تنتشر بقرى ونجوع محافظة بني سويف المئات من الأضرحة التى تحمل أسماء مجهولة، وغير معلومة لمعظم مريدي شيوخ الطرق الصوفية بمراكز المحافظة، إلا أن تلك الأضرحة لم تلقى الاهتمام من شيوخ الطرق الصوفية، مثل أضرحة "المنهراوى والقرني والبطل والدكروري وحرب وعبداللطيف وعابد" بالمقارنة مع الأضرحة الأخرى التى تم إنشاؤها منذ عشرات السنين، ويقبلون على زيارتها مثلما كان يفعل أباؤهم وأجدادهم رغم عدم معرفتهم بأصحاب هذه الأضرحة، وخصص الصوفيين احتفالات يتم تحديدها كل عام لهذه الأضرحة.
ففي قرية "منهرو" التابعة لمركز إهناسيا، قدس عدد من أتباع الطائفة الصوفية، ضريحًا تم بنائه للشيخ "عبدالله المنهراوي" ويتم تنظيم حفل يستمر 3 أيام أمام الضريح في شهر مايو من كل عام، حسب تأكيد سليمان معوض، أحد أهالى القرية، الذي قال:"أنا ولدت رأيت الأهالي يقومون بزيارة هذا الضريح، ولم نعرف أصوله وعندما نسأل تكون الإجابة أنه من أولياء الله الصالحين، وكل عام يتم تنظيم احتفالات له من قبل الصوفية".
وأضاف:" الاحتفالات تكون أناشيد دينية تم تنظيمها منذ عشرات السنين، ولم يعرف أحد إلى الآن من هو الشيخ حمدي عبد الدايم، ولكن أجدادنا هم من صنعوا هذه العادات".
وفى قرية "الحاجر" بمركز بني سويف، والتي تبعد عن مدينة بني سويف عاصمة محافظة الدقهلية بـ20 كيلو، يوجد بها 3 أضرحة لم يعلم أحد عنهم شيئًا وهم:"القرني وعابد وعبداللطيف"، ويقول مرسي محمود قرني، أن تلك الأضرحة ليس لها مريدين كغيرها من الأضرحة المعروفة بجميع مراكز المحافظة، إلا أن ضريخ الشيخ "القرني" كان معروف بين أهالي المحافظة إلى وقت قريب، وكان الأهالي يقبلون عليه لزيارته.
وفى قرية "طنسا" بمركز ببا، يوجد ضريح "الشيخة زينب" الذى يقع بمسجد صغير لها بوسط البلد، من أشهر الأضرحة في مركز ببا، لكن الناس يتداولون المكان اسمًا فقط دون أن يعرفوا من هي الشيخة زينب، ولماذا بنى ضريح لها، حتى إمام المسجد لا يعلم شيئًا عن هوية صاحبة الضريح، ويذهب الكثيرون إليها للتبرك بكرامات هذا القبر ويطوفون حوله.
بدوي جاب الله، عامل، أحد أهالى القرية، قال: "أبلغ من العمر 32 سنة ومنذ صغري رأيت أبي وجدي يتوافدون على هذه ضريح الشيخة زينب كل عام، ويتم تنظيم لهم احتفال يسمى بالمولد، ويقوم الأهالي بذبح الأضاحي وتوزيع مشروبات مثل الشربات على الزائرين" دون معرفة هوية صاحبة الضريح، وبدأ إهتمام الأهالى بالضريخ يقل تدريجيًا، خاصة مع انتشار الوعي لدى الأهالي من تصفحهم على الإنترنت.
وقال علي أحمد حسن، محام، إنه هناك من يبنون الأضرحة حتى وإن كانت رفات لحيوان ما من أجل جمع المال، باستغلال أحلام البسطاء والضعفاء وإيهامهم بأن هذا الضريح له "بركات"، ويجمعون أموال النذور والتبرعات لأنفسهم بعيدًا عن إشراف مديرية الأوقاف، خصوصا أن الكثير من الأضرحة لا تخضع لإشراف الوزارة وغير مسجلة بها.