اعلان

الوجه الآخر لعيد الأم بالإسكندرية.. السرطان يخطف الأمهات.. وأبناء يحتفلون فى المقابر

"شمعات تضيء، وصوت الأغانى يعلو، ينبعث من كل مكان، تدخل لغرفتى وأنا أحاول أن أتحاشاها، تتسلل إلى أذني، وتتخلل لثنايا عقلي، لتنبش بداخلي، أتذكر يدها الدافئة، وصوتها الحنون، تداعبنا فى مثل هذا اليوم، تسألنا عما أحضرناه للاحتفال، تعلم ما نخبئه، ولكنها تحاول أن تتظاهر بالجهل، أشعر بضيق يحتل صدري، أتألم وأئنّ، وأجد نفسى غارقة فى بحر آلامي، فلا عيد أم بدون أمي".. هكذا أخبرتنا شيماء المدكور عن شعورها فى عيد الأم، بعد أن خطفها سرطان الثدى من أبنائها الثلاثة، ليحمل 21 مارس ألما موحشا، يذبح صدورها وصدور من في مثل حالها.

دائما ما نرصد مظاهر الاحتفال بعيد الأم، حيث تملأ الهدايا الملونة الأسواق، ويرتفع صوت شادية بأغنيتها الشهيرة عن الأم، ينبعث من كل الشوارع والبيوت، لكن لم نفكر يوما فى أن هناك من يتألم بمجيء هذا اليوم، فهم الوجه الآخر للاحتفال.

كان "السرطان" هو القاسم المشترك من بين شهادات الكثيرين حول فقد أمهاتهم، حيث تقول "إسراء عبده" إن سرطان الثدى خطف والدتها منذ شهرين، ولم تكن تعلم أن عيد الأم سيجرح روحها، وتضيف أنها دون أمها كالكوب المنكسر، لا أحد يريده، ولا أحد يضمد جراحه.

وتتجاذب روان فؤاد أطراف الحديث، حيث خطف سرطان الكبد والدتها بعد أعوام من الألم، لتجد نفسها وحيدة. تقول إنها فى مثل هذا اليوم تريد أن تختفي، تحبس نفسها من الأعين داخل غرفتها، لتغرق في ذكرياتها، تمرر ثقل الوقت بالنوم.

أما القبور فكانت المهرب الوحيد لميادة عبد الكريم، بعد وفاة والدتها، فتقول إنها تجمع الورود، وتذهب للمقابر، لتضع بعض الزهور على قبر والدتها، وتحتفل معها بعيدها، فهى تتذكر كلماتها كل عام، حيث كانت دائمة القول لأخواتها "فرحتكم عيدي".

وتضيف زينب علام أنه بعد 6 سنوات من وفاة والدتها يتجدد الألم كل عام، وكأنها فقدتها بالأمس القريب، فتتجنب النزول للأسواق وتغلق التلفاز متحاشية آلامها.

"رحلتِ يا أمى قبل أن تخبرينى كيف أكمل حياتى بدونك".. استهلت نجوان سليم حديثها عن عيد الأم بهذه الكلمات، مضيفة أنها لا تستطيع الاحتفال مع أبنائها الصغار بعيد الأم، فهى تتذكر كم كان هذا اليوم مميزا داخل بيتهم حينما كانت تزينه ضحكة الأم.

أما "آية. ج" فتقول إنها تفتقد مرح أمها وضحكتها، وتشتاق للاحتفال معها كما كان سابقا، وتشتاق لتقبيل يدها، وللهدايا البسيطة التى كانت تحضرها، وفرحتها بها كأنها أحضرت لها قطعة من السماء.

وتروى "إيمان السيد" أنه بعد فقدها لوالدتها منذ 19 عامًا، رزقت بطفلتها التى تحمل من جدتها صفات كثيرة، وأنها عوض لفقدان والدتها، والتى تراها فى ابنتها كل يوم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً