اعلان

"صلاة خاصة".. ملحمة الأقباط الكبرى..رواية للكاتب صبحي موسى

كتب : منى رجب

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، رواية بعنوان "صلاة خاصة" للكاتب صبحي موسى، جاءت أجزاؤها الثلاثة في 550 صفحة من القطع الكبير، وتدور أحداثها عن الفترة التي شهدت المجامع المسكونية الكبرى وما قبلها، حيث ترصد تشكل الفكر المسيحي في بداياته الأولى، واستفادته من المفكرين السكندريين في مدرسة اللاهوت والموزيون، حيث كان الفكر الرواقي والأفلاطوني منتشراً بشدة، وحيث كانت الإسكندرية مدينة الفلسفة والعلم في ذلك العصر.

ورصد موسى الصراعات التي دارت بين الكنيسة المصرية والمهرطقين الذين شذوا بفكرهم عن صحيح الإيمان، وكان أبرزهم أريوس الذي كادت الإمبراطورية الرومانية أن تدخل في حرب أهليه بسبب تعاليمه وهرطقاته، كما اهتم موسى بفكر العلامة الكبير أوريجانوس الذي حدثت ختلافات كبيرة حول أفكاره وسيرة حياته، والذي حرمه البابا ديمتريوس الكرام في القرن الثالث الميلادي، ومازال محروما حتى الآن من آباء الكنيسة المصرية، رغم إسهاماته الفكرية الجليلة.

لم تتوقف روية "صلاة خاصة" عند حدود الزمن القديم وصراعات الرهبان والآباء في الكنائس والأديرة حول الإيمان القويم وأفكار المهرطقين، ولكنها في خط درامي مواز انتقلت لرصد مشكلات الأقباط الراهنة، وانقسامهم حول أفكار التجديد والمحافظة، هذه الأفكار التي أوجدت الصراع الأساسي في "دير الملاح"، وهو الدير الذي ابتكره موسى ليكون مسرحاً لأحداث روايته في الزمنين الحاضر والماضي، حيث أرخ من خلاله لنشوء فكر الرهبنة وتطوره في مصر والعالم، ومنه انطلق موسى ليرصد الأحداث السياسية الكبرى التي عانى المسيحيون منها خلال عصور الاضطهاد الأولى، قبل أن يعتمد قسطنطين المسيحية دينا رسميا للامبراطورية، كي يبدأ عصر جديد تهيمن فيه المسيحية على غيرها من الديانات الأخرى، وتبدأ الاشكاليات الفقهية والفلسفية، وتصبح المجامع المسكونية ضرورة، حتى يصل الأمر إلى مجمع خلقدونية عام 452 الذي شهد الانفصال الكبير بين كنائس الشرق والغرب، والذي مازال حاضرا في الوعي المسيحي المصري والعالمي حتى الآن.

في الرواية، رصد موسى بشكل بانورامي العديد من الأحداث في مصر وروما وسوريا واليونان والقسطنطينية وغيرها، وتتبع مسارات الفكر المسيحي في هذه الآونة، محاولا رصد الخلافات الفكرية وجذورها بين الكنيسة المصرية وغيرها من الكنائس،وكيف انتشرت المسيحية في الجزيرة العربية، وكيف عانى المصريون من الاضطهاد قبل الاعتراف بالمسيحية وبعده، وحتى بعد الانفصال الكبير في مجمع خلقدونية.

كانت الحكاية الإطار التي اعتمدها موسى هي تاريخ الدير الذي جرت فيه الأحداث، وهو "دير الملاح"، حيث وقع راهب يدعى "انطونيوس" في حب محققة تدعى "دميانة"، وبدلا من أن تتحول قصة الحب إلى حكاية رومانسية بسيطة، تحولت إلى دراما تجمع ما بين التاريخي والاجتماعي والسياسي والديني، لنجد أنفسنا أمام ملحمة الأقباط الكبرى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً