يتجه العالم نحو تطبيق نظام صرف الأدوية بالاسم العلمي، بدلًا من التجاري، لأنه يعتبر أساس المادة الفعالة، ويتم تحريفه بأسماء عديدة ليعبر عن كل شركة، ولكن على الجانب الآخر تعاني الصيدليات الصغيرة من عدم توفير كل الأنواع من نفس المادة الفعالة، وبالتالي عدم قدرتها على المنافسة مع سلاسل الصيدليات، وهو ما ينتج عنه زيادة أرباح شركات معينة، رغم أن الأنواع المختلفة تحتوي على نفس المادة الفعالة ونفس التأثير مع اختلاف الأسعار.
قال الدكتور مدحت علي، صيدلي، إن الدول المتقدمة يتم فيها كتابة الأدوية بالاسم العلمي وليس التجاري لأن الاسم العلمي هو أساس المادة الفعالة، ويتم إطلاقه باسم مشتق منها ولكن الأسماء التجارية كثيرة ولا يمكن حصرها، وتختار الشركة المنتجة الاسم التجاري له، مؤكدًا أهمية صرف الأدوية بالاسم العلمي، بدلًا من التجاري لتطبيق ذلك في أغلب الدول، كما أن المشكلة تصاعدت منذ قرار فتح صندوق مثائل الأدوية والذي يعمل على إغراق الأسواق بعدد كبير من الأصناف الدوائية لنفس المادة الفعالة وهو ما ينتج عنه خسائر وإغلاق للصيدليات الصغيرة وحرمانها من المنافسة في سوق الأدوية.
وأشار "علي"، إلى مشكلة كبرى تتعرض لها الصيدليات الصغيرة خاصة عند استخدام الاسم التجاري وهي إمكانية عدم وجود دواء معين صرفه الطبيب والمريض يرفض البدائل الموجودة له ويتجه إلى الصيدليات الكبرى للبحث عنه خاصة أن الصيدليات الصغيرة لا يمكنها أن تحتوى على الكم الهائل من أنواع الأدوية المختلفة فالمادة الفعالة لصنف دوائي واحد يوجد منها العشرات من الاسماء التجارية المختلفة وبالتالي يتسبب ذلك في حدوث ضرر وخسائر تعود على الصيدليات الصغيرة بعدم توفير كافة الأنواع والأصناف الموجودة في الأسواق ولكن توفير أنواع من كل مادة فعالة، فالدواء له اسم علمي واحد مثل المادة الفعالة "الباراسيتامول" لها عدد من الاسماء التجارية المختلفة مثل بانادول وكالبول وأدول وغيرها, وكلها تحتوي على نفس المادة الفعالة أي مادة الباراسيتامول وبالتالي لها نفس التأثيرات العلاجية والآثار الجانبية، والمادة الفعالة "لاكتوباسيلاس" هي الاسم العلمي والتجاري منها لاكتيول ولاككتيول فورت ولاكتوباسيلاس فيرمنتوم ولاكتوباسيلاس ديلبر وكياي ولكن بمسميات مختلفة ترجع لاختيار الشركات المنتجة وتختلف العبوات الدوائية في شكلها ولونها بالإضافة إلى اختلاف في أسعارها.
وأضاف أن هناك تعاونا بين عدد كبير من العيادات الخاصة للأطباء مع شركات الأدوية بأن يتم صرف نوع معين من الدواء للمرضى وبالتالي يعود النفع على الطبيب بوجود مميزات توفرها شركات الأدوية للأفراد المتعاونين معها، ويعود أيضًا بالإيجاب على الشركات بتحقيق مكاسب مالية ضخمة جراء بيع عدد كبير من هذه الأصناف الدوائية.
وطالب الدكتور حاتم البدوي عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالقليوبية، وسكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف، بضرورة تداول الأدوية بالاسم العلمي وليس التجاري، خاصة أن صندوق مثائل الأدوية يجبر كل صيدلية ضخ حوالي 400 ألف جنيه فأكثر، لامتلاك كل أنواع الأدوية الموجودة لأن العلاج يأتي بالاسم التجاري وليس الاسم العلمي، وبالتالي يجب توافر كل الأنواع فبدلًا من وجود 10 أنواع من كل صنف دوائي، فيستوجب ذلك توفير أكثر من 20 نوع، مؤكدًا أنه يخدم الشركات ويدمر اقتصاديات الصيدليات.