الاخطبوط الإيراني يلتف حول عنق فريسته.. الأهداف الحقيقة وراء زيارة حسن روحاني إلى العراق

كتب : وكالات

وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاثنين، إلى بغداد، في أول زيارة له إلى العراق منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2013، وسبق روحاني محمد جواد ظريف وزير خارجيته حيث وصل بغداد أمس الأحد ليمهد الأرضية للمواضيع التي يريد روحاني مناقشتها وطرحها مع المسؤولين العراقيين، وتأتي زيارة روحاني للعراق لتحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى والتي تتمحور في 3 نقاط.

أولاً: الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط عبر بوابة العراق

تريد إيران الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ولا يمكن أن تحقق هذا المشروع إلا بالسيطرة الكاملة على العراق البوابة الأولى لتشق الطريق نحو سوريا ولبنان التي تعتبر النافذة إلى البحر الأبيض المتوسط وهذا المشروع ليس وليد اللحظة، بل تمتد جذوره إلى العصور القديمة وإلى ما قبل الإسلام، في محاولة مستمرة للسيطرة على كامل المنطقة العربية وصولاً إلى البحر المتوسط حيث كشف المسؤولون الإيرانيون في عدة مناسبات عن نيتهم وطموحهم ومنهم قائد الحرس الثوري الإيراني، والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني، يحيى رحيم صفوي، إذ قال إن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، "بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني".

وتأتي هذه التحركات من قبل روحاني وقبله عباس عراقجي وظريف وقاسم سليماني، في ظل تشديد التوتر والصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على النفوذ في العراق الذي من المرجح أن يشتد هذا الصراع في المستقبل حسب الكثير من المراقبين.

ثانيا: الالتفاف على العقوبات الأميركية

الزيارة تأتي في ظل ضغوط أميركية متزايدة على بغداد للحد من علاقاتها مع طهران، التي تحاول من خلال إيجاد شركات وهمية في العراق للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها من قبل واشنطن، خاصة وأن العراق يعتبر المناخ المناسب لأنشطة إيران الأمنية والاقتصادية والميلشياوية حيث تسيطر طهران على القرار العراقي عبر جماعاتها وهذا ما يسهل لها عملية غسيل الأموال والحصول على العملة الصعبة دون مراقبة صارمه أو معاقبة.

وكانت الولايات المتحدة قد منحت بعض الدول منها العراق "إعفاء مؤقتا" مع دخول العقوبات الأخيرة على إيران حيز التنفيذ، واستغلت إيران هذه الثغرة لتعزيز نفوذها التجاري والاقتصادي إلى جانب نفوذها العسكري المبني على دعم الميليشيات.

إن هدف روحاني الحفاظ على العراق مهما كلف الأمر لأن العراق يعتبر الرئة الوحيدة التي تتنفس طهران من خلالها في ظل العقوبات الاقتصادية التي تشتد يوما تلو الآخر وتخنقها.

وحسب موقع "فراررو" الإيراني، فإن روحاني سيطلب من العراق أن يسمح لدخول الإيرانيين في العراق دون تأشيرة، ويرى بعض المراقبين أنه في حال قبول العراق فبإمكان عناصر الحرس الثوري التردد على العراق والدخول والخروج منه بطريقة أسهل.

ثالثاً: الاستحواذ على السوق العراقي

إيران تحاول مد نفوذها الاقتصادي في العراق أيضاً حيث أشار روحاني قبيل سفره إلى العراق في مقابلة مع الوكالات الإيرانية في مطار طهران، وأن حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق حالياً يصل إلى 12 مليار دولار سنويا ونسعى أن يصل إلى 20 مليار دولار.

وكانت السلطات الإيرانية، أعلنت عبر تقارير نشرتها وكالة "فارس" نهاية عام 2018، أن الصادرات الإيرانية إلى العراق خلال عام 2018 فاقت حجم ما تم توريده من تركيا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً