يعد التدخين مشكلة كبرى؛ لأنه يودى بحياة العديد من الأشخاص، ويتسبب في حدوث أمراض خطيرة، خاصة أمراض القلب والسرطانات بأنواعها المختلفة، وهو ما جعل مستشفى الصحة النفسية يعلن عن إطلاق خدمة الإقلاع عن التدخين فى عياداته الخارجية.
أوضح الدكتور أحمد رمزي، المسئول عن عيادات الإقلاع عن التدخين بالأمانة العامة للصحة النفسية، أن عدد المدربين 5 أطباء، وسيتم بدء العمل بالعيادات الخارجية لتقديم خدمة الإقلاع عن التدخين يوم الأحد من كل أسبوع من العاشرة وحتى الثانية عشر ظهرًا، ومع تزايد الأعداد سيتم زيادة عدد الساعات وعدد الأيام، فالخدمة مطبقة بالتوازى، حيث تم عمل إجراء وقائي لخلو المستشفى من التدخين وعمل أماكن معينة للتدخين، بالإضافة إلى تقديم خدمة علاجية، مؤكدًا أن البدء سيكون من خلال الدعم النفسى وهو الذى تم إثباته علميًا، بالإضافة إلى الأدوية، ونحن في طريقنا لتوفير الأدوية المتعلقة بالتدخين؛ لأنها قليلة في مصر والتي تساعد بشكل كبير على العلاج، ولكن مع الإرشاد والتحفيز، فالعالم كله يحاول التوقف والامتناع عن التدخين.
وأضاف رمزي فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الكثيرين سألوا بالفعل عن العيادات وتقديم الخدمة أول أمس الأحد، والذي كان أول أيام تقديم الخدمة، موضحًا أن الموضوع اقتصر على السؤال عن الخدمة ومن الطبيعي والمنطقى عدم الاستجابة فى نفس يوم إطلاق الخدمة، ولكن الكثيرين سألوا عن المواعيد وتواصلوا للإقلاع عن التدخين، وأعلنوا عن وجودهم فى الأسبوع القادم.
وأشار رمزي، إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالإقلاع عن التدخين، خاصة بعد زيادة أسعار السجائر بشكل كبير، بالإضافة إلى الأضرار البالغة الخطورة، وهي 3 أضرار على الصحة العامة تؤثر على الجهاز التنفسى وتتسبب في حدوث السرطانات بكل أنواعها بدءًا من الحنجرة والرئة والشعب الهوائية وتؤذي الجهاز الدوري والقلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، وتسبب الضعف الجنسي وتغير شكل الجلد وتجعله باهتا ومائلًا للاصفرار؛ لأن التدخين يضيق الأوعية الدموية الواصلة للجلد والشعيرات الدموية، بالإضافة إلى أنه يسيء لمظهر الشفايف والأسنان والأظافر.
وعن الأضرار الاجتماعية للتدخين قال رمزي إنها تتمثل فى المظهر السيئ للشخص أمام أولاده، يجعله غير قادر على التدخين فى المنزل؛ لأنه يؤذى من حوله، وعدد كبير من المنشآت لا يجب التدخين فيها، وهناك أضرار من الناحية المادية بعد غلاء أسعار السجائر بشكل كبير.
وعن السجائر الإلكترونية أوضح أنه لا يوجد أى إثبات علمي على أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين، ولكنها من أنواع التدخين، ومكوناتها وطريقة تصنيعها بها العديد من الاختلافات، وبها نيكوتين وبعض المواد الضارة الموجودة في التدخين.
وقال الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الإدمان، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، إن مشكلة التدخين كبيرة ولم تأخذ حقها الكافي من الاهتمام، حيث إن التقارير الدولية تتحدث حول المشكلات الخطيرة التي يسببها التدخين، فتقرير التدخين العالمي يتحدث حول أن عدد الوفيات سيصل لـ8 ملايين سنويًا بسبب التبغ، فى الوقت الذي يتم فيه الاهتمام بمشكلة المخدرات ويتم صرف مبالغ ضخمة عليها، فعدد الوفيات بسبب المخدرات نص مليون فقط حول العالم كله، وعدد وفيات الكحول 3 ملايين في العالم، ولكن وفيات التبغ 8 ملايين، والمفارقة أن عددًا كبيرًا من الدول يعتبر التبغ مصدرًا للدخل، وهي كارثة كبرى لأنه حتى إذا كان هناك دخل كبير من خلال التبغ، فهناك أمراض خطيرة تنتج عن التدخين وحوادث وفاة، ويتم صرف هذه المبالغ عليها .
وتابع: بالتالى نحتاج إلى العيادات الخارجية الموجودة في مستشفى الصحة النفسية بالعباسية لتقديم خدمة الإقلاع عن التدخين وبرامج كثيرة وانتشار حملات التوعية؛ لأن هناك فئات أخرى أصبحت تدخن الآن بشكل كبير ومنها السيدات والفتيات، كما أن الفتيات والشباب أصبحوا يقبلون على تدخين الشيشة باعتبار عدم وجود أضرار لها، ولكن الحقيقة أن الشيشة أضرارها وخطورتها أشد من السجائر، مشيرًا إلى أن إقبال الكثيرين على السجائر الإلكترونية تحدًّ كبير وخطير، فالتقارير توضح أن الناس بدأت تدخن بعدما عرفوا السجائر الإلكترونية، لأنهم كانوا يقبلون عليها for fun في بعض الأوقات، ولكن أصبحوا يدخنون السجائر العادية.
وأشار إلى عدم وجود كوادر مدربة لحل المشكلة، والموجودون عددهم قليل، ففكرة تقديم خدمات للإقلاع عن التدخين تأخرت كثيرًا، ولكن من الأفضل أنها بدأت تنفيذها الآن، ولكن نحتاج إلى تفعيل برامج العلاج وبرامج للوقاية خاصة للأطفال الصغار؛ لأن سن التدخين انخفضت كثيرًا، وهناك علاقة كبيرة بين تعاطى المخدرات والتدخين، فالأولاد المدخنون فرصة تعاطيهم للمخدرات أكبر كثيرًا من الآخرين، ففكرة التوعية بعدم التدخين مهمة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
