افتتحت صباح اليوم الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة والسيد زوراب بولوليكاشفيلي أمين عام منظمة السياحة العالمية، فعاليات الاجتماع الخامس والأربعين للجنة الاقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية والذي تستضيفه مصر ممثلة في وزارة السياحة فى مدينة القاهرة خلال يومي 24 و 25 مارس الجاري تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى.
وقد حضر الافتتاح السيد محمد المهيري مستشار وزير الاقتصاد لشئون السياحة بدولة الامارات ورئيس اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط بالمنظمة هذا العام، ونائبي رئيس اللجنة وهم دولتى العراق ولبنان ، والسيدة بسمة الميمان المدير الإقليمى للجنة، والسيد Beka Jakeli منسق العلاقات بمنظمة السياحة العالمية ، إلى جانب عدد من وزراء وممثلى السياحة فى عدد من الدول من بينهم اليمن وعمان ولبنان وليبيا والسعودية.
رانيا المشاط تؤكد على التعاون المثمر والمستمر مع منظمة السياحة العالمية
وشارك في الحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي يدعى فيها وزير الاثار المصري على هامش اجتماع المنظمة وذلك لاستعراض تطورات التراث الثقافي خلال هذه الفترة من خلال الحديث عن الاكتشافات الأثرية الحديثة والمشروعات القومية في مجال التراث الثقافي والحضارى.
وخلال الجلسة ألقت الدكتورة رانيا المشاط كلمة استهلتها بالترحيب بأمين عام منظمة السياحة العالمية و محمد المهيري وبكافة وفود الدول المشاركة في الاجتماع في بلدهم الثانى مصر، معربة عن سعادتها باستضافة مصر للعام الثانى على التوالي للاجتماع لجنة الشرق الأوسط للمنظمة بعد استضافتها لها في مايو الماضى بمدينة شرم الشيخ مما يعكس ثقة منظمة السياحة العالمية في قدرة مصر على استضافة الاجتماعات والمؤتمرات الكبرى.
وأعربت الوزيرة عن خالص شكرها وتقديرها لدولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لوضع هذا الحدث الهام تحت رعاية سيادته، مما يعكس الاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية لقطاع السياحة.
وأكدت الوزيرة على أهمية الدور الذى تقوم به منظمة السياحة العالمية لتعزيز دور السياحة كقاطرة للنمو الاقتصادى والتنمية الشاملة والاستدامة البيئية، مشيرة إلى أن المنظمة تقوم بتقديم الدعم والمساندة لقطاع السياحة وذلك من خلال المعلومات والسياسات المحدثة التى تساعد في النهوض بصناعة السياحة على مستوى دول العالم.
وأكدت الوزيرة على التعاون المثمر والمستمر مع منظمة السياحة العالمية، والذي كان آخره الاستعانة بخبراء من منظمة السياحة العالمية في مجال تحديث منظومة معايير تصنيف الفنادق المصرية.
وأبدت الدكتورة رانيا المشاط خلال كلمتها عن تطلعها للبرنامج الثري الذى تشمله فعاليات الاجتماع والذي تم اعداده تماشيا مع توصيات لجنة الشرق الأوسط السابقة، آملة أن يكون هذا الاجتماع انطلاقة جديدة لتحديث وتطوير وتنمية السياحة في الدول المختلفة.
وأشارت الوزيرة إلى منتدى الابتكار التكنولوجى في السياحة والذي سيتم عقده غدا على هامش الاجتماع وسيتضمن المسابقة الوطنية الأولى للشركات الناشئة في مجال السياحة والتي تنظمها وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع منصة RiseUp لريادة الأعمال لاختيار مشروعات وتطبيقات إلكترونية لإلقاء الضوء على المعالم والأماكن السياحية في مصر والترويج للسياحة المصرية بطرق جديدة ومبتكرة.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط أنه سيتم خلال الجلسات تقديم عرضين تقديميين أولهما لاستعراض برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة في مصر، والذي أطلقته الوزارة من البرلمان المصري في نوفمبر الماضي ويحظى بدعم من القيادة السياسية والحكومة المصرية وكافة اجهزة الدولة، ويهدف إلى تحقيق تنمية سياحية مستدامة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، والذي نسعى من خلاله الى تغيير الصورة النمطية للسياحة المصرية لتكون أكثر حداثة وعصرية ومواكبة للاتجاهات العالمية.
وأضافت الوزيرة أن العرض التقديمى الثانى سيقدمه الدكتور خالد العنانى وزير الآثار يعرض خلاله الاكتشافات الأثرية الحديثة والمشروعات القومية في مجال التراث الثقافي والحضارى، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار الحرص على تبادل الخبرات والمعلومات من خلال إطلاع أعضاء اللجنة على آخر التطورات التي تشهدها مصر في مجال السياحة والآثار.
وقالت الوزيرة أن الفعاليات ستتناول أيضا تقرير الأمانة العامة عن السياحة الدولية عام 2018 وتوقعاتها لعام 2019حيث سيتم إلقاء الضوء على أهم البرامج مثل الابتكار والرقمنة، والاستثمار وريادة الأعمال التعليم والعمالة، والتنمية المستدامة في مجال البيئة والتراثالثقافي والحضارى.
وأوضحت أنه من الموضوعات الهامة التي سيتم طرحها أيضا ميثاق الأخلاقيات السياحية وذلك بهدف الترويج للسياحة المستدامة والمسئولة والتي يمكن تحقيقها من خلال تطبيق المبادئ الأخلاقية و القيم الإنسانية مثل والتسامح واحترام الاختلاف الدينى والثقافى والاجتماعى، مشيرة إلى أن وزارة السياحة بصدد التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ مشروع يهدف إلى تطبيق أخلاقيات السياحة وغرز تلك القيم فى طلبة المدارس لخلق جيل لديه الوعى بأهمية السياحة فى الاقتصاد القومى وكيفية التعامل مع السائحين.
وأشارت الوزيرة إلى أن هذه الفعاليات تؤكد على أن هذا المؤتمر سوف يكون هاما للغاية لكافة أعضائه لاسيما مع تزامن انعقاد الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية هذا العام.
واختتمت وزيرة السياحة كلمتها بالتأكيد علي أهمية جلسة التي ستنعقد على هامش الاجتماع والتي ستستعرض القصص الناجحة الخاصة بالتحول الرقمى الحكومى في صناعة السياحة والتى سوف يشارك فيها السادة الوزراء وممثلى القطاع الخاص.
وقدمت الوزيرة الشكر للسيد أمين عام منظمة السياحة العالمية وجميع معاونيه على التعاون المثمر لتنظيم أعمال اللجنة والمنتدى الإقليمى للابتكار التكنولوجي في السياحة ، متمنية مؤتمرا ناجحا ومثمرا.
ومن جانبه قام وزير الآثار في كلمته بالترحيب بأعضاء اللجنة وكافة وفود الدول المشاركة، مقدما الشكر للدكتورة رانيا المشاط على دعوتها لوزارة الاثار للمشاركة في هذا الحدث الهام.
وقدم وزير الآثار عرضا تقديميا استعرض خلاله أهم الاكتشافات في مصر خلال العامين الماضيين، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن 3 اكتشافات اثرية قبل شهر رمضان القادم.
وتحدث الوزير عن معرض "توت عنخ أمون" الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس والذي تم افتتاحه للجمهور أمس خلال ويستمر حتى 15 سبتمبر 2019 مما يساهم في الترويج للسياحة المصرية.
كما أشار وزير الاثار الي مشروع المتحف المصري الكبير والذي سيتم افتتاحه العام المقبل حيث سيكون هدية مصر العالم، مؤكدًا أنه يعد أهم مشروع ثقافي في العالم حيث أنه سيغير الخريطة الثقافية في مصر بأكملها، لافتا إلى أنه أنه تم نقل46 ألف قطعة أثرية إلى المتحفأشهرها تمثال رمسيس.
كما تحدث الدكتور خالد العنانى عن زيادة أعداد البعثات الأثرية خلال الفترة الأخيرة حيث بلغت 25
بعثة أثرية مصرية، و250 بعثة من أكثر من 25 دولة في العالم.
وأشار إلى قرب الانتهاء من مشروع تطوير منطقة الأهرامات لتكون منطقة جذب أكثر حضارة للسائحين والزوار.
وخلال الجلسة قامت الدكتورة رانيا المشاط باستعراض آخر مستجدات حركة السياحة الوافدة لمصر في ظل المؤشرات الايجابية التي حققتها السياحة المصرية ، مشيرة إلى أن السياحة المصرية شهدت طفرة وانتعاشه هائلة في عام 2018 وبداية عام 2019.
وقامت بعرض تفاصيل المحاور الخمسة لبرنامج الإصلاح الهيكلى الذى أطلقته وزارة السياحة في نوفمبر الماضى لتطوير قطاع السياحة والذي يعتمد علي عدد من المحاور التشريعية والمؤسسية والتنمية المجتمعية، مشيرة الي ان رؤية الوزارة تهدف الي تحقيق رؤية سياحية مستدامة تتماشي مع الاهداف ال 17 التي اقرتها الامم المتحدة وذلك من خلال تنفيذ اصلاحات هيكلية لرفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط خلال الجلسة على أهمية التعاون والتنسيق المستمر بين كافة الوزرات والهيئات ذات الصلة بقطاع السياحة وعلى رأسها وزارة الآثار، مؤكدة علي أهمية السياحة الثقافية التي تعتبر نمطا أساسيا للسياحة المصرية.
كما أشارت الوزيرة الي أن الاهتمام بالاكتشافات الاثرية مثل الاقصر والمنيا و سوهاج يلقي الضوء على المدن المصرية المختلقة و يبرز التنوع الذي تتمتع به مصر، وهو ما يتماشى مع Branding by Destination ، و هو احد المحاور الأساسية للحملة الترويجية للسياحة المصرية، وذلك من خلال إظهار المقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها كل مدينة.
وعن المتحف المصري الكبير أشارت الوزيرة الى انه يعتبر حجر الزاوية الأساسي في الحملة الترويجية، حيث ان الوزارة تقوم بالترويج له في كافة المعارض والمحافل الدولية التى تشارك بها الوزارة.
أشارت وزيرة السياحة الي أن السياحة تعد من أهم الصادرات الخدمية للاقتصاد المصرى، لافتة إلى أن 70 % من صادرات العالم خدمية منها 30 % صادرات سياحية، مشيرة الى أن السياحة تعد من القطاعات الاقتصادية الاسرع نموا في الاقتصاد القومي والتي تساهم بشكل كبير فى توفير فرص العمل حيث أن مضاعف التشغيل بالقطاع 1:3 فكل فرصة عمل مباشرة يقابلها ثلاث فرص عمل غير مباشرة.
ومن جانبه استهل السيد زوراب بولوليكاشفيلي كلمته بالإشارة أنه لأول مرة تعقد لجنة إقليمية من لجان المنظمة مرتين في نفس الدولة، مؤكدا أن عقد اجتماع الدورة ال45 للجنة الإقليمية للشرق الوسط جاء في ظل النجاح الذي شهدته الدورة السابقة للجنة التي استضافتها مصر في شرم الشيخ، معربا عن سعادته بكرم الضيافة الذي لاقاه جميع المشاركين في الدورة السابقة، مشيرا الي انه كان من افضل الاجتماعات، مشيرا الى استمرار النجاح في الدورة الحالية.
كما توجه بالشكر للدكتورة رانيا المشاط علي حسن الضيافة الذي لاقاه خلال حفل العشاء الذي نظمته وزارة السياحة للترحيب بالوفود المشاركة في الاجتماع، بمنطقة الاهرامات أمس.
و أشاد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة المصرية، موضحا أنه يمكن الاستعانة به كنموذج يمكن الاستفادة منه وتطبيقه، مشيرا الي أهمية تطبيق مثل هذه البرامج علي ارض الواقع، مؤكدا ان هذا يعد بالنسبة لمصر خطوة ناجحة تم تحقيقها في قطاع السياحة المصري.
كما أشار الى اهمية اجتماع اللجنة لكافة الدول المشاركة؛ لمناقشة للاطلاع على اخر المستجدات في مجال السياحة في منطقة الشرق الأوسط، وقال أن شعار المنظمة في عام 2019 سيكون عام التعليم والمهارات وفرص العمل
كما أعرب عن امتنانه لحضور الدكتور خالد العناني وزير الاثار المصري لهذه الجلسة، موجها الشكر له علي ما قدمه من عرض للتعرف علي الحضارة المصرية العظيمة واخر الاكتشافات الاثرية الحديثة.
كما أكد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير في نهاية 2020 يعد حدثا رائعا؛ حيث ان المتحف يجسد الحضارة المصرية العظيمة.
كما أشار الي أن منطقة الشرق الأوسط كانت أحد المناطق التي نمت سريعا في عام 2018، لافتا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تستعيد نشاطها من جديد في استعادة الحركة السياحية.
وأوضح أن هدف المنظمة أن تصبح صناعة السياحة أكثر حداثة وأن تركز على الابتكارات والتكنولوجيا الرقمية، لافتا إلى جدول أعمال منتدى الابتكار التكنولوجي المقرر عقده غدا على هامش الاجتماع والذى سيتضمن لأول مرة مشاريع وابتكارات ملموسة على أرض الواقع.