكليات النظرية.
فيما يخص التصحيح الالكتروني، بدأنه بتطبيقه أيضًا ليس فقط العام الحالي وإنما السنوات الماضية، وكان له دور كبير في تحسين مستوى التصحيح للامتحانات، وقلل من مسألة الغش، وخاصة لأن الامتحانات الالكترونية كل طالب يكون مختلف عن الطالب الآخر.
ما الذي تحتاجه جامعة عين شمس الفترة المقبلة؟
لا نستطيع أن نقول أننا حققنا كل ما نريد، لأن من يقول هذا هو شخص ليس لديه طموح، جامعة عين شمس تستحق أكثر بكثير مما هي عليه الآن، ونحن نسير على الطريق الصحيح، ونحن جامعة شديدة التميز، ولهذا مطلوب مننا المزيد والمزيد.
نحن نتحسن في كل التصنيفات العالمية، ولكن الأهم من هذا هو أننا الجامعة الحكومية الرائدة في مصر المراقبة طوال الوقت من منظمة عالمية لجودة التعليم وهي منظمة QS، حاليًا جامعة بنها أخذت نجمتين في التصنيف وجامعة عين شمس 4 نجوم، ولا ننتقد جامعة بنها في ذلك بالعكس فهي شجاعة منهم أنهم تقدموا بعدنا.
ما هي الكليات الجديدة التي ستشهدها جامعة عين شمس قريبًا؟
الجامعة حاليًا تعمل على مشروع كبير وهو مشروع لجامعة كاملة تابعة لجامعة عين شمس في العبور، ستضم كليات كثيرة وجديدة، فسيكون هناك كليات طب وهندسة وحاسبات ومعلومات جديدة، كما سيكون هناك كليات تقام لأول مرة في جامعة عين شمس، مثل كلية للإعلام وكلية للطب البيطري كما من المتوقع أن ننشىء كلية للسياسة والاقتصاد، كلها ستكون تابعة لجامعة عين شمس الأم.
نقلا عن العدد الورقي.