جاء تخصيص شهر مارس من كل عام، للاحتفال بالمرأة، تأكيدا على أهمية دور المرأة فى تنمية وتقدم الشعوب، ففى الثامن من هذا الشهر، يحتفل العالم بـ"يوم المرأة العالمى"، وتحتفل مصر فى السادس عشر من هذا الشهر بـ"يوم المرأة المصرية"، بالإضافة إلى "عيد الأم" فى الحادى والعشرين أيضا من هذا الشهر، والتى تحتفل به مصر دون العديد من الدول.
في هذا الإطار التقت "أهل مصر"، مع الدكتورة ماجدة الشاذلي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الإسكندرية، والعميد السابق لكلية التربية الرياضية بنات جامعة الإسكندرية، وهي إحدى الشخصيات السكندرية، التي تعد رمزا لكفاح المرأة المصرية التي تحظى بالنسبة لكل مصرى، بتقدير كبير واعتزاز بدورها البارز فى تنشئة الأجيال وتربيتها وتعليمها، من أجل الوصول إلى مستوى معيشى أرقى ومجتمع مبنى على القيم والمبادئ.
في البداية، أوضحت مقررة فرع المجلس القومي للمرأة، أنها حصلت في المرحلة الثانوية علي المركز الأول في بطولة الجمهورية لرياضة الرمي (الرمح والقرص)، والتحقت بكلية التربية الرياضية بنات جامعة الإسكندرية، وخلال دراستها بالكلية، شاركت في منتخب الجامعات لكرة اليد، إلي أن تخرجت من الكلية عام 1976 بتقدير عام امتياز، وتم اختيارها الطالبة المثالية الأولي علي الكلية والثالثة علي جامعة حلوان، لتُعين معيدة بالكلية التي تخرجت منها، وخلال تلك الفترة، تمكنت من الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، ليتم ترقيتها بعد ذلك إلى درجة أستاذ مساعد، ثم درجة أستاذ بالكلية.
الأنشطة المجتمعية
وتضيف "الشاذلي"، أنها تم تعيينها عضوا في مجلس إدارة نقابة المعلمين بشرق الإسكندرية، وذلك خلال فترة تدرجها الوظيفي وعملها بالكلية، وحصلت في عام 1991 علي لقب "المعلم المثالي" على مستوى الجمهورية من النقابة، وحصلت خلال فترة عملها أستاذ مساعد بالكلية، على جائزة الجامعة التشجيعية للبحوث العلمية جامعة الإسكندرية، كما أنها مُثّلت في بروتوكول ثقافي بألمانيا الغربية مع اتحاد الطلبة، وهذا كان تكريما للطالبات المثاليات.
وتابعت، أنها تم إرسالها بعد ذلك في إعارة لدولة الكويت، وخلال فترة الإعارة شاركت في بعض الأنشطة الاجتماعية هناك، وفي عام 2004 صدر مرسوم أمير دولة الكويت، بتطوير مناهج "الرياضيات والدراسات الاجتماعية"، لجميع المراحل التعليمية، وتم تشكيل لجنة لذلك، وتم اختيارها ضمن اللجنة المشكّلة وكانت المصرية الوحيدة المشاركة باللجنة، وتم اعتماد الوثيقة وحُكّمت بعد ذلك لـ3 دول في الخارج، وبعد عودتها إلي مصر في عام 2006، وفي عام 2008 تم تعيينها وكيلاً للكلية لشؤون الطلاب.
وتشير إلى أنها خلال تلك الفترة، قدمت عدة أعمال، منها إنشاء وحدة الخريجين تهدف إلي الربط بين خريجي الكلية وتنظيم ملتقى توظيفي لإيجاد فرص عمل للطالبات الخريجات، كما أنشأت مكتب تدريب ميداني للإشراف علي طالبات الكلية، مضيفة أنه في عام 2009 تم ترشيحها لعمادة الكلية، ووقع الاختيار عليها لتعين عميدا للكلية، واستمرت في منصب العميد لمدة عامين، إلى أن قامت ثورة 25 يناير، حيث صدر قرار وقتها من المجلس العسكري بأن تستقيل كل القيادات الجامعية، ليتم اختيار القيادات عن طريق الانتخاب وليس التعيين، وتم فوزها بمنصب العميد مرة أخرى عن طريق الانتخاب.
تقلدها لعدة مناصب
ولفتت إلي أن الجامعة حصلت في عهدها علي "الاعتماد"، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها كلية تربية رياضية بنات في مصر على الاعتماد، وذلك في عام 2013، كما أنها كانت عضوا في لجنة إعداد الدستور ولمدة عامين متتاليين 2013 و2014، وهي لجنة ممثلة للجامعة، كما أنها عضوا في المجلس القومي للرياضة المصرية، وتم تعيينها النائب الثاني لوزير التعليم العالي، ومازالت في منصبها هذا حتى الآن، وعُيّنَت بعد ذلك سكرتيرا عاما لرئيس مجلس إدارة المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والترويح، وهي الآن تشغل عضو لجنة الترقيات للأساتذة والأساتذة المساعدين في مجال التربية الرياضية بالكلية، وتم تعيينها رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية.
النشاط السياسي
وعلى مستوى المشاركة السياسية، قالت إنها أختيرت أمينة المرأة بجبهة مصر بلدي، وبعد أن تحولت من جبهة إلي حزب غادرته، نظرا لأنها ترفض الانضمام إلي الأحزاب، مضيفة أنها عُرض عليها الترشح في انتخابات المحليات المقبلة ولكنها رفضت، معللة ذلك بأنها لا يهمها أن تكون ذات مركز بالمجتمع، ولكن ما يهمها هو النجاح في العمل الذي تقوم به، مشيرة إلى أنها تركت منصب عمادة الكلية يوم 31 يوليو 2014 لبلوغها سن المعاش، وتم بعد ذلك تعيينها مقرر المجلس القومي للمرأة فرع الإسكندرية.
رسالة للمرأة المصرية
وأشارت إلى أن تولي سيدات لمنصب المحافظ لبعض المحافظات، يترجم دعم القيادة السياسية للمرأة المصرية، ولكن مازالت المرأة لا تتمتع بكامل حقها الذي يكفله لها القانون، متمنية إعطاء فرص أكبر للمرأة في المناصب القيادية، موجهة رسالة إلى كل أم مصرية قائلة: "أنت امرأة قوية، فالمرأة المصرية قادرة على تحمل المسؤولية، ولديها من الكفاءة ما يؤهلها لتولي المناصب العليا، وهناك العديد من النائبات بمجلس النواب"، ولكن مازلنا نحتاج إلى عدد تمثيل أكبر للمرأة، وأيضا بالمناصب القيادية.