كشف المهندس وليد حجاج، خبير في أمن المعلومات، أن حادث الهجوم الذي وقع اليوم، بمسجد بنيوزيلندا، يرتبط بعدد من العوامل التقنية المهمة، موضحًا أن العامل الأول يتعلق باستمرار بث موقع "فيسبوك" المشاهد المروعة التي صورها الإرهابي خلال عمليته الإجرامية البشعة، حتى النهاية دون توقف.
ووقع الحادث صباح اليوم، خلال صلاة الجمعة، إثر اطلاق نار على مسجدين بمنطقة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، بما أدى لمقتل 40 شخصا، وإصابة أكثر من 20 بجروح خطيرة.
وقال حجاج الملقب بصائد الهاكرز، إن آليات وخوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك"، تقوم على منع بث أي وسائط أو محتوى للفيديو، يستعرض أي مواد غير مناسبة من عنف أو إباحية وغيرها، وحيث تقوم طبيعة تلك الآليات على حجب هذه المواد بشكل أتوماتيكي دون توجيه، مشيرا غلى أنها تقضي فترة تتراوح بين (نصف دقيقة_ دقيقة كاملة) للتعرف على مضمون مواد المنشورات، ويتم التعامل معها تلقائيًا فورًا.
واستنكر "حجاج" في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، رد فعل "فيسبوك"، في استمرار بث محتوى (اللايف فيديو) للعملية الإرهابية، على الرغم أن نفس الخوازميات، تقوم بمنع أية محتوى مختلف، مثل معاينة حقوق الملكية، بث المباريات أو المقاطع العنيفة، لكنها لم تستشعر ذلك عندما بث الارهابي هذه العملية، معتبرا تواطئ "فيسبوك" في هذا الشأن، بما يدل على وجود قصور في منصاته الاجتماعية.
وطالب حجاج، مواقع التواصل الاجتماعي بتشديد رقابتها على المواد المنشورة، ومنع محتويات العنف والقتل والإثارة، متسائلا لماذا لا تنفذ اجراءاتها وسياساتها بحزم حتى الآن؟
واعتبر حجاج، أن هذه العملية تعد نتاج واضح وصريح لممارسة الألعاب الالكترونية القتالية، وهو ماقام به الارهابي خلال الفيديو من نموذج لتلك الألعاب، من تحركات وحمل الأسلحة المتعددة وفك خزائن السباحة وتركيب المعدات القتالية، كما يحدث خلال الألعاب.
وأشار حجاج، إلى ان الإرهابي تمتع بثبات انفعالي واضح، أثناء تنفيذ الجريمة، متاثرا بنهج تلك الألعاب، فلا يمكن أن يكون ذلك تحت تاثير عقار أو مخدر، فضلا عن امتلاك الأدوات التي ساعدته على القيام بذلك من سلاح وبث مباشر وغيره.