خرج "أحمد" الطفل الذى لم يتعد السادسة من عمره، من منزله برفقة شقيقه متوجهين إلى منزل عمهما، بمنطقة ساقية مكى- الجيزة، وأثناء سيرهما فى أحد الشوارع الجانبية، بينما يؤدى المصلون صلاة ظهر الجمعة الماضية، والمكان خال تماما من المارة، استوقفهما عاطلا يبلغ من العمر 24 سنة، لتحدث الكارثة.
لم يمر سوى نصف ساعة فصلت المصلون عن أداة الصلاة، ومكبرات الصوت تعلو بخطبة وآيات القرآن الكريم، مستغلا انشغال الجميع بالصلاة، محاولًا خطف الطفل بعيدا عن أعين الناس واستدرجه لاغتصابه، وأراد الإمساك بالصغير وشقيقه، ولكن شقيقه الأكبر هرب، وفشل باللحاق به.
استغاثات وصرخات، خرجت من العقار المجاور للمسجد في وقت الصلاة، فى محاولة بائسة للافلات من بين أنياب الذئب البشرى، حتى لا يكون فريسة لمن تجرد من مشاعر الرحمة، وتعالت صيحات الصغير، وخشى المتهم أن يفتضح أمره، فوضع يده على فم الطفل محاولا إسكاته، كتم أنفاسه ليسقط جثة هامده فى الحال.
ولم يكتف بذلك، فأعد برميل ليضع فيه الجثة للتخلص منها، حتى لا ينكشف أمره، ووضعه فى أحد العقارات السكنية في الدور الثالث، وبعد الانتهاء من الصلاة اكتشف الأهالى جثة الطفل.
«أهل مصر» تواجدت بشارع الكولدير، الذى شهد الواقعة، والتقت "مصطفي. إ" ميكانيكي سيارات، يسكن نفس العقار الذى وجد به جثة الطفل، يقول: " قبل صلاة الظهر أخبرني أحد الجيران بوجود برميل غريب، فظننت أنه يستخدم للزبالة، ولكن عندما صعدت الي الطابق الثالث وجدت برميل مغطى بقطعة قماش وبداخله طفل مقتول، وعلى الفور أبلغنا شرطة النجدة".
وتابع "مصطفى": " أنا عرفت كل تفاصيل الموضوع من تحريات المباحث، أن الطفل كان ذاهب لأقاربه هنا في المنطقة، وفي الشارع طلب المتهم من الطفل أن يذهب معه عشان يجيب له لعبة، وتفاجئ الطفل باستدراجه للدخول معه الشقة ليمارس معه الشذوذ الجنسي، وخاف أن حد يكتشف جريمته فقتل الطفل ووضعه داخل برميل، وفكر أن يلقى به في الزبالة ولكن ماعرفش بسبب وجود الناس في الشارع ولم يجد حيلة للتخلص من الجثة فتركها وفر هاربًا".
ويضيف "ممدوح. ح" أحد سكان المنطقة: " احنا عرفنا المتهم عن طريق كاميرات المرقبة، إذ ظل الغموض حول الجريمة، لأنه استغل عدم وجود الناس في الشارع واستدرجهما لاغتصابهما، انا اتصدمت لما سمعت بنبأ وجود جثة طفل مقتول داخل برميل".
"فوجئت برميل على أول مرة أشوفه"، هكذا سردت السيدة "أم عمر" التي تقطن في العقار رقم (7) الذى شهد الواقعة فى مستهل حديثها عن الواقعة، وتابعت، أنه أثناء نزولها من المنزل لم ترى شئ ولكن عندما عادت لفت نظرها وجود (برميل) في الدور الثالث على السلم، ولم تراه من قبل فى المنزل وسرعان ماهرعت لإبلاغ الجيران وتبينت بوجود قتيل بداخله".
واختتمت:" صابر المتهم كان شغال من فترة بصالون حلاقة، وكان بيتعاطي المخدرات مع الشباب في المنطقة، وأنه مش انسان طبيعي ومعروف بسوء سلوكه في المنطقة".
فيما تلقى قسم شرطة الجيزة بلاغا يفيد العثور على جثة طفل ملقاة داخل برميل بمنطقة ساقية مكى، فانتقل العقيد محمد الشاذلى مفتش مباحث غرب الجيزة والمقدم هشام بهجت وكيل فرقة المباحث إلى محل الواقعة، وتم العثور على جثة طفل يبلغ من العمر ما يقرب من 4 سنوات غارقا فى دمائه داخل برميل بلاستيك بالشارع، وتم التوصل لأفراد أسرته، وذكر والده أن إبنه خرج للعب إلا أنه اختفى عقب ذلك حتى تم العثور على جثته.
وبدأ رجال المباحث فى فحص كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات التجارية المحيطة بموقع الحادث، وتكثيف التحريات حتى توصل الرائد مصطفى كمال رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، إلى هوية مرتكب الجريمة، وتمكن رجال المباحث من القبض عليه، وتحُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق التي أصدرت قرارها بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجري معه.