يتداول بعض المتشددين من الدعاة حديث منسوب للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيه : : إذا صافحتم النصارى فتطهروا، وهو هذا الحديث جاء في كتاب الفوائد المجموعة حديث من صافح يهوديا أو نصرانيا فليتوضأ وليغسل يده رواه ابن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وقال: لا يصح، وفي إسناده إبراهيم بن هانئ: مجهول يحدث بالأباطيل، وذكره الكناني في كتابه تنزيه الشريعة وقال: لا يصح.
حديث إذا صافحتم النصارى فتطهروا وموقف الإسلام من الأديان المخالفة
أجازت الشريعة الإسلامية معاملة أهل الكتاب، فأباحت أكل ذبائحهم (الجائز أكلها في شريعتنا) وأجازت نكاح نسائهم، والبيع والشراء لهم ، وكذلك القسط والبر والإحسان إليهم ما داموا غير محاربين، ولذلك لا مانع من تهنئتهم بأعيادهم دون أن نشاركهم في الاحتفالات التي لا تقرها شريعتنا
وإذا كان الإسلام لا ينهى عن البر والإقساط إلى مخالفيه من أي دين، ولو كانوا وثنين مشركين -كمشركي العرب الذين نزلت في شأنهم الآيتان السالفتان- فإن الإسلام ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى. سواء أكانوا في دار الإسلام أم خارجها.
فالقرآن لا يناديهم إلا بـ (يا أهل الكتاب) و(يا أيها الذين أوتوا الكتاب) يشير بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، فبينهم وبين المسلمين رحم وقربى، تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا: “شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ” (الشورى: 13).