أزمة من لا أزمة ومشكلة من لا مشكلة، هكذا اعتاد اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة، على إدارة الكرة المصرية، فإذا وصل المنتخب الأول إلى كأس العالم، ظهرت مشكلة "التي شيرتات" المسروقة، وإذا خرج من المونديال بفضيحة كروية، أراد أن يحملها إلى محمد صلاح، سفير مصر في الخارج، لأنه طالب بحقوقه الإعلانية، وعندما فازت مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية، فكر في مجاملة نادي على آخر، واعتقد أنه بذلك قد حل الأزمة، ولكنه بدًلا من أن "يحكلها عماها".
بعد تحقيق الأهلي لنتائج إيجابية بعض الشيء، في بداية الدور الثاني، كرد فعل طبيعي للصفقات التسع التي أبرمها النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب، وعلى رأسها حسين الشحات ورمضان صبحي، أصاب القلق كل من رئيس الزمالك الذي يتصدر فريقه الدوري، ومالك نادي بيراميدز، المستشار السعودي تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه بالمملكة، والذي يحل فريقه في المركز الثاني.
وفي خطوة مفاجأة هدد آل الشيخ بعدم لعب أي مباراة قبل أن يلعب الأهلي ضد الزمالك في مباراة الدور الأول، وعلى ضربه سار رئيس الزمالك، فأعلن هو الآخر أن مباراة النجوم هي الأخيرة التي سيلعبها الفريق في الدوري طالما أن الأهلي لم ينهي كل مؤجلاته.
التهديد تحول إلى واقع، فبيراميدز قد أرسل شكوى إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، ضد اتحاد الكرة، وبالرغم من عدم جدوى الشكوى، إلا أن موقف الجبلاية تغير بشكل كبير، فبعد التأكيد على أن الجدول كما هو ولن يتغير، خرجت بوادر قيل أنها ستحل الأزمة، وتمثلت في لعب الأهلي مباراته مع بيراميدز في الكأس بدًلا من الدوري في الـ28 من الشهر الجاري.
وقبل أن يأخد اتحاد الكرة أي قرار، استبقه الأهلي بخطال مرسل إلى الجبلاية، أكد فيه عدم المساس بالجدول المعلن حتى الـ30 من مارس، موعد مباراة الأهلي والزمالك، ولكن هاني أبو ريدة وأعضاء المجلس استخفوا بخطاب الأهلي وضربوا به عرض الحائط، وأعلنوا استبدال مباراة الأهلي وبيراميدز في الدوري بالكأس.
اجتماع عاجل من الخطيب ومجلس إدارته، ليخرج ببيان أطلق البعض عليه مسمى "التاريخي" فيما وصفه آخرون بـ"الناري"، حيث خرج بعدة قرارات أهمها رفض استبدال المباراة ومقاطعة البطولة العربية طالما أن آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي.
جلسات تهدئة في الغرف المغلقة بين الخطيب ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، ورئيس اللجنة الأولمبية هشام حطب، لاعلاء المصلحة الوطنية خاصة أن مصر مقبلة على تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية، وفي المقابل يخرج المتحدث الرسمي بإسم بيراميدز أحمد عفيفي، وتركي آل الشيخ، لاستفزاز إدارة الأهلي وجمهوره، حيث خير الأول الأهلي بعد قرار اتحاد الكرة بين الانسحاب من المباراة وهو ما يريده آل الشيخ، وإما التمسك بالبيان التاريخي "متهكمًا".
وأمس وقبل اجتماع الأهلي خرج بيراميدز في بيان يؤكد فيه على التمسك بالتعديلات وعدم تفضيل الأهلي عليهم في إشارة للضغط على اتحاد الكرة والأهلي، ولكن الأخير أكد بدوره أنه لن يلعب المباراة وأنه متمسك بكافة حقوقه القانونية.
-بيان الأهلي
الأهلي أكد على بيانه "التاريخي" برفض استبدال مباراة الدوري بالكأس، حيث :"قرر مجلس إدارة الأهلي في اجتماعه اليوم برئاسة الكابتن محمود الخطيب الالتزام بقرار مجلس الإدارة في اجتماعه الطارئ بتاريخ 9-2-2019 ونصه (الرفض القاطع لاستبدال أية مباراة للأهلي في بطولة الدوري بمباراة أخرى في مسابقة الكأس استجابةً لضغوط أي طرف، خاصة وأن اتحاد الكرة هو الذي أعد جدول الدوري بنفسه دون تدخل من أية جهة وهو الأولى بالالتزام بجدوله والحفاظ على ثوابته قبل الأندية) وتم إخطار اتحاد الكرة بهذا القرار في 10-2-2019 قبل إجرائه أية تعديلات جديدة على جدول الدوري".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل هدد ضمنيًا باللجوء إلى القانون في حالة عدم فرض أي عقوبات متوقعة من اتحاد الكرة ضد الأهلي:" التأكيد على احتفاظ النادي بكافة الحقوق المشروعة دون تفريط حيال الإجراءات القانونية التي اتخذها مجلس الإدارة بخصوص انتهاك اللوائح في اجتماع اتحاد الكرة مع رؤساء وممثلي الأندية".
-بيان بيراميدز
"في ضوء التعديلات الأخيرة التي أجرتها لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم، على جداول مسابقتي الدوري المصري الممتاز وكأس مصر، والذي أبدى نادي بيراميدز ترحيبه بها لما تكفله من تكافؤ الفرص، يؤكد نادي بيراميدز على احترامه للاتحاد المصري لكرة القدم، بكافة لجانه، ويعلن رفضه القاطع إجراء أي تعديلات جديدة إرضاءً لأي أطراف أخرى، مؤكدا على سعيه الدائم لكل ما يحقق العدالة لكل الأندية والتي يفترض أن نعتبرها جميعا كمنظومة رياضية أولوية تفوق حفظ ماء وجه أي فرد".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
