اتفق كبار المسؤولين وقادة دول وحكومات الدول العربية والأوروبية على تجاوز المسائل والقضايا الخلافية في العلاقات بين الجانبين للخروج ببيان يحظى بالتوافق العام بين الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية الأولى التي تستضيفها مصر اليوم وعلى مدار يومين.
وأعلن مصدر في جامعة الدول العربية أن الهدف من القمة هو وضع كافة الموضوعات محل النقاش أمام القادة والتفاعل بشأنها من خلال جلسات مغلقة للحوار الإستراتيجي، مؤكدا على أن كل القضايا سيتم بحثها بما في ذلك الملفات الخلافية، وخاصة تلك المتعلقة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والتي يتفرع عنها موضوعات شديدة الحساسية مثل الملف النووي الإيراني، في ضوء تناقض الموقفين الأوروبي والخليجي من هذا الملف المعقد، حيث تؤيد الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية- موقف الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي، فيما يشمل هذا الملف أيضا النووي الإسرائيلي وما يحيط هذا الملف من سياسة الغموض الإسرائيلية.
وتشمل قائمة الموضوعات الخلافية الأزمة الليبية على سبيل المثال والتي تشهد خلافا أوروبيا داخليا، خاصة بين إيطاليا وفرنسا، فيما تكاد تجمع الدول العربية على أولوية دعم الجيش الوطني الليبي وجهود توحيد المؤسسات الليبية، وهو الملف الذي يحظى بأولوية متقدمة على أجندة السياسة المصرية.
وأكدت تريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، في تصريح لوسائل الإعلام فور وصولها لمقر انعقاد القمة، على أهمية تلك القمة العربية الأوروبية الأولى لما تمثله من فرصة للحوار بين الجانبين العربي والأوروبي، وقالت المسؤولة الأوروبية التي تشهد بلادها جدلا حاميا حول اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، إن هذه القمة تمثل بداية جيدة لتجديد التعاون بين الجانبين العربي والأوروبي.
وقال خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، التأكيد على التزام بلاده بعدم السماح بالهجرة غير النظامية إلى أوروبا، وتابع "سياسة تونس فيما يتعلق بالهجرة واضحة، فتونس تحرص قبل كل شيء على حماية حدودها، ولا تسمح بأي هجرة غير شرعية لأوروبا، ونرفض أن تكون تونس منطقة عبور أو مركز إيواء للمهاجرين غير النظاميين"، وشدد على اعتماد القمة لما أسماه مبدأ التوافق العام وليس الجدل حول القضايا الخلافية.
وعلى الرغم من حساسية قضية الهجرة على المستوى الأوروبي، أكد وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل على اهتمام بلاده بتشجيع الهجرة الشرعية لما لها من أهمية في عملية التنمية، مؤكدا في الوقت ذاته التزام بلاده بمكافحة الهجرة غير الشرعية، وأعرب الوزير الإسباني عن تطلع بلاده لاتفاق القادة العرب والأوروبيين على إجراءات مشتركة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، التي وصفها بأنها تمثل تهديداً للمنطقتين العربية والأوروبية.
وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مكتب الأمين العام للجامعة، إن جدول أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى يعد جدول أعمال مفتوحا يتيح للجانبين طرح كافة القضايا، وليست قمة تقليدية لها بنود ثابتة وجامدة.