ممرات وطُرقات صغيرة بإمتداد يصل بك إلى بوابة القاهرة الفاطمية القديمة، تزيِّن جانبيها كنوز الآثار الفاطمية الإسلامية القديمة، تنشع جنباتها رائحة بعبق التاريخ، وكأنك تجاوت الأزمنة بعقودها وقرونها لتصل بك إلى دولة الخلافة الفاطمية في تلك الحقبة المميزة.
شارع المُعز لدين الله الفاطمي، أو الشارع الأعظم، أو القصبة الكُبرى، قبلة السائحين ومقصد أولاد البلد من مُحبي تصوير الحضارة وتوثيق التاريخ، الذي يقع في قلب مدينة القاهرة القديمة، والذي تم تطويره ليكون متحف للعمارة والآثار الإسلامية، ولكن، هل كانت هيئة الشارع كهذا منذ القِدم، وإلى أي فترة تم رصف
البازلت الأسود به ؟
على الرغم من أن معمار الشارع وطرازه الفريد يمتد إلى عُمق التاريخ، إلا أن تاريخ إفتتاحه يصل إلى 11 سنة فقط، إذ تم افتتاح الشارع ورصفه ليكون وِجهة حضارية سياحية في مثل هذا اليوم 22 فبراير سنة 2008، وكان ترميم شارع المعز جزء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والتى كانت انطلاقة لمشروع القاهرة التاريخية لحماية آثار القاهرة التاريخية من التعديات والأضرار التى تسبب فيها زلزال 1992
وشملت أعمال التطوير ترميم 143 آثرا، تم إنجازهم من خلال مرحلتين، وتضمنت المرحلة الأولى مجموعة الغوري، ومسجد المؤيد شيخ والسور الشمالى وباب الفتوح، وتضمنت المرحلة الثانية مدرسة وقبة نجم الدين أيوب وسبيل كتاب خسرو باشا ومدرسة الظاهر بيبرس وقصر بشتاك وحمام إينال وجامع السلطان الكامل ومسجد السلطان برقوق ومدرسة وقبة الناصر قلاوون ومسجد على المطهر ومسجد ومدرسة الأشرف بارسباى، وانتهت أعمال ترميم آثار شارع المعز فى عام 2008.
أصبح الشارع رمزًا يجتذب الشباب ومختلف الفئات العُمرية، والسياح من جميع الأجناس، وقد تم تحديد منسوب الشارع فى عشرينات القرن الماضى من خلال بقايا البازلت الأسود الذى وجد على عمق بحوالى 70سم أسفل منسوب ما قبل البدء فى الأعمال، وتم تبليط الشارع والأرصفة والبردورات ببلوكات من الجرانيت، وقد استُخدام البازلت الأصلى فى رصف بعض الشوارع الجانبية، وتكلفت أعمال الترميم حوالي 250 مليون جنيهًا.
معلومات عن الشارع
تعود تسمية الشارع إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي المغربي الملقب بالمعز لدين الله ويعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319 هجريًا، وتنسب إليه القاهرة المُعزية، بويع بالخلافة في المغرب وكان أول خليفة فاطمي يدخل مصر بعد فتحها سنة 358 هجريًا.
ويمتد الشارع من باب القتوح شمالاً حتى باب زويلة جنوباً مرتبطاً بشارع الخيامية ثم شارع المغربلين كامتداد له ناحية الجنوب وشارع باب النصر وامتداده بشارع الجمالية الموازيان له من ناحية الشرق، ويتقاطع شارع المعز عرضياً مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر.