لم تصل القوات العراقية بعد إلى استراتيجية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، رغم العمليات العسكرية التي أطلقتها مؤخراً في الصحراء الغربية، والتي تشكل حدود العراق مع 3 دول.
وعلى أثر ذلك كشف موقع المونيتور الأمريكي، تسلل بعض عناصر داعش إلى الصحراء الغربية خاصة في الانبار وكربلاء والنجف بعد ما زاد الخناق على التنظيم في آخر معاقله بشرق سوريا.
وقال الموقع أنه كان هناك تسلّل لألف عنصر داعشي للعراق في المدن المسبوقة الذكر على هيئة "وجبات صغيرة" بين سبتمبر الماضي ومارس عام 2019، وكان بعضهم يحمل مبالغ مالية تصل إلى 25 ألف دولار، أي بمجموع ما يقارب 200 مليون دولار.
وتعلم قوات الأمن العراقية خطورة هذه التحركات، لذلك زادت من عملياتها في المناطق الصحراوية غرب العراق، وفي هذا الإطار تجري قطعات عسكرية عراقية مشتركة وأفواج الحشد العشائري المحلي عمليات تطهير في صحراء غرب الأنبار.
وأكد الموقع أن تنظيم داعش الإرهابي قام بمحاولة ترتيب نفسه في المناطق الصحراوية قرب "وادي حوران" ومناطق أخرى، مستخدماً الطيات الأرضية والخنادق الموجودة في الصحراء مستغلاّ رعاة الأغنام في التمويه، لكن قواتنا هي قوات محلية مدربة وعلى معرفة جيدة بالمناطق الصحراوية، ونحن نقوم الآن بعمليات استباقية لمنعه من العودة ثانية.
وفي مارس الجاري، أعلنت الجهات الأمنية أجزاء واسعة من الصحراء الغربيّة، وطالبت عبر منشورات ألقتها مروحيات عراقية رعاة الأغنام المتواجدين في الصحراء بمغادرة المنطقة.
ولا تقتصر هذه العمليات على المناطق الموزاية للمحافظات السنية كالأنبار، إذ أعلنت "فرقة العباس القتالية" في 25 فبراير إكمال الواجبات البرية في عملية "ثأر المغدورين" وتطهير أكثر من ألف كيلومتر مربع من الصحراء الغربية المقربة لمحافظة كربلاء الشيعية، وتلك الفرقة هي تشكيل من القوات المتطوعة المقربة من المرجع الديني "علي السيستاني"، والتي تشكلت بعد فتوى المرجع الذي طلب من العراقيين حمل السلاح لمحاربة "داعش" في عام 2014.
وتمّت عملية "ثأر المغدورين" التي تم إسنادها من قبل طيران الجيش، بسرعة فائقة، حيث بدت كعملية تمشيط، أكثر مما هي عملية تطهير والسيطرة على المناطق الصحراء الواسعة.
في السياق ذاته، رأي الموقع أن هذا النوع من العمليات هو مجرد ردة فعل تجاه تحركات "داعش"، ولا يستطيع إزالة الخطر في الصحراء والمحافظات المحاذية لها.
وأضاف الموقع إن تلك العمليات غير مبنية على معلومات استخباراتيّة استباقيّة، فهي عمليات تطهير روتينية في الغالب، تخرج بنتائج صغيرة، رغم الجهود الكبيرة والإنفاق الكبير، والحل الجذري لتلك الأزمة الأمنية هو الاستعانة بمعلومات استخبارية، بالإضافة إلى طائرات مراقبة وطائرات من دون طيار وعمليات إنزال بقوات خاصة.
وأكد الموقع حصول تطور في التعاطي مع حضور "داعش" في الصحراء، ولقد انتقلنا من الموافقات الروتينية التي تطول، إلى الموافقات الآنية العاجلة التي تعطي مرونة عالية ومطاردة العدو.
وتبدو القوات الأمنية العراقية أكثر تحركاً في مجال مواجهة حضور "داعش" في الصحراء الغربية، لكن تبقى هذه الجهود متقطّعة، الأمر الذي يعطي الفرصة لـ"داعش" لزعزعة الأمن في هذه المناطق بين فترة وأخرى.