القلق والتوتر يفتكان بصحة الإنسان.. نعرض لك كيف تستوعبهما

كتب :

التوتر والقلق الزائدان على الحد ولفترات طويلة هما السبب الخفي وراء أبرز الأمراض التي تصيب الإنسان فجأة، ومنها تقرحات في الجهاز الهضمي، أمراض نفسية متقدمة، سرطان، أمراض كلى، وأمراض قلب وشرايين، ليكون القلق والتوتر معا عاملين قاتلين، يوشكان في أي لحظة على الفتك بصحة الإنسان. ونعرض في هذا التقرير عددا من النصائح التي يمكن أن تخفف من حدة القلق والتوتر وزيادة إفراز هرمون السعادة.

آثار القلق والتوتر

حذر الدكتور علي الغامدي، الحاصل على دكتوراه في علم الأعصاب الإدراكي، عبر سلسلة من التغريدات، من آثار التوتر المستديم لفترات طويلة على جسم الإنسان، ليحوله من صحيح إلى عليل في بضع سنوات، وذكر خلالها مجموعة من النصائح والأغذية التي يمكن تناولها، وتساهم في الحد من التوتر، وزيادة إفراز هرمون "السيرتونين" المسؤول عن السعادة.

وأورد الغامدي كيفية بدء التوتر بالتحكم في جسم الإنسان بقوله: "بعد ثوانٍ من التوتر يتحول جسمك إلى وضع القتال أو الفرار، والسبب أن مركز البصر والسمع يقوم بإرسال معلومات لمركز معالجة المشاعر في الدماغ، فتنتقل المعلومات من هذا المركز إلى الذي يتواصل مع الجهاز العصبي اللاإرادي، ويحفز الغدد الكظرية"، وتابع: "الغدد تُفرز الناقل العصبي المعروف بالأدرينالين، وهو هرمون الإثارة، عندها تشعر بإحساس التوتر والارتباك المعهود، فتتزايد ضربات قلبك، ويرتفع ضغط الدم، ويتسارع التنفس".

ماذا يحدث عند زيادة مدة التوتر؟

وأردف: "الأدرينالين بدوره يحفز إفراز (الكورتيزول) المعروف بهرمون التوتر، نسمع دائماً عن خطورة الكورتيزول، لكنه في الأساس يفرز لحماية الدماغ من الضرر الناتج عن الحوادث والصدمات القوية"، وأجاب بشأن استمرار التوتر لدقائق أطول، وقال إن "سلوك الإنسان يتغير عندما يزيد التوتر على 10 دقائق، ويصبح صاحبه ميالا للسلوك العدواني، ويؤثر الكورتيزول بعد 30 دقيقة من التوتر على الذاكرة طويلة المدى، فيصبح الشخص سريع النسيان، ويتراجع التركيز والانتباه لديه بشدة".

تغير وعدم اتزان هرموني في الجسم

وأوضح حدوث تغير وعدم اتزان هرموني في الجسم بعد استمرار التوتر لعدة أيام، مما يؤثر على كثير من الوظائف الحيوية، فيضطرب المزاج بشدة، وتقل الشهية للأكل وتقل الرغبة الجنسية. وتابع: "تبدأ القدرات الذهنية في التراجع بحدة، بعد عدة أشهر؛ مما يتسبب في ضرر القدرات الذهنية الراقية مثل التفكير والتحليل والمنطق، كما يضعف عندها جهاز المناعة، فتزيد الالتهابات في أعضاء الجسم بشكل عام".

كيف يؤدي التوتر لأمراض مزمنة؟

يقول الغامدي: "تظهر أمراض مزمنة بعد عدة سنوات وعلى المدى البعيد مثل الأمراض النفسية المتقدمة، وتقرحات الجهاز الهضمي، وأمراض الكلى، وأمراض القلب والشرايين، وتراجع الخصوبة، وزيادة احتمال الإصابة بالسرطان، وتستمر هذه الأمراض في السوء حتى تصبح عوامل مهددة للحياة".

كيف يمكن استيعاب حدة التوتر؟

وعن استيعاب حدة التوتر ذكر الغامدي عدة نصائح تساهم في زيادة إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة، وقد تساعد في استيعاب القلق والتوتر، ومنها تناول أغذية تحتوي على حمض الـ"تريبتوفان"، الذي يتواجد في البيض، الحليب، اللحوم الطازجة، المكسرات، والحبوب، كذلك الحصول على الماغنسيوم، ويتواجد في السمك والموز والألياف الخضراء، وفيتامين "C"، والذي يكثر في الحمضيات مثل البرتقال والليمون والفراولة، فضلاً عن فيتامين "B"، الذي يتواجد في السمك والحليب والشوفان.

تجنب تناول السكريات وضرورة التعرض لأشعة الشمس

وشدد الغامدي على ضرورة تجنب تناول السكريات، وضرورة التعرض لأشعة الشمس بمعدل 20 دقيقة يومياً للحصول على فيتامين "د"، الذي يساعد على تعديل المزاج، وكذلك ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي باسترجاع الذكريات الجميلة، والأحداث السعيدة، والابتعاد عن الأخبار والصداقات السلبية، وممارسة القراءة والتأمل مثل الصلوات واليوغا، إضافة إلى عمل مساج للجسم لمدة 30 دقيقة مرتين في الأسبوع؛ لما ثبت له من تخفيف التوتر بنسبة 30%.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً